لا تظلموا .. حكيم شاكر !!!

 

بعد الانجازات الكبيرة التي حققها منتخبنا الشبابي في بطولة كأس العالم للشباب ، وقبلها ظهوره المميز في كأس اسيا للشباب ، برزت للضوء ظاهرة ( حكيم شاكر ) ألمدرّب العراقي الذي استطاع ( اكتشاف ) هذه المواهب الكروية ورعاها وسهر عليها حتى وصلت الى ما وصلت اليه اليوم ، وها هو العالم كله ينظر لها باحترام وتقدير ويرفع القبعات لهذه الكتيبة الشبابية المقاتلة .

ظهرت علينا بعض الاخبار ان الاتحاد العراقي لكرة القدم بات يفكــّـر جديا ً (بترحيل ) هذا المنتخب الشاب ليلبس فانيلة المنتخب الوطني العراقي وتكليف / حكيم شاكر بمهمة قيادة المنتخب العراقي الاول . أمــّـا عن تكليف هؤلاء الشباب بالدفاع عن ألوان الكرة العراقية فهو ما ننتظره حقا ً لان الكرة العراقية صارت بأمس ّ الحاجة لدماء جديدة ترفدها بالابداع والايثار الذي لمسناه من هؤلاء الشباب وهذا أمر ( اِن حدث فعلا ً ) سيترك حالة من الارتياح في الشارع الرياضي العراقي ويوقد جذوة الامل من جديد بالكرة العراقية ، أما عن ( ترحيل ) حكيم شاكر ليستلم مهمة تدريب المنتخب الوطني الاول فهذه ( غلطة ) كبيرة بحق حكيم شاكر أولا ً والكرة العراقية ثانيا ً ،

ان لاعبي منتخبنا الشبابي وبعد هذه المشاركة العالمية لم يعودوا مجرد نبتات صغيرة نخاف عليها من أية ريح أو عواصف ، بل أصبحوا اشجار نخيل باسقة تطرح ثمارها انتصارات وانجازات للكرة العراقية ولن يطول الامر حتى نسمع ونرى عروض الاحتراف تنهال على هؤلاء اللاعبين للفرق العربية وحتى الاوربية فقد أصبحوا ( محترفين ) في التعامل مع متطلبات المباريات والانتصار على أي احباط ممكن أن يصيبهم خلالها ، لذلك فان أي مدرب محترف يقود المنتخب الوطني سواء كان مدربا ً محليا ً أو عالميا ً سيستلم لاعبين محترفين محنكين لا يحتاج الاّ الى املاء تكتيكه عليهم ليطبـّقوه في أرض الملعب ، وألفضل في كل هذا يعود الى الكابتن / حكيم شاكر الذي اختار هذه المجموعة الشابة وعمل معها شهورا ً وأياما ً طوال كمدرّب ومعالج نفسي وأب لا يبخل عليهم بمشورته وخبرته حتى وصلوا لما وصلوا اليه.

ان كرة القدم كالنهر حقيقتها الوحيدة تكمن في استمراريتها وعدم انقطاعها عن الجريان ، وهي لكي تستمر لابد لها دائما ً من دماء جدبدة تديم زخمها ، وهذا ما وجدناه بوضوح بعد منتخبنا السابق والذي فاز يوما ً بكأس اسيا وظللنا متمسكين به رافضين حتمية التاريخ بالتغيير ، لذلك فان استمرار رفد الكرة العراقية بمنتخبات للشباب بمستوى هذا المنتخب تبدوا مهمة وطنية أكبر وأهمّ من مهمة تدريب منتخب من اللاعبين الجاهزين .

ان حاجتنا الحقيقية لحكيم شاكر بعد كأس العالم الحالي هو توفير كل الامكانيات له لاكتشاف وبناء منتخب جديد من الشباب يختارهم من لاعبي الاندية والمدارس الكروية والفرق الشعبية ويزجهم بدورات كروية واختبارات بمستويات عالية ليكونوا احتياطيا ً لهذا المنتخب الشاب نجده بعد سنوات قليلة رافدا ً مهما ً لمنتخبنا الاولمبي والوطني ، ان ما قام به / حكيم شاكر هو ليس تدريب مجموعة من اللاعبين ( الجاهزين ) فهذه مهمة يمكن لاي مدرّب يمتلك الامكانيات العلمية أن يقوم بها ، ولكن الانجاز الحقيقي لحكيم انه غرس لنا مجموعة من الشتلات اختارها بنفسه وسهر عليها ورواها من أعصابه وعرقه وحكمته حتى صهرها في بوتقة واحدة لتكون هذه الاشجار المثمرة ، فالاجدر أن نعيـّنه أمينا ً على مناجمنا الكروية الشبابية ليختار منها ويشتل لنا شتلات جديدة لتثمر بعد حين بلاعبين جدد ، والاولى باتحادنا ( ألذي يفتقر للتخطيط العلمي وبعد النظر ) أن يهيـّـأ مع حكيم شاكر مجموعة من ألمدربين الشباب يرافقوه في رحلة بحثه عن الكفاءات الشابة ويتعلمون منه اسلوب التعامل النفسي والابوي والرياضي مع هذه المواهب حتى تنضج وتعطي ثمرها نحن بحاجة فعلا ً لبناء مدربين وطنيين محترفين في التعامل مع الشباب واكتشاف مواهبهم وتطويعها والاستفادة منها قدر حاجتنا للاعبين الجيدين.

هذه دعوة مخلصة للاتحاد العراقي لكرة القدم ووزارة الشباب واللجنة الاولمبية لتكريم هذا المنتخب وهذا المدرب الاب الكفوء وان لا يقتلوا شعلة الابداع والاكتشاف فيه ، فقيادة المنتخب نقولها مرة أخرى يمكن لاي مدرب محترف القيام بها ، أما بناء منتخب للشباب والتعامل معه وتوظيفه فهذه ميـّزة لا يتمتع بها الكثيرين ، وربما كان الكابتن / حكيم شاكر هو من هذه القلة من المواهب القادرة على ذلك ، فلا تحرموا الكرة العراقية من مكتشف المواهب الشابة واتركوه ليرفدنا بالكثير الكثير من ألموهوبين.