يكاد المرء لا يصدق نفسه مما يجري في العراق، عمليات نهب منظم للثروات و سكوت مطبق لكل المرجعيات، وسياسيون يجيدون فقط تقليد ذكاء الحرباء، يعلنون شيئا و ينفذون غيره بكل رياء، يتحدثون عن طقوس رمضان وكأنهم دعاة وأصحاب دين يخافون تجاوز حدود الله، وهم في مناقصات سرية وعلنية أو في زيارات عشق و غرام بين عواصم عربية واجنبية، ما يمثل ثقبا أسودا في الأولويات الوطنية. يطالبون بلا خجل انصاف المواطن في شهر رمضان، يحرمون دم العراقي و كأنه قبل وصولهم كان مباحا!، يدافعون عن تقديم الخدمات للمواطن ويبيعونها بأعلى الأسعار في المزاد العلني والسري خارج البلاد، فيما يتحول صبر المواطن الى خنوع لا مبرر له، طالما بلغ سيل الأهمال الزبى، حيث لا أمل يرتجى من سياسيين يتنفذون بأصوات المواطن و يديرون الظهر اليه، مستغلين سلطة قانون بلا حدود و شراء ذمم بالملايين. الذي يتابع تصريحات المسؤولين يكتشف من اللف و الدوران ما يدمي القلوب، يدافعون عن استقرار الوطن و ينددون بالعنف و يتباكون على حقوق المواطن، لكن من خارج العراق، حيث يمضون شهر رمضان في فنادق راقية ويتنقلون بجيوب متخمة، مفتوحة بلا وجل على اسعاد الغريب، لكنها شحيحة حد البخل على الفقير من أبناء العراق، بينما تحول بعض المتملقين الى صناع قرار من خلال تقديم كل الخدمات. و نحن هنا نؤشر بعض الملاحظات للتذكير فقط، فسوف نقوم بنشر غسيل غير مسبوق لمسؤولين عراقيين وتجار تحولوا الى معاول هدم حقيقية للمتبقي من هيبة العراق و حرمة أمواله، سنتحدث عنهم بالوقائع و سنطلب منهم أجابابات لجريدة " الفرات اليوم" ، كيف ينهبون و بأي الطرق يوزعون الهبات والعقود، ولماذا يغيرون جلودهم في كل مرحلة و من المستفيد! وكيف يحولون صغار قوم الى أسياد في وضح النهار، علما أن ممارسات محافظة تنطبق على الأخريات، لأن " الجماعة في الهوى سوى" مثلما يقول المصريون، قبل أن يزرع البعض خنجر الغدر بظهر سخريتهم المعهودة!! يقول "سياسيو الصدفة" في العراق" علينا استغلال حرمة شهر رمضان لانصاف المواطن و تحقيق الاستقرار"، و كأنهم في باقي اشهر السنة في عطلة رسمية، أو في توزيع المغانم وبناء المقاصل منشغلون، خاصة بعد تأكيد كل الوقائع أن عمليات القتل في العراق تنفذ بأوامر من الداخل، وكل الحديث عن الأجندات الخارجية ذر للرماد في العيون، فهناك ملفات مؤجلة و أعترافات لا تقبل التأويل، وهناك أيضا من الظلم ما تنوء بحمل كل جبال الدنيا. مسؤولون يخرجون من رحم اللاوعي فيقولون ما يستحي منه الطفل " ندعو الى توفير الخدمات و الكهرباء و الأمن للعراقيين"، وكأنهم في الأدارة و طقوسها يجهلون، بل هي الحقيقة فالغالبية العظمى منهم ليس لها سجل وظيفي في العراق، ولم تتعين اصلا في دوائر الدولة العراقية، لذلك يتخبطون في القرارت و ينهزم التنفيذ، ما يجعل من كشف المستور ملحا للغاية بعد أن تحول العراق وأهله الى سوق للمضاربة التجارية بأقلام سياسيين تجف عن مصلحة الوطن و تنهمر كالمطر في خدمة الملذات و شراء صمن الأخرين، الذين ليسوا غرباء أو أجنبيينن بل هم من بين ظهراني صناعة الرار في بلد المساكين. أليس معيبا انهاك العراقي الى هذا الحد؟ وهل هناك من توصيف لتمادي المسؤولين غير خيانة العهد والحنث باليمين؟ كل شيء ممكن في العراق اليوم الا التفكير بهموم المواطن، لأن "مسؤولي العقود و الصفقات" لديهم من الأولويات ما هو كثير، وطالما يعيشون خارج البلاد فبالتأكيد لا يعرفون ماذا يفعلون، وليتركوا رمضان وطقوسه للمؤمنين بقضاء الله وقدره، والخائفين من تجاوز حدود القدير،و التي لا تقلق المسؤولين في العراق، لذلك تنهب المليارات و تزحف الخدمات على البطون، والكهرباء ليست الشاهد الوحيد!! ولنا موعد قريب.
|