الانتخابات والانفجارات ...توأم سيامي لا يمكن الفصل بينهما

أصبح من المحتوم  على العراقيين تهييئ انفسهم ودمائهم  لاستقبال موجة جديدة من الانفجارات المتصاعدة، مع اقتراب كل موعد للانتخابات،و أصبحت السياسة بشكل تمثل مجلب شؤم لدى الانسان العراقي الذي يبدو ان حلمه في الاستقرار والعيش الرغيد بات بعيد المنال .

لم يكن ليتورع الماسكين بزمام الامور في عراق اليوم عن قتل طموح هذا الشعب الذي يسومه القابض على أزمته  سوء العذاب، ولم تحرك الغيرة الوطنية فيهم شعرة من أجل جعل هذا الوطن بيتا هادئا للجميع

لقد كثر اللغط وتصاعدت وثيرة الشتم والسباب واللعان بين الكتل والاحزاب السياسية وكثرت الاطماع الداخلية والخارجية ولم يعد أحدا يكترث  لقوافل الأرواح الطاهرة التي تسافر عبر صهاريج الموت إلى باريها بدم  بارد  كل لحظة  بالمئات .

لن يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ،عبارة يعيها المواطن العراقي جيدا وهو يعلم علم اليقين ان الانتفاض وقلب الطاولة على الحكام وحده الكفيل لاسترجاع كرامته وشرفه ولكن سرعان ما تلتف حوله حبال الاستكانة والخنوع،كان الله بعونه فهو يعيش بين طامتين ،طامة بعض رجال الدين الذين لم يذخروا جهدا في تحميقه وطامة التهديد والقتل ومحاربته في عيشه ورزقه ما ان سولت له نفسه تغيير هذا الواقع المرير.

لقد ارتفعت  حصيلة الانفجارت الى 27 شهيدا و8  جرحى في منطقة الشاوي وحدها حسب  تأكيد المصادر الطبية  بمدينة الحلة في حين تبقى اعداد َ الضحايا قابلة  للارتفاع بسبب هول  الانفجار الذي نفذ بواسطة عبوة  ناسفة  كانت قد زرعت فيَ احد المطاعم في منطقة ِ الشاوي, في حين تلاهُ انفجار سيارة مفخخة  قبل  قدوم ِ قوات ِ الشرطة وسيارات الاسعاف لنقل المصابين.

هذا ولم تسلم مدينة كربلاء المقدسة من لهب نيران الانفجارات حيث استشهد َ واصيب عشرة مدنيين بانفجار عبوة ناسفة صباح هذا اليوم مثبتة في سيارة مركونة بالقرب من احدى  العمارات في شارع ميثم التمار وسط  المدينة ،وهو ما أدى الى استشهاد ثلاثة مدنيين بينهم أمراة واصابة سبعة اخرين بجروح .

هشاشة الاجراء الامنية دفعت لاستشهاد واصابة سبعةُ جنود بانفجار سيارة مفخخة وسط مدينة الفلوجة بعد انفجار سيارة قرب  مصرف الرشيد  اثناء  تسلم  عدد من الجنود  رواتبَهم ماادى الى استشهاد  جنديين واصابة  خمسة اخرين بجروح خطيرة .

ومن جهت أخرى عرفت محافظةُ صلاح الدين منذ صباح اليوم اجرءات امنية  مشددة بعد ورود معلومات استخباريةٍ بوجود سيارة مفخخة تروم دخول المدينة.

وبالعودة الى العاصمة بغداد فقد قتل مدني بهجوم مسلح نفذه مجهولون قرب منزله غرب بغداد بعدما أطلقوا ظهر اليوم عليه النار من اسلحة رشاشة لدى خرجوه من منزله مما ادى الى مقتله في الحال.

هذا عراق اليوم في ظل الاوضاع الراهنة  في ظل سياسات لا يهمها الا  الكراسي  واعتلاء مجد الفساد في حين لازال الشعب العراقي يكمح الى امان قد ياتي او لا ياتي .