بعض اخطاء السيد المالكي |
تميز حزب الدعوة في نهجه السياسي , عن بقية الاحزاب والاطراف السياسية , بالذكاء والدهاء والمكر السياسي, بصفتها الشرعية وغير الشرعية , من اجل الوصول الى هدفه المنشود وهو . استلام الحكم والانفراد بالكرسي لوحده , دون مشاركة الاخرين , حتى لاقرب حلفائه , فقد رفع شعار الحفاظ على وحدة الطائفة الشيعية , لحساباته الخاص وليس لحساب مصالح الطائفة الشيعية , لمجابهة اطراف العملية السياسية , بان تقر وتعترف بحق التحالف الشيعي في تشكيل الحكومة , , ولكن حينما جلس على كرسي رئيس الوزراء . حتى بدأت محاولاته بابتلاع الدولة لصلح حزبه , وليس لصالح التحالف الشيعي , وابقى الاحزاب الشيعية تابعين وغير منافسين له . , رغم انه تقلد منصب رئيس الوزراء باسمهم , وبدلا من ان يعمق تحالفه معهم على اسس سليمة تخدم البلاد والطائفة الشيعية . بدأ يحفر في تفتيت وتصدع وانشقاق وتمزق هذه الاحزاب , مثل ما فعل في اغراء زعيم منظمة بدر في الانشقاق من المجلس الاعلى , وكذلك الحال مع التيار الصدري , في دعم واسناد المنشقين بالمال والسلاح والنفوذ , بهدف جمع اكبر عدد ممكن من هذه الاحزاب والتجمعات . تحت خيمة قائمة دولة القانون وزعيمها السيد المالكي . ان هذا النهج اوقعه في مطبات واخطاء سياسية فادحة , لم يكن يحسب لها حساب , بان هذه الاحزاب الشيعية تيقظت وتفهمت غايات ومقاصد السيد المالكي , مما زاد الخلاف والتوتر بينه وبين الاحزاب الشيعية , وبينه وبين بقية اطراف العملية السياسية , مما عمق التوتر الساخن نحو التخندق الطائفي والانقسام السياسي , اكثر حدة وسخونة , والتي انعكست على الشارع العراقي بشكل اكثر خطورة وسلبية . باسم الطائفة تسلق السيد المالكي سلمها حتى وصل القمة الهرم السياسي , وحقق طموحاته وتطلعاته , ولكن غروره وعنجهيته السياسية تلقت صفعة قوية , في نتائج انتخابات مجالس المحافظات , مما سعرت الخلافات والتذمر حتى داخل حزبه , بتحميله مسؤولية الفشل , وتوجيه انتقادات لاذعة , بانه يعتمد على مجموعة من الاشخاص غارقة حتى قمة رأسها بالفساد المالي والاداري , وكثرت الفضائح المالية بعقد صفقات مريبة وعقود وهمية قيمتها مليارات الدولارات ذهبت الى ارصدتهم في البنوك , ويدرك السيد المالكي ويعرف , بان الدائرة والحاشية المحيطة به , لا يهمها سوى كنز الاموال , سواء معه او مع غيره , وهذا مايفسر الالحاح الشديد على تبني البرلمان واختيار القائمة المغلقة في النظام الانتخابي , من اجل ان يختار الاشخاص المرشحين بدقة وعناية تامة , ويبعد من القائمة الاشخاص , الذين يتوجس او يشك في ولائهم الكامل له , في الانتخابات البرلمانية القادمة , حتى يتيح له حشر الاسماء من خارج حزبه , الذين اثبتوا مناصرتهم ودعمهم الشديد له , مهما كان تاريخهم السياسي , ومهما كان تاريخ نزاهتهم المالية او تطورطهم بالفساد او الارهاب . ولاسيما وان السيد المالكي ومكتبه البعثي , ساهموا بشكل فعال في اختيار , في تولي قيادة الجيش والشرطة من قيادات النظام السابق , وبعضهم ملطخة ايدهم بدماء الشعب من كل الطوائف , ان هذه المواقف الخطيرة تصب في دعم ولايته الثالثة , ولكنها تضرب في الحقيقة في تدهور اوضاع البلاد , وتقوده الى المجهول , ولا يمكن حصر اللعبة السياسية في الصندق الانتخابي , وافرزت الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات , كيف تم تزوير والتلاعب في نتائج بعضها , وستكون الانتخابات البرلمانية اكثر حدة وشراسة في التلاعب والتزوير , اذا لم تتخذ الاحزاب والاطراف السياسية , التي ستشارك في الانتخابات , بان تأخذ الحيطة والحذر من التلاعب والتزوير والاحتيال والتدخلات غير المشروعة , عندها نستطيع ان نقول , بان قمر المالكي سيتلاشى ويختفي بريقه وينزوي بالفشل . لانه لايمكن ان تقع البلاد مرة اخرى تحت رحمة الحكم الشمولي والحزب الواحد والقائد الواحد. |