واقعنا بين المنظمات الدولية و الحكومة

 

بعد سقوط النظام السابق أصبح العراق يحتل وفق تقارير و احصائيات المنظمات الدولية المتخصصة مراتب عليا ليس في الأمور الجيدة بل في الأمور السيئة للأسف الشديد فنحن ضمن الدول الأوائل في الفساد و الدول الفاشلة و في إنعدام الأمن و الخدمات ولا أعرف لماذا البعض من وزارتنا و مسؤولينا يرفضون هذه التقارير و الاحصائيات و التي هي واضحة للعيان و عمرها عشر سنوات و يتهمون المنظمات الدولية بأبشع الاتهامات و الصفات أليس العراق فيه أمور سيئة لا يمكن لعقل إنسان أن يتخيله و أن بداية إيجاد الحل لأي مشكلة هو الاعتراف بها و تقدير حجم ضررها على أرض الواقع فلنتحدث عن الفساد و هو المرض المتفشي في كل دوائرنا ألم يتم الكشف عن عدد كبير من اللصوص و الذين كانوا هم في قمة هرم السلطة فما الذي حدث ها هم في دول الجوار أو في الدول الأوربية  أحرار و كل سرقاتهم معهم و فوق كل هذا فهم لا يخجلون و يظهرون في مختلف وسائل الإعلام و يتحدثون عن الوطنية و عن تاريخهم النضالي و هيئة النزاهة عندنا عاجزة ولا نرى أي دور لها سوى إعلاميا أو أنه تصيد فئران الفساد الصغار أما حيتان الفساد عندنا فهم يسرحون و يمرحون و عندهم يد ضاربة تمحي أي إنسان أو جهة تحاول إيقافهم أو عرقلة طريقهم أما تصنيفنا كدولة فاشلة فيكفي أن نطلع على البرنامج السنوي لخطط عمل  و انجازات وزاراتنا و مجالس المحافظات حيث أنه مليء بالتلكؤ و الاجراءات الحكومية المقززة و أيضا الفساد مرة أخرى و كذلك هناك مشاريع ما زالت على حجر الأساس و لم يتم العمل بها منذ وقت طويل و التنافس بين الكتل السياسية التي لا تريد أن تحصل كتلة سياسية أخرى على فرصة النجاح أما إنعدام الأمن فكلما نفرح و تدخل البهجة بقلوبنا و نقول بأن الأمن قد استتب إلا و يحدث حدث إرهابي يوقع مئات الضحايا و نعود إلى المربع الأول أما الخدمات فنحن نعيش على كذبة عودة التيار الكهربائي صباح مساء ولا يوجد مسؤول عندنا إلا و أدلى بتصريح عن التيار الكهربائي و بعد فترة قصيرة ينفيه فلهذا يجب أن نوجه تحية تقدير و احترام للمنظمات الدولية لأنها كانت صادقة مع شعبنا عكس حكومتنا التي تتبع مقولة ماري انطوانيت و هي "إذا لم يكن هناك خبزٌا للفقراء دعهم يأكلون كعكاً "