المالكي انتهت صلاحيته!

لم يكن مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان، موفقا حين صرح بأن رئيس الوزراء نوري المالكي انتهت صلاحيته، لأن السيد مسعود ليس ممن يحق لهم الحديث عن المالكي بهذا الشكل، خصوصا وأنه كان يسوق لتصريحاته أمام صحفيين وكتاب أكراد يكتبون للصحافة العربية.

فالمالكي وإن كان تولى رئاسة الوزراء لدورتين، فهو ليس زعيما أبديا لحزبه أو للوزارة، وبامكان حزبه، حزب الدعوة الاسلامية، إقالته، أو تغييره ورفض توليه منصبه (طبعا إن تنقى الحزب من جوقة الطبّالين)، وهو غير قادر على الاستمرار طويلا، اللهم الا إذا نجح المالكي أو أراد في إفراغ حزب الدعوة مما تبقى له من مضمون دعوتي بوجود المتملقين من حوله. وحتى إن حصل ذلك، وتحول المالكي الى "صنم جديد"، فان حزب الدعوة الذي هو تيار أفكار ومواكب أبطال، أكثر من "رأس"، يجد في نفسه أنه الأجدر بأن يحل محله، وما خروج إبراهيم الجعفري من الحزب، ورفض "تنظيم العراق" الاندماج بالأصل الا تأكيد على أن الدعوة الاسلامية ولاّدة على الدوام للرؤوس.. "وقومي رؤوس كلهم..".

وما عدا حزب الدعوة وأحزاب أخرى مناضلة مثل الحزب الشيوعي، فان الأحزاب والجماعات الرئيسة التي هيأت لنظام المحاصصة الطائفية والعرقية منذ اجتماعات واشنطن ولندن وانتهاء بصلاح الدين قبل سقوط النظام السابق، وتشارك في العملية السياسية، كالمجلس (الاسلامي) الأعلى والحزبين الكرديين، الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، فان الزعامة فيها تظل على الدوام ميزة "تأريخية" لأن الزمن يتوقف وحاشا له أن يتحرك بوجود الزعامات. والأمهات والأحزاب تبقى عاجزة عن تقديم بدلاء يحلمون يوما بزعامة هذه الأحزاب.

في حزب الدعوة بامكان "نص" داعية، أن يصل ولو بعد حين، الى موقع قيادي، وله الحق في إزاحة المالكي اذا اراد بشرطها وشروطها، لكن هل يحلم أقدم قيادي في المجلس (الاسلامي) الأعلى أن يفكر بالحلول محل زعيم المجلس ما دامت سلالة آل الحكيم دام ظلها موجودة؟.

منذ متى ومسعود البارزاني وجلال طالباني يتزعمان حزبيهما؟ ولماذا انشق طالباني أصلا ليؤسس حزبه الحالي لو كان يعتقد أنه يرى بصيص نور في آخر النفق يمكّنه من أن يصبح يوما زعيما للحزب الديمقراطي الكردستاني؟! وهل تم اختيار زعيمي الحزبين بالانتخابات أم أن مجرد التطرق لهذه المسألة من المحرمات "الديمقراطية"؟

ياجماعة، والله ليست شتيمة حين أقول إن كل هذه الزعامات "انتهت صلاحيتها من زمان"، ويجب أن تستقيل، وإن معظم الأحزاب في العراق: عربية كردية وغيرها، لم يتم إنتخاب زعمائها. وهي كالمرجعيات الدينية: أحزاب أبناء وأصهار، "واللي مايعجبوا يشرب من ماء البحر"!.

مسمار:

"دنياي كوله كه بهن كه وبده هه فالي خو"

"الدنيا وردة. شمها وناولها لرفيقك"