خاص للمفاطير

 

رمضان العام الحالي جاء في شهر تموز ، والصائمون يواجهون ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها الاعتيادية ، باستخدام وسائل تبريد بدائية ، المهافيف ، وحمل قناني الماء والمرشات اليدوية للاستعانة بها عند الوقوف الطويل لتجاوز السيطرات وعبور الجسور وحمل المظلات لاتقاء أشعة الشمس العمودية في عز الظهيرة.
وبارتفاع درجات الحرارة تأثرت أسعار المواد الغذائية فتصاعدت هي الأخرى ، ووجهت أصابع الاتهام للتجار لأنهم في كل وقت السبب الرئيس في معاناة الشعب العراقي أو هكذا تصورهم وسائل الإعلام والفضائيات التابعة لأحزاب الحكومة، بينما أعلنت وزارة التجارة بانها ستقوم بتوزيع مكرمة كيلو العدس والطحين الصفر وعبوة الزيت ، وحذرت الوكلاء من التلاعب بالكمية وهي تسمية أهالي محافظات الجنوب للحصة الغذائية الشهرية بموجب نظام البطاقة التموينية. 
سيتحمل العراقيون صعوبة شهر رمضان كونه سيحقق تطلعاتهم بتجاوز الأزمة السياسية، لان الشهر الفضيل سيجمع القادة السياسيين حول موائد الإفطار ، وبعد تناول شربت الزبيب والنومي بصرة والحلويات المستوردة من المغرب ولبنان وتركيا "على حساب الحكومة" ستتوفر افضل الأجواء لأبرام اتفاق نهائي على تمرير القوانين المعطلة ، ويلعن المجتمعون الشيطان ويتناسون الخلافات ويضعونها خلف ظهورهم ، وهذا الإنجاز التاريخي الكبير سيكون مبعث تفاؤل لدى العراقيين بأن نخبهم وبعد وقت طويل من الشد والجذب ، وتبادل الاتهامات إلى حد اطلاق الشتائم اتفقت وتلاحمت و تضافرت جهودها لتحقيق المصالح الوطنية كللووووش.
في اليوم الأول من شهر رمضان، أعلنت مصادر في رئاستي الجمهورية والحكومة ان الأيام المقبلة ستشهد عقد اجتماع للقادة السياسيين لإعلان موافقة الجميع على مبادرة طرحها نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ، وقيل انها قوبلت بدعم وتأييد الساسة ممن يمتلكون الصدور العامرة بالإيمان والمعروفين بمواقفهم التاريخية في الدفاع عن مصالح الشعب العراقي . 
اما بالنسبة لعقد جلسات مجلس النواب في رمضان فستضيف أعباء على الأعضاء ،لأنهم مطالبون بإنجاز تشريعات معطلة من الدورة التشريعية السابقة ، والصائمون من النواب ستقع عليهم مهمة استيعاب آراء زملائهم المفطرين، ولدى هؤلاء الاستعداد الكامل للنقاش والمناكدة ، أو الوقوف ضد إقرار قانون مهم طال انتظاره ، ولتفادي حصول مشكلة بين الأعضاء الصائمين والمفطرين يجب أن تلتفت رئاسة المجلس لجداول أعمالها اليومية ، وتختار مشاريع قوانين على شاكلة منع التدخين في الأماكن العامة ، ومكافحة الكلاب السائبة ، لكي لا تثير الخلاف السياسي. 
ونظرا لوجود نواب غير صائمين فإن هؤلاء بحاجة الى وسائل تلبي مطالبهم بفتح كهوة مفاطير داخل مبنى البرلمان، توفر الشاي والقهوة والماء المثلج للزبائن، ولاسيما ان العاصمة بغداد وغيرها من المدن تنتشر فيها كهاوي المفاطير، وتكون عادة داخل مبنى مهمل أو في قيصرية منزوية ، لتقديم خدماتها للمفاطير الهاربين من ملاحقة الجهات التي تعاقب من يجاهر بالإفطار العلني ، ومن مميزات كهوة المفاطير أنها تقدم وجبات مجانية لعناصر الشرطة ورجال البلدية، وفي المساء بإمكانها أن توفر الممنوعات مثل المشروبات الكحولية أجلكم الله ولكن بأسعار مرتفعة نسبيا ، وكهوة المفاطير ستشهد هي الأخرى نقاشا بين روادها حول إمكانية نجاح مبادرة نائب رئيس الجمهورية الخزاعي .