بغداد تتنكر لعلي الوردي |
قبل 60 عاما كتب علي الوردي مؤلفه الشهير وعاظ السلاطين .. هذه الفقرة المقتبسة من الكتاب كانها مكتوبة اليوم .. طازجة وحقيقية وصريحة .. هؤلاء الذين يدعون حب الامام علي ويتباكون عليه هم اول من خان مبادئ الامام في العدالة الاجتماعية .. غدا تمر ذكرى علي الوردي مثلما مرت بصمت ذكرى رحيل قامات العراق، الجواهري، ، الأثري، ابو كاطع، السياب ، جواد سليم .. سيلف الصمت والنسيان ذكرى رحيل ابن العراق البار علي الوردي صاحب اكبر موسوعة عن تاريخ ابناء العراق والذي تعد السجل الحقيقي لنفوس العراقيين ، تقرا فيها أفراحهم ومسراتهم، أوجاعهم وأحلامهم. تمر ذكرى الوردي وهو ينظر الى صوب بغداد، بين الحزن على حلم تهاوى والاحتجاج الصارخ على ما يكسر الحلم..فكان دائما يصر على ان يكون صحيحا، وان يقول صحيحا، وان يكتب صحيحا، وان يكون صورة لمثقف الشعب ومرآة العقل والارادة يدافع عن المبادئ النقية ويظل نقيا يقاتل في معركة الحرية من دون ان يكترث للربح والخسارة..يمزج بين الحلم والحياة.. تكون الحياة مصدر الهامه ويكون الحلم صوت المستقبل الواعد..ينظر الوردي اليوم اليوم الى بغداد فيرى شوارع لم يالفها ويرى نفسه غريبا ومغتربا وهو يفتش عن مجتمع دافئ ومكان أليف وزمن سوي يعترف بالإنسان والضحك وحرية اللسان وشقاوة الأصحاب وترف الأمسيات.. ينظر الوردي في حزن، وهو يرى عالماً أصبح فيه نكران الجميل هو لغة التفاهم ومفردات الحوار بين الناس. ينظر بعين الأسى الى عالم شرس كله قسوة وأوجاع.. متسائلا أين الوطن..أين الأحبة..والاهم اين الذين يتذكرون ان في هذه المدينة عاش وأحب وكتب عالم ومفكر اسمه علي الوردي يستحق منا شعبا وحكومة كل الاهتمام والوفاء والحب؟ في هذه المدينة عاش رجل كان جريئا وشجاعا سيكتب له ولذكراه البقاء والاستمرار.. في وقت تمر على بغداد هذه الايام هياكل سيكون مصيرها الزوال حتما. |