حكومة المالكي.. دشداشة ونعال ابو الاصبع

 

 

 

 

 

 

مسؤول في احدى الدول الاقليمية المجاورة، تربطني به صداقة، شكوت له غياب المنهج الواضح، في سياسة الحكومة العراقية، والتداخل في السلطات، واهمال الحكومة للشعب الذي انتخبها، وعدم وجود سلم اولويات عملي، وتقريب الاميين واقصاء العباقرة.

شكوت له، كصديق، نفاد صبر الشعب، إزاء الوقت الذي يمر.. والسنوات تستنفد نفسها، من دون ان تتشكل مؤسسات، وبالتالي: لا دولة.

هذه اللادولة، تضر الجميع، ما عدا الحكومة؛ فليست جديدة لعبة التوهين واضعاف قدرات الشعب، وتسفيه مواقفه وتعتيم رؤاه، التي مارسها الطاغية المقبور صدام حسين، عائدا بالعراق، الى ما كان الاقطاع ينتهجه، خلال الملكية، والان تعمد حكومة المالكي الى تغييب الوعي، والهاء الناس بافتقاد الكهرباء؛ يطالبون بها ولا تجيء، وشحة الرزق، فوق ارض بلد يدخر تحت ثراه، موارد طبيعية تغني دول العالم الثلاث والتسعين بعد المائة، الاعضاء في الامم المتحدة، وغير الاعضاء من التشكيلات الهمجية في مجاهل الغابات.

بعد طول الشكوى، التي اسهب المي في تدبيجها على مسامعه.. دام ترفها، لخص بالقول:

  • حكومة دشاديش.. حول رئيس الوزراء نوري المالكي جوق من متخلفين، أساؤوا للوطن ومعنى الوطنية، شلة تعبى، تواظب على الدوام.. يوميا، في مكتب المالكي، تنتعل (كلاش ابو الاصبع) ترتدي دشاديش.. تعبى اتعبت البلد بتخلفها، وجرت المالكي الى محاربة عقول عبقرية.. كل باختصاصه، لو اتيحت لها فرصة مثلى، وتوفرت لها دعائم الاسناد بالمستلزمات المطلبوبة؛ لما اكتفت بانتشال العراق من تخبطات الساسة، المدعومين من شخص المالكي، انما ترتقي به الى مصاف الدول المتقدمة، واكثر.

استطرد في الوصف، وهو زائر رسمي للعراق، كما لو ان الشكوى، فايروس يلتقط من مجرد دخول البلاد، محفوفا بالمستقبلين من المطار الى المطار، بعد تنفيذ مفردات برنامج زيارة مرسومة ومخططة فقراتها، لكن الرجل ادمى قلبه الاهمال الذي يعانيه شعب العراق، بينما ثلة من اميين يتنعمون بسرقة امواله، لانهم محسوبين على حكومة، استنفدت عشر سنوات من التخبط، وافتعال الازمات، تحطم ارصفة الشوارع وتعيد انشاءها خرابا، ثم تعيدها وتعيدها نزولا نحو الاسوأ حتى استغنى المواطن عن الارصفة التي باتت كتلا جيرية وكونكريتية تسد ممرات الشوارع المتخسفة جراء الاهمال.

السنوات.. عشراً تصرمن، من دون الشروع بوضع سلم اولويات، عدا السرقة؛ فهي الاولوية الاولى والاخيرة، في جدول اعمال الحكومة، على مدى دورتين انتخابيتين، لم يشارك الشعب في الثانية منها، ردا على الخيبة التي تلقاها في الدورة الوزارية الاولى، اما الثانية، فتمت على مبدأ من يتجشأ ويقول لنفسه: بالعافية!

ولأن الحكومة المرادة، فائزة (بالجيس) فالشعب قاطع الانتخابات، لكن رقما زائفا اعلن ونصبوا انفسهم بطريقة ديكتاتورية، تتمظهر بديمقراطية تتنكر لها متى شاءت مصالحها، على طريقة ميستر جونسون.

وجونسون مواطن زنجي من دولة افريقة تحتلها بريطانيا، اقنعوه بانه مواطن انكليزي، فراح يبطش بابناء جلدته على اعتبارهم ادنى منه، لكن لحظة اقتضت مصلحة بريطانيا، توقيف المواطنين المحليين.. الافارقة، حشروه معهم؛ فادرك انه ليس مواطنا انكليزيا لكن بعد فوات الاوان، وتورطه.. سادرا يرتكب الفظائع بحق مجتمعه.

فلا تظن نفسك فوق العراقيين يا.. ميستر نوري؛ لقد فاحت رائحة الخيانة الوطنية، حتى زكمت انفاس ضيف زار العراق سريعا من دون ان يلتقي بفئات غيركم؛ ليخرج بانطباع واف عن جهلكم الصلف.. المغرور، بانكم حكومة دشداشة ونعال ابو الاصبع.