من سيفوز بجائزة الفساد وزارة الكهرباء ام وزارة التجارة؟؟

 

حينما تغيب المبادئ والاخلاق من التعامل السياسي ومن تداولها في الحياة العامة اليومية . تكون هذه العوامل معاول هدم لمنابع النزاهة والاخلاص والحرص لسدها واغلاقها نهائيا . وعند ذاك يتصدر الفساد المالي الواجهة السياسية , ويتحكم بها حسب حساباته الخاصة . هذا الوليد الهجين , هو احدى المصائب العهد الجديد , حين يكون الموقع الحكومي او المنصب , محطة للثراء الفاحش والحرام ويدر اموالا وفيرة , لاتخطر حتى في الاحلام الوردية , بنهب ولغف شرس , من خلال غياب المراقبة والمحاسبة القانونية . بهذا الشكل الغريب انتشرت حيتان الفساد , كأنتشار الذباب على الازبال والقمامة , وهذا احد الاسباب نكوص العملية السياسية , ودخولها في مأزق ومطبات كثيرة , عصفت باوضاع البلاد بشكل سلبي وخطير , وفي كافة نواحي البلاد , وفي كل زاوية منه . بحيث حولت العراق الغني بوفرة الخيرات الكثيرة , الى بلد فقير ومعدوم , تعاني اغلبية افراد الشعب من الحرمان والظلم , بدلا من ان تكون هذه الخيرات مصدر رفاه ورخاء الشعب , ليتمتع بالحياة الكريمة , وتسلق سلم التطور والتقدم والازدهار . لتقضي على تبعيات سنوات العجاف والقحط والبؤس . نلاحظ بان هذه الخيرات التي انعم الله بها على العراقيين . سارت عكس مجراها الطبيعي , لتصب في افواه افاعي الفساد من صعاليك السياسة الجدد , لتنعمهم بخيراتها الى حد التخمة المجنونة , على حساب معاناة الشعب . . فمثلا وزارة الكهرباء والتجارة , شهدت هاتين الوزارتبن , ابشع عمليات النهب واللغف المبرمج , تحت غطاء القانون , فضاعت المليارات الدولارات في جيوب الافاعي . دون ان يطالهم القانون , بل منحهم الحماية الكاملة والحصانة اللازمة , وبهذا الشكل الغريب والعجيب , فلا غرابة حينما تتضخم جيوبهم بالارصدة المالية , يكون ملاذهم الوحيد هو الهرب خارج العراق , لمواصلة تمتعهم بالحياة المخملية والوردية من المليارات الدولارات المنهوبة . وامثلة على ذلك لاتعد ولا تحصى , في ظل العراق الجديد , فمثلا وزارة الكهرباء منذ قيام العهد الجديد ولحد الان وازمة الكهرباء تتراوح في مكانها كالسابق , ترفض الرحيل , لتظل ترهق المواطن وتزيد من سعير معاناته . رغم ان الدولة رصدت مبالغ خيالية ( 37 ) مليار دولار , وبمقدور هذه المبالغ ان تجهز الشرق الاوسط بالتيار الكهربائي , وليس فقط العراق , والطامة الكبرى هي التغطية على هذا النهب الواسع بشراسة متناهية , يسمع المواطن بين الحين والاخر , عن قرب انتهاء الازمة الكهربائية , بتشغيل التيار الكهربائي طوال ساعات اليوم بدون انقطاع , ولكن حقيقة هذه الوعود الخرافية , يختفي خلفها عمليات سلب ونهب واحتيال واسع . وكذلك وزارة التجارة التي صارت تسمى بحق وحقيقة وزارة الفساد , يفوق تصورات الخيال , وذلك بالتلاعب في مفردات البطاقة التموينية , من خلال شراء واستيراد المواد الغذائية المتعفنة وفاسدة , ومنتهية الصلاحيات , والاخطر من هذا بعض المواد المستوردة مسرنطة , حتى تنهش جسد المواطن المظلوم , وبعضها الاخر يصلح للعلف الحيواني . كل هذه المصائب والمحن , والشعب يلوذ بالصمت الغريب , وهو يعلك علك الطائفية ليل نهار . كأن حياته رخيصة بدون ثمن ( خذنه على موت خذنه , اخذنه ولا تردنه ) كأن هذا الغضب والعقاب الالهي , يتناسق بالانسجام التام مع عمليات الارهابية , التي تحصد المواطنين الابرياء بشكل يومي تقريبا.