لماذا يُترك الشيطان وحيداً ؟

 

كتب احد المجانين  في ( تغريدته) على التويتر والتي يفترض تسميتها  نهيق او نعيق بسبب شذوذها  الصارخ ونشازها عن تغريدة الطيور المقصودة , تنهيقة  يقول فيها "جرائم الشيعة ابتدأت منذ ابينا آدم عندما قتل قابيل (الشيعي) اخاه هابيل (السني) من اجل الغيرة والحسد " استعارة ساذجة وتمتاز بحمورية ناضجة, وبذلك يكون اول السنن التي شرعت على الارض من فعل الشيعة, وبغض النظر عن فكرتها الغريبة وبعدها عن الصواب تبقى مؤشر خطير يهدي الحمير الى مواطن العلف المسموم لاجتراره بنهم لاكتساب البركة والثواب, هذه عينة من كمية هائلة من الاصوات والدعوات السافلة التي تدعونا الى الخراب والموت ورائحة الدم والخطيئة .

عندما كان حكام بني امية يقتلون المخالفين لهم من المسلمين وينهبون اموالهم كانوا يدعون تطبيق عدالة السماء وترسيخ رسالة  النبي الكريم , يرافق هذه الحفلات الدموية الظالمة التكبير والتهليل, اي انهم يجسدون القيم السماوية على الارض  بهذه الممارسات الارهابية, جاء بعدهم حاملي لواء يالثارات الحسين ومظلومية آل البيت ع , ففاقوا بظلمهم اقرانهم السالفين دموية وقذارة, بل وامتدت سيوف غدرهم وبطشهم للكثير من الاقطار والبلدان البعيدة , طمعا في الغنائم الثمينة من الذهب والفضة والسبايا والعبيد والغلمان ,لما يطلق عليها بفخر مقرف في عصرنا " الفتوحات الاسلامية " وكل هذا في سبيل الله ,لانهم في  صفوف الرحمن , كما يدعون!!.

اصبحت بعد ذلك جميع الدول المتعاقبة على حكم العالم الاسلامي تتخذ ذات السبيل والنهج والشعارات لاقامة دولها وسلطانها , والبسطاء من الناس  يعيشون حياة بائسة وفقيرة في ظل هذه الحكومات المشرعنة, يساقون الى الموت كالاضاحي لتزداد خزائن مولانا الخليفة  تضخماً  وخيراً ,الى ان جاء السلاطين والآغاوات فابتدأ نمط جديد من الصراع ركز على الخلافات الطائفية بشكل مباشر ولكن النتيجة كانت واحدة ,فكلا الجانبين يقول بالذود عن حمى الشريعة والاسلام ,وكلا الطرفين يكبّر عندما يحز رأس خصمه, وهذا لايعني بان الطائفية لم تكن موجودة قبل هذا التاريخ , بل العكس ,لكنها كانت تمارس من قبل الدولة ضد رموز الشيعة واتباعهم والمخالفين من الطوائف الاخرى, وهذا ينطبق على الحكم البعثي ايضا في سياسته ,اي ليس هناك منافس يقوم بالفعل المضاد لتتضح صورة مايسمى بالاقتتال الطائفي! ربما يمكننا ان نطلق هذا الوصف على النزاعات المذهبية  بين العثمانيين والصفويين على زعامة الامة الاسلامية.

اغلب بيانات المعارك التي كانت تدور ابان الحرب العراقية ـ  الايرانية , تُختم بآية قرأنية , والله اكبر , والساقط من كلا الجانبين من المسلمين, شهيد في سبيل الله , وتحولت ايران بعد الثورة الاسلامية  الى دولة مجوسية تحمل احقاد كسرى وثارات رستم!! حصل هذا بقدرة الاعلام البعثي واقلام المنافقين العرب , وبصرف النظر عن مدى موافقة أفكارنا لهذا الطرف او ذلك وتحت اي مسمى وطنياً كان ام دينياً , تظل فكرة ان الله معنا او نحن مع الله في قتل الاخر وتقطيعه قائمة وجائزة للطرفين .

 تحولت بعد سقوط النظام القمعي في بغداد رايات الشريعة والاسلام  الى القاعدة واتباعها من البعثيين , فصار الذبح والتمثيل بالجثث مصاحباً لصيحات الله اكبر وغرز المُدى والسكاكين في رقاب العباد وهي تنفث دماً عبيطاً , منظراً محبباً للمجاهدين الاوباش , فهؤلاء ايضا مع الله ورسوله ويعملون وفق مبداء الرحمن وشريعته التي ابتدعها خلفاء الله الجدد ضد الفئات المنحرفة !! انتقلت بعد ذلك عدوى الذبح الشرعي للاغنام الكافرة  والمبتدعة الى سوريا , وبذلك اكمل الخلف الطالح صورة الجموع التي تقف مع جماعة الرحمن عاكفة على حزّ الرؤوس ابتغاء مرضاته!! ولكن الا يحق لنا ان نسأل الان , اين هم اصحاب الشيطان أذن؟ اذا كان كل هؤلاء القتلة وعبر هذه القرون الطويلة يقفون مع الله  وفي صفوفه الاولى ,ولماذا يُترك الشيطان وحيداً؟.