هي ثورة وانقلاب وحركه تعددت التسميات لكن الهدف كان واحد هو التحرر من الاستعمار البريطاني وقلب الحكم إلى جمهوريآ بعد إن كان ملكيآ . ثوره 14 تموز هي تغير نحو الأفضل لأنها أطاحت بالحكم الملكي الذي امتد لسنون طوال ومع إذاعة البيان الأول للثورة دخل العراق مرحلة جديدة من تأريخه المعاصر الذي ملئ بالظلم والويلات عند تسلم البعث السلطة بعد لانقلاب الأسود عام 1963 . هي الثورة التي حدثت بإرادة الشعب ونفذت من قبل الجيش , وهي الانقلاب العسكري من خلال تحرك ثلة من الضباط الإبطال لقلب الحكم وتحقيق طموحات الشعب الذي عانى الأمرين من الاستعمار البريطاني والحكم الملكي على حد سواء قام الجيش العراقي بالثورة من خلال مجموعة من ابطال ذلك الجيش الذي يعتبر منظمه عسكريه ذات عقيدة وطنية تمتلك الحس العربي والانتماء للقضايا العربية والمصيرية لأنه تأسس من مجموعة من الشخصيات الوطنية المعروفة بانتمائها إلى اغلب الجمعيات السرية التي تنادي بالاستغلال من الحكم التركي والبريطاني . لم تكن هذه الثورة هي الأولي ضد الاستعمال بل سبقتها ثورة 1920 التي قام بها الشعب العراقي من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ثورة عفوية كبدت الاستعمار خسائر فادحة , بعدها جاءه انقلاب بكر صدقي عام 1939 لكنه فشل ايظآ ومن ثم ثورة مايس الخالدة 1941 التي قادها الضباط الأحرار مع رشيد عالي الكيلاني عند وقوفهم ضد تسلط الوصي عبد الإله والاستعمار والبريطانية على الشعب عندما أرادوا إن يكون العراق ساحة حرب إثناء الحرب العالمية الثانية . جاءت ثورة 1958 نتجه لكل تلك الثورات وغيرها لأنها حققت كل ما يطمح له الشعب كذلك جاءت نتيجة لعوامل مباشرة وغير مباشرة كان يمر بها العراق والوطن العربي نلخصها بالاتي. 1_ أزمة الحكم في العراق والتي تتلخص في طبيعة البنية التحتية لتأسيس الحكم الملكي والتي ولدت تيارين متناقضين في الأيدلوجية والمرجعية الوطنية والسلوك السياسي في مواقفها تجاه ما كان يحصل في العراق والمنطقة من إحداث جسام كالحرب العالمية الثانية والمعاهدات والأحلاف مع الدول الكبرى التي كان الهدف منها جر المنطقة إلى سياسة المحاور والاستقطاب الدولي . 2_ دخول نوري سعيد رئيس وزراء العراق سلسلة من المعاهدات والأحلاف أهمها معاهدة 1922 , 1926 , 1930 إما أخرها فهو حلف بغداد الذي كبل العراق ببنود هيمنه قاسية على سيادته وموارده . 3_ ظهور المد الوطني القومي المعادي للهيمنة البريطانية الأمريكية الغربية وتأيد الجماهير لهذا المد . 4_ تأسيس ألدوله اليهودية في فلسطين وإخفاق الحكومات العربية في حرب 1948 . 5_ إجهاض ثورة مايس 1941 التي قدها الضباط الأحرار في العراق وتطبيق نظام الاحتلال المباشر للعراق على البلد وكذالك إعدام الضباط الذين قاموا بالثورة . 6_ كما كان لتردي الأوضاع الداخلية للبلد وخاصة الاقتصادية والسياسية أهمية كبيرة من اجل القيام بالتغير والوقوف بوجه العدو . عبد الكريم قاسم ضابط عراقي وطني من أسرة عراقية فقيرة حمل رتبة ملازم ثاني بعد تخرجه من كلية الأركان العسكرية 1938- 1941 شارك بحرب تحرير فلسطين بعد النكبة عام 1948 إما عبد السلام عارف فأيظآ ضابط تخرج من الكلية العسكرية 1938 برتبة ملازم ثاني انضم إلى ثورة مايس ثم نقل إلى البصرة , تعرف عبد الكريم على عبد السلام في الكلية العسكرية عام 1938 ثم افترقا بعد نقل عبد السلام إلى ألملحقيه العسكرية في ألمانيا , أتاح ترئس عبد الكريم قاسم للتنظيم العمل المشترك مع عبد السلام عارف للقيام بالثورة , لكن وبرغم وصول معلومات للقصر ولنوري السعيد بأنباء عن انقلاب وثورة لكن لم يراود احد الشك بعبد الكريم بسبب ملفه الوطني الناصع من اجل خدمة العراق . عند صدور ألأوامر بتحرك القطاعات العسكرية مطلع تموز إلى مفرق الأردن مرورآ ببغداد عقد عبد الكريم وعبد السلام اجتماع عاجل للتنظيم واستغلال هذه الفرصة لقيام الثورة والإطاحة بالحكم الملكي اتفق قاسم وعارف على إعطاء التنظيم فرصه أخيرة للتحرك من خلال ضم الفرق لعسكرية الأربعة في المحافظات لعراقية الأخرى لمساندة تحركات قطاع المنصورية . تولى المهام عبد الكريم قاسم أمر لواء 20 وعبد السلام عارف أمر لواء 19 اتفقا على الموعد المحدد للثورة قبل يوم من الثورة لضمان عدم تسرب المعلومات وكذالك اختير يوم ألجمعه لتفجير الثورة بسبب عطلك الدوائر الحكومية وقلة حركة الناس في الشوارع . اعتمدت الخطة ايظآ على السيطرة اولآ على مقر قيادة الجيش في وزارة الدفاع وعلى مركز الاتصالات المركزي ومبنى الإذاعة ثانيآ ومن ثم السيطرة على المراكز الحيوية خاصة الجسور والقصر الملكي وقصر نوري سعيد ومعسكر الوشاش والرشيد . كان من المفترض تحرك اللواء العشرون من معسكر المنصورية في ديالى إلى الحدود الأردنية حسب اتفاقية الاتحاد الهاشمي مرورآ ببغداد كذالك اللواء التاسع عشر لكن تغير مسار اللواءين ليسيطرا على بغداد ويفجرا الثورة صبيحة 14 من تموز . كان عبد الكريم قاسم يشرف على العمليات من مقرة العسكري في المنصورية . أذيع البيان الأول من مبنى الإذاعة من قبل عبد السلام عارف فانطلقت الجماهير عن بكرة أبيها مؤيدة للثورة . أيدت اغلب الدول العربية الثورة خاصة مصر كما نزل خبر الثورة كالصاعقة على الدول الاستعمارية خاصة أمريكا وبريطانيا وطالبا بإنزال قوات دولية في الخليج لحماية مصالحها الإستراتيجية , بدئت المؤامرة منذ اليوم الأول للثورة خاصة من قبل عناصر حزب البعث الذين أرادوا الهيمنة والتفرد بالسلطة وحاولوا عدة مرات إجهاضها وقتل الزعيم لكن عبد الكريم طبق مبدأ عفا الله عما سلف وأعطى عفو عام عن كل معارضيه لكن لم يقف الخونة عن مؤامراتهم فاستمروا في ذالك إلى 1963 عندما قاموا بانقلاب اسود للسيطرة على السلطة وقتلوا كل معارضيهم خاصة الزعيم في مبنى الإذاعة والتلفزيون واستمروا في سياسة سفك دماء الأبرياء منذ ذالك الوقت إلى سقوط الدكتاتور 2003 . كانت فترة حكم الزعيم أفضل فترة حكم للعراق في التأريخ المعاصر لأنها جاءت بمنجزات لم يأتي بها حكم أخر قط حين تميز الزعيم بالعدل والإنسانية والوطنية مع أبناء شعبة خاصة من طبقه الفقراء الذين قدم لهم الكثير من المنجزات وأهمها . 1_ إلغاء الإقطاع وحكم شيوخ العشائر وإصدار قانون الإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين واستيراد البذور الزراعية الجيدة من الخارج لتحسين الإنتاج الزراعي . 2- تشريع قانون الأحوال الشخصية لسنة 1958 الذي بموجبة أعاد الاعتبار للمرأة العراقية كإنسانة لها كرامتها وشعورها بآدميتها وفسح المال لها بلعب دورها في بناء المجتمع . 3- إصدار قانون التعليم الازامي والمجاني كما فتح الكثير من المعاهد والجامعات وإرسال البعثات الدراسية إلى الخارج . 4- نشر العدالة والمساواة بين أبناء البلد الواحد وتقليل الفوارق الطبقية إضافة إلى بناء الاهتمام بالجانب الصحي وبناء المستشفيات الحديثة وتجهيزها بالأجهزة الحديثة . 5- بناء الإحياء السكنية لطبقة الفقراء والموظفين والعسكريين وتوزيعها مجانآ لهم . كما اصدر الكثير من القوانين الأخرى منها منح إجازات الأحزاب وقانون الجمعيات الفلاحية وتشجيع الصناعة والكثير من المنجزات الأخرى التي لا زالت أثارها باقية لحد ألان ومعمول بها رغم تغير الحكومات . اليوم نستذكر بكل احترام الزعيم الخالد بكل منجزاته وأهمها العدل كان عادلآ لم يستغل المنصب لمنفعة خاصة أو لطموح معين كان هدفه الأهم والاسمي هو خدمة أبناء البلد بكل طوائفهم وأقلياتهم بحيث لم يكن يملك شي في حياته ولا بعد مماته حتى راتبه كان يعطيه للفقراء كان بسيطآ متفانيآ في خدمة وطنه وهذا ما يفتقر له البلد اليوم في ظل أناس من تيارات وأحزاب مختلفة همهم الوحيد نهب البلد وتدمير شعبة فالك من العراق والشعب العراقي إلف إلف تحية حب وتقدير واحترامه وليرحمك الله ويدخلك في جناته مع الصالحين وستبقى ذكراك منارآ لكل الأجيال القادمة في بلدي العراق .
|