الأكراد يعلنون فشل محادثاتهم في بغداد، بارزاني: قوات البيشمركة في حالة تأهب لمواجهة ديكتاتورية المالكي |
دبي ــ نجاح محمد علي في تطور ينذر بتصعيد جديد يصفه بعض المراقبين "بالانتخابي" بين القوات الحكومية وقوات الأكراد "البشمركة"، اتهمت رئاسة اقليم كردستان العراق الحكومة المركزية في بغداد بالتنصل من وعودها والتزاماتها في اعلانها فشل المباحثات العسكرية بين بغداد واربيل. وقالت رئاسة إقليم كردستان في بيان صحفي عقب اجتماع للاحزاب الكردية في مصيف صلاح الدين (360 كم شمال بغداد) عقد باشراف رئيس الاقليم مسعود بارزاني إن "اجتماعات وفد البيشمركة مع مسؤولي قيادة القوات المسلحة العراقية في بدايتها(الاثنين) كانت بناءة ولكن حكومة بغداد تراجعت عن وعودها والتزاماتها". واضافت أن "الأحزاب الكردستانية جميعها اتفقت على صد الديكتاتورية والعسكرتارية في بغداد" .. وشددت على أن "الاحزاب الكردية اتفقت على عدم السماح لأي حملة شوفينية تجاه كركوك والمناطق المتنازعة عليها". وقالت مصادر إن رئيس الوزراء نوري المالكي رفض سحب قوات الجيش من المناطق المتنازع عليها. وقد طلب بارزاني من قادة الاحزاب الكردية ابقاء قوات البيشمركة في حالة تأهب، وبرر ذلك برفض المالكي لاغلب فقرات الوثيقة التي تم الاتفاق عليها بين قوات البيشمركة مكتب القائد العام للقوات المسلحة. واتفق بارزاني وقادة الاحزاب الكردية على رفض سحب قوات البيشمركة التي قدمت الى المناطق المتنازع عليها مؤخرا الا بعد حل قيادة عمليات دجلة. واشارت رئاسة الاقليم الى ان "الاحزاب الكردستانية اتفقت بأجمعها خلال اجتماعها الخميس على عدم السماح لأي حملة شوفينية تجاه كركوك أو المناطق المتنازع عليها". واوضحت أن "الأحزاب الكردستانية اتفقت أيضا على أن يكون هناك حوار داخلي جدي في اقليم كردستان وتقوية الحكم الداخلي في كردستان". واكدت وقوف الاحزاب الكردية مع الحكومة والشعب الكرديين بشكل موحد ودعمهما تجاه اي اجراءات مضادة من حكومة بغداد. وأعربت الأطراف السياسية الكردستانية عن استيائها ازاء الموقف الأخير للقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية واشارت الى انه بالرغم من بعض الاشارات الايجابية التي خرجت بها الاجتماعات الأولية بينها وبين الوفد العسكري لاقليم كردستان، إلا انها وفي الساعة الأخيرة تراجعت عن ذلك ايضاً وأصرت على استمرار استقدام عمليات دجلة وجيشها الى كركوك ودوز والمناطق المستقطعة الاخرى. واكدت الاحزاب على ضرورة ان تلعب الأطراف السياسية العراقية كافة دورها "في منع هذا النهج الخطير لحكومة بغداد باعتباره بلاء ليس لكردستان فحسب بل لجميع العراق ومكوناته" على حد قولهم. وشددوا على أن وحدة أراضي العراق مرهونة باحترام الدستور محذرين من ان انتهاك هذا الدستور يضع وحدة أرض العراق في خطر. وقد شارك في الاجتماع بحسب البيان : الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني (يتزعمها بارزاني والرئيس جلال طالباني)، وحركة التغيير والاتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الاسلامية في كردستان والحركة الاسلامية الكردستانية والحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني حزب كادحي كردستان والحزب الشيوعي الكردستاني .. اضافة الى الحركة الديمقراطية التركمانية وحركة الاصلاح التركمانية وقائمة أربيل التركمانية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والحركة الديمقراطية الآشورية وقائمة الأرمن. وكان الوفد الكردي اعلن الاتفاق على 14 نقطة مع وفد الحكومة الاتحادية ضمن وثيقة خلال المفاوضات من اجل توقيعها في وقت حدد امس بين الطرفين. لكن الوفد العسكري الحكومي المكون من فاروق الأعرجي وعلي غيدان وعبود قنبر قال إنه لم يسلم الوثيقة للمالكي بعد للموافقة عليها وهو ما حال دون زيارة وزيري البيشمركة والداخلية في الإقليم الى بغداد من أجل إقرار الوثيقة كما تم الاتفاق على ذلك. وقد عاد الوفد العسكري الكردي الخميس الى اقليم كردستان. ويرى عارفون أن تصعيد هذه الأزمة يحقق مكاسب "قومية" لكل من المالكي ورئيس اقليم كردستان ، وأنها لاتخرج عن كونها "لعبة إنتخابية" زادت من التفاف الشيعة وعموم العرب العراقيين وبينهم سنة حول المالكي، فيما حصل بارزاني على تأييد خصومه ومنافسيه من قوميين واسلاميين في عموم الاقليم الكردي، على حد ماصرح به الصحافي العراقي المخضرم عضو مجلس النواب حسن العلوي.
|