الإسلام... عقيدةٌ واضحة.. وتأويل معطوب

 

 

 

 

 

 

قال تعالى عن فرعون في كتابه الكريم
((
لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد))

 صدق الله العظيم

الفكرة

فرب قارئ للقران والقران يلعنه....ويقول القران يوم القيامة لربه عز وجل

أن قومي اتخذوا هذا القران مهجورا .....والمكر السئ يفضحه الله ويرده في نحره .. .

 

وقد ابتليت الامة الاسلامية والانسانية جمعاء بمن تشبثوا بالظواهر وجرد من المعنى الحقيقي للدين وهو ان يكون انسانا يحترم ربه ونعمته ويحافظ على حقوق الاخرين .......خاليا من العقد والامراض النفسية ......لا ان يكون ربا على من هم بمعيته .مستصغرا لمن هم على غير رايه .

فاتقوا الله ويعلمكم الله

والله الموفق

 الإهداء:

 إلى أرواح شهداء العراق الذين قبروا ظلما وجورا في الطائفية المقيته..الى كل يتيم ...فتح بصره بلا أب يرعاه...إلى كل ثكلى ....وارملة ...ابيضت عيناها من دمع رقراق اهرقته لفراق معيل. الى كل من ساهم في درء فتنتها  وطمر خزيها الذي لوث حتى مياه الانهار ... رحم الله الجميع

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

 

البعد الفكري لحفظ القران

 

الدين بمفهومه العام هو الاعتقاد والولاء لفكر محدد بما يحتويه من طقوس وتعليمات توجب تنفيذها من معتقديها ويتحول إلى عادات مرتبطة بحياته أليوميه.

فهو ما يتشربه الفرد من مجتمعه بمعلومات عن خالقه وبارئه وكيفية رزقة وما يجب اتباعة وما ينهى عنه من خلال التنشئة الاجتماعية, وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي يرويه صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ويمجسانه ويسلمانه).

نحن نولد وسط عوائل تعتبر نواة لنا في التعلم والتربية فتحاول أن ترعانا وتحمينا وتحفظنا من كل مكروه وترمي إلى أن نكون من الذين يشار أليهم بالبنان قولا وفعلا لأننا من يمثلها في المجتمع (ماعدا الحالات الشاذة).

ما نتعلمه من هذه البيئة ألعائليه الصغيرة ألمتمثله بالأهل على اختلاف قرابتهم خلال مراحل العمر ألقابله يتعرض إلى مقارنات وصدمات كثيرة  تبعا للتراكم الزماني وما يحمله في طياته من أقدارا .

ترمي الأيام بهذه المعتقدات  المعطوبة بسابع ارضين إن كانت ناتجة من خلفية اجتماعية هشة ومفككه والبعض الأخر يصمد ويبقى ويصبح أكثر رسوخا.

فأينما وجد الإنسان وجدت العقيدة معه بصرف النظر عن صحتها أو بطلانها وعلى اختلاف التصنيف اهو كافر كان أم مسلم والعقيدة هي الهوية التي تميزه ككيان وجداني معلوم

والمعتقدات وسائل للتخفيف عن الألم والاستعانة بقوة خارقه وذات شمولية في التغيير والسيطرة على المقدرات التي تحيط بنا. فالإنسان إلى ابعد ما يصل إليه في وضعه وممتلكاته لا يعدوا أن لايستيطع خلق جناح بعوضه أو أدنى وبالتالي قاصر ألقدره, فهو قاصر النظر ومسلوب للاراده ولأحول له ولا قوه تجاه المشكلات وخطوب الزمن.

والعقائد تحتاج إلى من ينقلها وينشرها   ولابد من شرط أساسي لمعتقدها من أن يكون مقتنعا بها أولا حتى يفتح الله له وكما قال الله تعالى (اتقوا الله ويعلمكم الله) وأشار الإمام مالك رحمه الله إلى انه (ماكان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل) فلكي تكون ناقلا لفكرة معينه لابد لك من أن تكون معتقدا بها أولا وملم بكل جوانبها وواثق من مشرعها.

 وما نحمله من أفكار ومعتقدات لابد له من أماكن ينشر بها فصاحب المهن يعلم في مصنعه لتوفر آلات العمل والسائق يعلم في سيارته والدعاة للدين يعلمون في أماكن ألعباده.

فمن الطبيعي أن نجد مكانا بدون مشفى أو مدرسه ولكن يندر ان نجد مكانا بدون مكان للعباده وهذا يشير الى اهميه العقيده للمجتمع لكونه من دواعي المحافظه على الدين والتعاليم الوارده فيه فالمساجد في الاسلام مؤسسات دولة كاملة فهي تنشئ الرجال وتشحذ الهمم ومنها ينشر الشرع الرباني الذي أرسل به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

 

 وهي تأخذ قدسيتها من اثر ماينشر بها من تعاليم وما تحمله من صفه روحانيه طاهرة لا تتوفر الا فيها.

والمساجد ودور ألعباده ابنيه يتفق عليها مجموعه من الناس لاتخاذها اماكن للتواصل مع الرب وتوقف لوجهه سبحانه وتضع لها احكام وشروط للدخول والأجر من رب العزه قي قرانه المجيد.الذي يحفظ فيها وينشر منها

 

فالحفظ معناه  الصيانة والوقاية والستر   والتكريم  والتقدير  وهو معنى يحمل الخير في كل تأويلاته   فحظ الامانه معناه تأديتها إلى أهلها وحفظ ماء الوجه هو الاحترام وحفظ اللسان وقايته عن لفظ الفواحش(اللمم). فحفظ القران الكريم هو تدبر معانيه ( أفلا يتدبرون القران ) حيث وردت في أكثر من مكان في كتاب الله عزوجل .

حفظ القران يعني تطبيقه بإتباع تعاليمه   واجتناب نواهيه   وتوجيه حياتنا كلها حسب ما يرسمه لنا خالقنا الكريم الرحيم .

  كثير من الخلق يتصور للوهلة الأولى إن حفظ القران هو بترديد تلاوته ( دون التدبر ) وإحسان مخارج حروفه   وهذا مادرج عليه أكثر الخلق  فحين يرى نفسه في اقرب تقاطع مع الحل والحرم المنزل من الله يغض الطرف عن ما سمع وكأن في أذنيه وقرا (يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض) .  

 إن حفظ كتاب الله  سهله الله سبحانه على من اتقى وامن وحتى إن كان محدود الفكر والعقل (فضلنا بعضهم على بعض) .

على سبيل المثال ماكان يفعله ولحد اللحظة المنشدين والمطربين من ترديد لبعض الآيات في كلامهم  هل هو حفظ للقران الكريم ؟. فقد اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (أول ماتسعر النار على ثلاث  المجاهد الذي قاتل ليقال انه جاهد, وقارئ القران الذي قرائه ليقال انه قارئ, وصاحب العلم..............أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويقول الرسول لربه في كتبه الكريم(إن قومي اتخذوا هذا القران مهجورا ) فهجر القران هو ليس ضعف في الحفظ اللفظي وإنما هو ترك التطبيق لتعليمات العزيز الجليل والابتعاد عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الرسول الأمين.

تعليمات القران الكريم تخص الفرد تاره والمجتمع تاره اخرى وتطبيقها يقع على عاتق الكل (كلما دخلت امة لعنت اختها حتى اذا اداركوا فيها جميعا قالت اخريهم لاوليهم ربنا اتهم ضعفين من العذاب  قال لكل ضعف ولكن لاتعلمون)فاذا قصرنا في تاديه الامانه لمن بعدنا سندخل في الوعيد الشديد. لقوله تعالى( ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر).

فالجهاد فرض عين على المسلمين ولكنه يسقط عن الكل اذا قام به البعض ............وهو مجهود فردي بالاضافه للجماعه.

والصلاه فرض عين  لاتسقط عن الفرد في كل الاحوال.....وهو سلوك فردي.

وحفظ الفرج مجهود فردي..................الخ .من الفعاليات الحياتية التي ذكرها الخالق الرحيم في كتابه الكريم 

فأنت إذا غضيت بصرك تذكرت قول الله سبحانه (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) أنت حفظت جزء من القران  وكنت من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا . تذكرت كلام الله فانتهيت.

وامتناعك عن أكل السحت  والربا (تذكرت كلام الله الذين يأكلون الربا لايقومون ألاكما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) فانتهيت لكونك مخلوق ضعيف ليس لك قدرة عل قتال الخالق  لقوله (فأذنوا بحرب من الله)

 وأحسنت الوضوء لما تعلمته في المسجد أو من خلال الأهل وتذكرت أية الوضوء والدخول إلى الصلاة  فأنت حفظت كلام الله

وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند القراءة للقران لقوله تعالى(فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) فكفاك الله أيآه . فحفظت جزءا....ولا أريد الاطاله .

فحفظ للقران الكريم كلام الله هو من خلال العمل به وقد تعهد به الكريم الحفيظ في قوله تعالى ( إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظين) وحديث سيدنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في تعلميه لابن عباس رض الله عنه( أحفظ الله يحفظك وإذا وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم إن ألامه لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لاينفعونك الابشئ قد كتبه الله لك  واعلم إن ألامه لو اجتمع على أن يضروك بشئ لايضرونك الابشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)

 

 

نزول  القران الكريم وتفسيره

 

نزل القران الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم مجزأ على امتداد سنوات رسالته المجيدة عن طريق سيدنا جبريل عليه السلام من رب العالمين قال تعالى ( وقرانا فرقناه لتقراه على الناس على مكث ) والجمع بينه وبين ما نزل في سورة القدر إن الله تعالى انزل القران جمله واحدة إلى السماء الدنيا في هذه ألليله ومن ثم انزله إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على امتداد 23 عام من خلال الروح الأمين جبريل عليه السلام. وللإشارة يروى إن كل الكتب ألسماويه نزلت في هذا الشهر المبارك والقران اخرهاكما قال تعالى(سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ) ولقوله تعالى (شهر رمضان الذي انزل فيه القران القران هدى للناس وببنات من الهدى والفرقان) تناولت آيات القران الكريم حوادث ومواقف جرت على لمسلمين   لتبيان ألسنه ألكونيه في هكذا مواقف ولتعليم الناس بان عهد الجاهلية انتهى وهم في جيل جديد من البناء والنهوض الخلقي الذي وصل في حينها إلى حد خطير.   وعلمنا القران الكريم بأنباء ماقبلنا من الأمم وقص علينا قصصهم (إن في قصصهم لعبرة للأولي الألباب) وفضح دعوى الجاهلية ورد كيدهم في نحرهم بلسان عربي فصيح   وعلم الخلق ما لم تكن تعلم. وآيات القران أنزلت إلى الناس كافة  إلى يوم الدين  لقوله تعالى(يارب إن قومي اتخذوا هذا القران مهجورا ) فهذا الكلام  يوم ألقيامه من الرسول صلوات الله وسلامه عليه لرب ألعزه  وهو دليل على إن جميع ألامه تؤاخذ بعدم إتباع القران الكريم .

 

القران الكريم يحتوي على:

قصص الأمم السالفة  وبيان مافيها  من عظات وعبر(إن في قصصهم لعبرة لأولي الألباب)

أحكام العبادات   الشرعية عامه.(ياقوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد)

أحكام العقيدة (إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)

بيان رحمته سبحانه(الغفور الرحيم)

بيان عقابه للمسئ(شديد الحساب)

بيان ألجنه ونعيمها والنار وعذابها.

دحر دعاوى الفاسدة.( مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)

شفاء لما في الصدور.

كل ماذكرته هو جزء يمكن أن تتفرع منه آيات كثيرة وفوائد جمة  يعرفها أهل الاختصاص . فالإعجاز العلمي وما ثبت  من آيات علميا  هو  جزء يسير من عظمة هذا الكتاب العظيم (سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم لعلهم يرشدون )

 بالاضافه إلى وجود ناسخ ومنسوخ في القران الكريم الذي  يمكن  قمة  وخلاصه لأرقى أساليب التعليم ( وما ننسخ من أية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها).

  ويعلمنا الدعاء في الشدة والصبر عند الضيق .

ألخلاصه:

 نزل القران جملة واحدة إلى السماء الدنيا. ثم نزل بعدها مجزأ إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خلال 23 عام من البعثة الخالدة   وهو الرأي الأرجح. وامن به ألصحابه كما نزل من الله سبحانه بالأخذ بتعاليمه وتطبيقها حرفيا  بدون مجادله . وفسر القران كما فُهم بلغةِ العرب من خلال القران نفسه بشرح آياته بالتتابع أو من خلال سنه الرسول صلى الله عليه وسلم   والبعض الأخر ( الإعجاز العلمي بالتتابع الزمني) ويحتوي على الآداب والإحكام والعقائد.

 إن تفسير القران الكريم جزء من حفظه وعلم التفسير هو من اشرف العلوم واجلها   لكونه يتصدى لكتاب الله الكريم  وليس له من شغل سوى كلام رب ألجلاله  والعزة ..

والمشكلة أن المفسرين جاءا ابتداء بفرض أرائهم وحججهم وتبطيل الرأي الأخر  تبعا للملل والنحل التي ظهرت ( افلايتدبرون القران ) فهذه الآية هي تحض للتدبر بالقران والبحث في جوف آياته مع الجمع بين الآيات لا التفريق بينها

 ولقوله تعالى(إن في ذلك لذكرى للأولي الألباب) أي العقول الصحيحة السليمة 

فال الشاعر   

              انأ البحر في أحشائه الدر كامن

                                         فهل سألوا الغواص عن صدفاتي 

فقراءة التفسير جزء من حفظ القران بالتدبر به من خلال معرف العبارات والكلام العربي الفصيح الذي هو لسان أهل الجنة. وكان لالناسخ والمنسوخيمه   منها   على سبيل المثال لا الحصر  تعدد لهجات العرب   . وبيان الناسخ  والمنسوخ . توفير فهم أوسع للعامة ....الخ

وأخيرا وليس أخرا   يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت بالحياة الدنيا ويضل الله الظالمين.

 

 الفوارق الخلقية

 خلق الله الخلق (فضلنا بعضكم على بعض) لحكمة, لقوله تعالى ( افحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم ألينا لا ترجعون)   فمنهم الذكي ومنهم  العبقري  وصاحب العاهة  . الخ

من الأمور التي يرجع اختلاف الناس فيها بإرادة الله سبحانه  .

فلايمكن أن نقول يحاسب الله الأذكياء ويترك الأقل ذكاء أو يحاسب السليم ويترك  صاحب العاهة. وإنما يحاسب الخلق على أعمالهم   ونجزم بان لا يدخل احد منا الجنة بعمله إلا برحمة الباري الكريم. فالكل سواسية أمام الله لقوله ( لأفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوىولم يحدد بالأصل أو الذكاء أو الحسب والنسب . وتقوى الله هي طاعته ولزوم أوامره واجتناب نواهيه. فمن الناس من يعبد الله على حرف فان أصيب بمكروه انقلب على عبقيه.وهنا نستدل على ان حفظ القران عمليا وليس لفظا وحركات مخارج حروف.

فلا تجعل الفوارق الخلقية سببا لتذمرك أو ترك لطاعات بمتناول يدك فأنت في أمس  الحاجة إلى حسنة يوم ألقيامه  يوم لا والد ولا ولد إلا من أتى الله بقلب سليم. وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أتيتكم أمرا فخذوا منه ما استطعتمووطن نفسك على إن الأمر الشرعي إذا لم يتوفر شرطه لايمكنك أن تقوم به . فإذا اخذ الله ماوهب سقط ما وجب . فالأصم والأبكم هل يقدر على تلاوة القران جهرا. والفقير الذي لا يجد قوت يومه لايستيطع الحج لنفسه.

 فلا تبتئس من اختلافك على أخيك في الطول أو الشكل أو المال فلله حكمه في هذا  واجعل ثقتك بنفسك عاليه بأنك مخلوق كما أرادك الله  لتصلح في الأرض وليس للشر ونشر الفساد والحسد والتذمر. فان أصابتك ذائقه فاستغفر الله (يرسل السماء عليكم مدرارا) وإذا أعجبك شيئا قل  ( ماشاء الله  لاقوة إلا بالله).

 

 ألخلاصه:

 خلق الله الخلق وبينهم فوارق خلقية متعددة لحكمه وهذه الفوارق منها جسدي ومنها عقلي مما يعني إن هنالك أناس ليس لديهم قدره عقلية  أو جسدية على تنفيذ كل ما أمر به الله ولكن يجتهدون في تنفيذه على قدر المستطاع وحفظ القران  من هذه . أريد إن أصل إلى أن القران ليس حفظا فقط بل  عملا دؤوب.

فصبرك وسلوانك   أن تحفظ الآيات في تفضيل الخلق   وستهون المشاكل بإذن الله.

 

 

 

 

 

إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم حفظ للقران

ياقوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد 

 

 بعث الله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا  لهدايتهم  وإنقاذهم من أراذل  السيئات التي كانوا عليها وما فيها فالمجتمع العربي كان غارقا قبل ألبعثه في الفساد  والشهوات الرذيلة   ماعدا بعض الدعوات من الحنيفية المتبقية في حينها   وسبب هذا تراكمات وأفكار فاسدة دخلت إلى الدين   من الأديان والأقوام السابقة. فبعث الله الرسول إلى العرب والأمم كافه بشيرا ونذيرا  بين يديه عذاب شديد  ونزل القران وأول ماانزل إليه اقرأ وهي دعوة للتدبر والفهم  والأمر   وفي اللغة تعني الأمر. ومن هنا أيضا نستنج إن الحفظ ليس فقط لفظ بل عملا مبني على القول النازل من رب العباد. وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم هي تطبيق لما نزل من الله وتبيانا له ولقوله تعالى ( ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى). ويعزز هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم   أوصيكم باثنتين ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبدا و.وفي حديث أخر يضرب بعضكم رقاب بعض .. كتاب الله  وسنتي ) ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم  لا تأتوني يوم ألقيامه بأنسابكم وأصلابكم  ويأتيني الناس بإعمالهم.   فيحاسب الله الناس يوم ألقيامه على أعمالهم . فحفظ القران هو العمل به ( وفي أحاديث الاخره  تصور الأعمال كلاليب على الصراط  ككلاليب السعدان من  زكاة الى فرائض  . تأخذ حقها من العباد  إذا كان منهم تقصير في أدائها.فندعو الله الأمن والستر   لقوله تعالى مالا لهذه الكتاب لا يغادر صغيره ولا كبيرة إلا أحصيها.فإذا  كان الحفظ للقران بالعمل لغير الله  فيذهب مع شركه وان كان لله فيقال له أقرء وارتق ورتل فان منزلتك عند أخر ايه  تقراها..فتكون الآيات  التي حفظها وعمل بها سبيلا له للارتقاء إلى الى أعالي الفردوس  و وسنورد  في مكان أخر بعض من الآيات  والأحاديث مع الشرح في فضل قارئ القران.

 

طرق حفظ القران

 قال تعالى (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

لنطرح التساؤلات التالية :

 إن اقتنعت بأنك تحتاج إلى حفظ أكثر من خلال العمل فكان بها وان اعتقدت غير ذلك فأسلك أن تعيد النظر في نفسك.

 كل الطرق العلمية ونظريات التعلم الحديثة والقديمة أكدت على أن أول أساس للحفظ   والتعلم ( وحفظ القران يعني تعلمه ) هو الاقتناع بالشئ   والتكرار  والتعزيز والتدعيم  والايجابية في التعامل  وتطبيق ما يتعلم 

  فان لم يكن لديك جهاز حاسوب هل يمكن أن تتعلم عليه وكيف تتعلم الطيران وأنت ثابت في الأرض . وأحكام الحج كيف أتعلمها وهي أحكام مرتبطة بامكنه لم أرها   .

إذن كلانا مقتنع بأنك حافظ للقران بالعمل به  وان كنت نسيت جزء يسير منه  ولنفرض أن هناك مشاكل في الحياة  تؤثر في حفظك .

 

إذن فلنتبع التالي .

  انك عملت بشئ جيد من القران في يومك  هذا وأنت لا تعرف لكونها أصبحت عادات لديك . السلام .البشاشة. القول اللين.. حاول أن تتذكر آيات القران التي تناولت هذه الصفات.

قرأت صحيفة .وأمرت  بأمر في خدمه للناس وكنت من الآمرين بالمعروف  والناهين عن المنكر.

 ساعدت شيخا كبيرا . فعملت بكتاب الله . حاول  أن تجعل لك  ورد أسبوعي في يو م محدد  للابتعاد عن الملل  واذكر أوراد الصباح والمساء  . تتوضاء فاذكر آية الوضوء. إذا دخلت المسجد  وهذا عمل بالقران فردد إيه (إنما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الآخر)

 صمت رمضان إيمانا واحتسابا لماذا؟ لأنه شهر القران. هل صمته اعتباطا؟ لا  وإنما لأمر الله لنا بصيامه.

 

 اجعل لنفسك خطه  فصلية  ولتكن بجانب تقويمك الشهري الذي تحويه في دارك  , العمود الأفقي  العبادات التي أنت تستطيع  وترغب أن تؤديها    وعموديا ما تأخذه من وقت .   أتعرف سيكون لك اجر حتى وان لم تستطع تنفيذها لأمر خارج إرادتك.   وهو لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم   (إذا هم عبدي بحسنه فلم يعملها كتب له حسنه مثلها) فلك البشرى وستكون لك حصيلة بإذن الله مقبولة من الأعمال.

 إذن ثبت النية على أن حفظ القران هو حفظه بالعمل وسيعينك الله ويرفعك به   في الدنيا والآخرة  ادعوا اهلك إليه للعمل به وان لم تستطيع أن تفعله وحدك فوزعه بينك وبين اهلك فأنت أهل للخير واعرف انك أفضل مما أنت عليه من خلق ولكن لايوجد لديك خطه جيده  سترتبها من ألان فصاعدا   

حاول أن تحفظ معنى الايه التي حفظتها  ابحث في الانترنيت  في مواقع القران الكريم   واترك  مواقع الدردشة  وحتى إن دخلتها فأدعو إلى تقوى الله  سيفتح الله عليك  

لا تترك باب للخير إلا وتدخله صافي النية.

 

أخيرا 

إن كل ماخطه قلمنا   وكتبناه لنا ولكم  يعتبر في وضع المفقود إذا لم تكون لديك العزيمة والهمة له   وتوكل على الله .

 فعبدا لله ابن أبي سلول هو رأس النفاق  ولكنه صاحب الرسول .

 وأبو طالب  عم الرسول  على ماقدمه من مساعده للرسول  صلى الله عليه وسلم  لم يكن مقتنعا بالشهادة ومات على ما هو عليه على اختلاف المذاهب في عاقبته. والمريض لايذهب للعلاج إلا إذا اقتنع بمرضه  ولا يشرب العلاج إلا إذا اقتنع من خبرة طبيبه .أليس هكذا تسير حياتنا.تزوجنا بإرادتنا . وعملنا بإرادتنا . وقربنا أناس وبعدنا آخرين بإرادتنا . ونحاسب بالدنيا ونأخذ الأموال ونعطيها بإرادتنا . وييسر الله الأمور بفضله

فكذلك عملنا بكتاب الله أو هجراننا له ,هو بمحض إرادتنا  وكامل قدرتنا .

ألان أنت مقتنع بحاجتك لترتيب حياتك   في طاعة الله. وحفظك للقران بالعمل به .

راجع نفسك كم بلغت من عمرك كل ما مضى لا املك منه شيئا وهو ذكرى بنيت على أساسها علاقات الله اعلم بالطالح والصالح منهاما بقي لك من العمر من  سنين . وما هو برنامجك فيها؟ الاستمرار على ماهو عليه . فقد تغير الحال بك وأصبحت اكبر هل ستغير علاقاتك بالخالق ؟.   العمل بالقران هو الحياة .هل ستقدم الزكاة. ستساعد فقيرا . تقلل المهور .تناسب ذو الخلق والدين..تجاهد المعاصي والمنكرات  ..  باركك الله , غير ولو جزءا يسيرا وكن دالا على الخير. ولك اجر فاعلة..

إن حاسبنا الله عن تقصيرنا  لنا  من الأهل ( لاينفع مال ولا بنون)كلنا سواسية. الأب والابن, والزوجة.الخ. أمام الخالق. ليس لنا الارحمته سبحانه  التي وسعت كل شئ  ونحن شئ من هذه الأشياء

لا تكون من الذين قيل فيهم (كلما دخلت امة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخريهم لأوليهم ربنا اتهم ضعفين من العذاب  قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون) بل ندعوا الله أن نكون امة يهدون بالحق وبه يعدلون .و

نبهنا الله وإياكم من غفلة الغافلين وحشرنا وإياكم تحت لواء سيد المرسلين وجمعنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله.


الكاتب 

وليد فاضل ألعبيدي

سوريا /حلب

2007