العراق يستباح والحكومة تكتفي بالشجب والاستنكار |
بات المشهد اليومي الدامي في بغداد والمحافظات مشهدا مألوفا ولم يعد لهذا المشهد من تأثير على سلوك الحكومة ولا حتى على سلوك الناس وكأن الحكومة راضية ومقتنعة بما يجري من قتل وتدمير وكان الناس اقتنعت بفشل الحكومة وعجزها وقبلت بهذا الفشل المميت كما ان من لم يقتنع بهذا الفشل يجهل الاتجاه الذي يسير به لعله يسجل موقفا أو يغير من الواقع شيئا. ومنذ اكثر من اربعة اشهر ومنحى الدماء والقتل اتخذ اتجاها جديدا فقبل هذا التاريخ كان القتل يجري بصورة متقطعة وكان باسلوب التفخيخ او الاحزمة الناسفة والكاتمة اما بعد هذا التاريخ فان القتل اتخذ منحا يوميا وزاد على اساليب القتل استهداف النساء والاطباء والكفاءات والشيوخ حتى ان الارقام القياسية لمجموع من يقتل من العراقيين تتساقط بعد كل شهر جديد ومثل هذا التنافس لا يوجد له مثيل في اي دولة من دول العالم. وليس من المتوقع ان تتوقف الهجمات الدامية والقتل والتفخيخ واستخدام الاسلحة الكاتمة واستهداف العزل والابرياء بل ان المتوقع ان تزداد مساحات القتل بعد مشاركة العصابات المنظمة وعصابات الجريمة والقتلة والمجرمين على خط التناقس طالما استمر غياب دور الاجهزة الامنية وطالما استمر منهج العمل الروتيني في زيادة طوابير السيارات وطالما غاب الجهد الاستخباري وطالما بقي بيع المناصب الامنية العليا مستمرا. ان ما يواجه الشعب العراقي هو حرب ابادة حقيقية تقوم بها العصابات الاجرامية والعصابات التكفيرية وبقايا البعث الصدامي كل هذه المسميات مدعومة من الخارج ماديا ومعنويا مع مواطئ قدم ودعم من بعض السياسيين والمتنفذين في الحكومة الحالية. ان ما يثير الحزن والالم والغضب في وقت واحد هو ان اجراءات الحكومة وتعاملها مع حرب الابادة التي تستهدف ابناء الشعب العراقي اجراءات معدومة ولا يوجد لها اي اثر او فعل وكانها تبارك هذه المجازر وتتمنى استمرارها وهذا المعنى اعلنته الامم المتحدة عندما قالت ان العراق يشهد حرب ابادة دون ان يكون للحكومة اي فعل لتجنب هذه الابادة. ان استمرار القتل والتدمير والتفخيخ والتفجير وقتل الرجال والنساء والاطفال وشيوخ العشائر من شانه ان يعيد الحرب الطائفية الى الواجهة وكما حدث بين عامي 2005 – 2007 والذي من شانه ان يعيد دوامة العنف من جديد وهذا العنف سيحرق الاخضر واليابس وهو ما تريده العصابات الاجرامية والبعثية ،واستمرار الوضع على ما هو عليه سيكون مقدمة واعانة على هذه الحرب وواحدة من مقدمات هذه الحرب هو سكوت الحكومة واستمرار منهجها البائس في التعامل مع الاحداث. |