كرماء في ما لا يملكون

الكثير من ركب موجة المحاصصة والطائفية تسلق ووصل سلم المناصب في غفلة من الشعب ليتأطر بعناوين السياسة ولاهم لهم سوى جمع المال والاستئثار بالسلطة والالتصاق بالكرسي على حساب الدماء والمال العام وفقر وجوع الملايين وسمعة البلاد وخرابها لا يردعهم ضمير ولا صوت مستجير متنازلين عن قيم ودين واخلاق وقوانين انسانية والدين والوطن لعق على السنهم وإن إدعو فيه , تدافع وعروض وتنافس وصفقات مشبوهة واحتيال على القانون وتسيس التشريعات والاجراءات للحصول على موطيء قدم لأنفسهم وذويهم يبيعون لأجله العراق ومواطنيه ويصرون ان يبقوهم ضعفاء , إذ ليس من المعقول والمقبول ان يملكون عشرات القصور والفلل في الداخل والخارج وثرائهم فاحش يوزعون به ما يوزعون على بقية الشعوب مقابل مواطن لا يجد مأوى يستقر فيه وكيف يطلب منه الشعور بالمواطنة والانتماء في بلد لا يملك فيه شبرا من موازنات تزداد كل عام تفيض على ما نحتاج وترفع معها تكاليف العيش والسكن والمواطن يراوح في وسائل عيشه واصحاب السياسة لهم ولع متوارث في تقديم الهبات

والهدايا في ما لا يملكون من خيرات العراق وهبات السماء ونفط متناثر وطاقات كامنة لتعطى للدول لرفع مستواياتهم من الفقر والتصدي لكوارثهم وليس اسوء من العراق كارثة وفقرا قياساّ بما نغفو عليه من بحر البترول واشجارنا تموت واقفة فإن كانت غزة فقدت 100 شهيد في عدة ايام نفقد نحن كل يوم اضعاف هذا الرقم من المعلن وما خفي كان اعظم وان كانت الاردن مهددة بسوء الاقتصاد فقد وصلت البطالة في العراق الى 16% من الايادي العاملة ومادون مستوى الفقر يصل الى 31% وهذه الارقام تساوي الملايين من العراقيين وبلد بحاله لا يمكن ان يفقر شعبه , شعوب لا تحب العراقيين وتتعامل معهم كأنهم اعداء بكل خسة ونذالة يمنعون دخول بلدانهم حينما نزور العتبات المقدسة في ايران وسؤال لا يفارقهم عن الهوية والطائفة يشربون دمنا ونفطنا واموالنا لا يقبلون منا إن قتلنا ودافعنا الف مرة لأجل غزة والقدس والمقاومة الفلسطينية , 100 ألف برميل نفط الى بلد الزرقاوي واصحاب الاعراس على اشلاء اطفالنا ونسائنا وشيوخنا افكارهم ممتدة من عكاظ وذلك الزنديق الذي لم يجد يوم به سرور له يزوج ابنه سوى العاشر من محرم والمدافعين عن(إصديم) والقذافي وطواغيت العصر , كإنما علينا ديون ندفعها لتصمت ألسنتهم ومخفخخاتهم ولكن دون جدوى وندفع فواتير القمار والليالي الحمراء من لقمة اطفال يعيشون على القمامة , نعم انهم سيجدون المبرر لأجبار العراق على الدفع حينما يجدون الساسة يرتمون في احضانهم متوسلين بسكوتهم المزيف ولا يهم ان اعطوهم النفط و اعطوه لأسرائيل , نعطيهم النفط كي نحمي رؤوس السياسين وتتساقط رؤوسنا ونموت كل يوم الف مرة واطفالنا بلا علاج وشيوخنا نخرت اجسادهم حروب فرضوها علينا ندافع فيها عن سلطانهم وابعاد الخطر عن شعوبهم شبابنا مشردين باحثين عن عمل في تقاطعات الطرق واكوام النفايات وحمالين في الشورجة من محافظات النفط والاهوار والاسماك والسياحة والنخيل ومتذللين في الساحة الهاشمية يحملون احجار قوم لوط السوداء على اكتافهم واجرهم ( يعطيك الله يزلمه ) فلا قانون يحميهم وينصفهم ولا بروتكول حكومي يرجع حقوقهم , فحينما نساعد الجيران علينا ان نطعم ابنائنا اولاّ وليس بالضرورة ان ترضى عنا الدول او المجتمع الدولي مالم يرضى شعبنا ولا يقال عنا كرماء ان لم نكرم اهالينا ..