ضربة جديدة من ضربات المافيا الروسية, وغارة خاطفة من غارات القراصنة الجدد شمالي غرب المحيط الهادي, استولوا فيها على (700) طن من الذهب الخام, ومعها أربعة أطنان من ذهب القياصرة والبلاشفة والمناشفة, بعملية محكمة وغير مسبوقة, كان فيها كبار رؤوس الأموال هم الضحية. . يقول المصرفيون والمصريون: ((المال السائب يعلم السرقة)), فمن ذا الذي يصدق ان بضاعة نفيسة, بهذا الحجم, وبهذه القيمة تشحن في عنابر سفينة ساحلية صغيرة متهالكة, صنعت عام 1973 في ميناء (نيقولافسك) الروسي, لتستأنف العمل حتى عام 2012, وتُكلف بنقل المعادن الثمينة المستخرجة من باطن الأرض في الزمن الذي تعددت فيه أساليب السطو والسرقة ؟؟. . ومن يصدق ان تلك السفينة, واسمها (آمورسكايا) انطلقت في رحلتها الذهبية المحفوفة بالمخاطر, وليس على ظهرها سوى طاقمها المؤلف من ثمانية بحارة تجاوزوا السن القانونية للعمل في عرض البحر ؟؟. .
لقد جرت العادة عند تأمين نقل مثل هذه الشحنات على تسيير قافلة من السفن الحصينة المجهزة بالحراسات المشددة, وتكون خاضعة للمراقبة من الأرض والجو من وقت لآخر, بحيث يسهل تتبعها واقتفاء أثرها خطوة بخطوة. .
تقول الرواية الروسية: أن السفينة اختفت تماما في بحر (أخوتسك) صباح يوم 28 تشرين الأول (أكتوبر), ولم تترك وراءها أي أثر, وأن ربانها أطلق نداءات الاستغاثة, وطلب النجدة من المحطات الساحلية لإنقاذ سفينته من الغرق بعد مغادرتها مصب نهر (كيران) نحو البحر في طريقها من مرفأ قرية (نيران) إلى ميناء (أخوتسك) على بحر (أخوتسك), فهرعت ثلاث سفن وطائرة هليكوبتر, وأخرى ثابتة الجناح للبحث عنها, في الوقت الذي كانت فيه الناقلة (نوفك) في مسرح الحادث, لكنها لم تعثر على السفينة, ولا على طاقمها, ولم تعثر أجهزة السونار البحرية ولا معدات المسح الجوية على بقايا حطامها في جوف المياه الباردة الصافية. وكأن الأرض انشقت لتبتلعها وحمولتها. . يقع بحر (أخوتسك) في الزاوية الشمالية الغربية من المحيط الهادي, بين شبه جزيرة (كامتشاتكا) الروسية وجزر (كورل), وبين جزيرة (ساخالين) القريبة من سيبريا, وجزيرة (هوكايدو) اليابانية. .
اما السفينة (آمورسكايا) فهي من السفن المصنفة لصيد الأسماك, يبلغ طولها (85) مترا, وغاطسها أربعة أمتار فقط, ولا تزيد سرعتها القصوى على (10) عقدة, تعمل بمحركات ألمانية, ومجهزة بأحدث الأجهزة الملاحية. .
ان سفينة بهذه المواصفات وبهذه المغريات يمكن شحنها مع حمولتها على ظهر سفينة أخرى, أو إدخالها في جوف سفينة عملاقة من السفن الحديثة من نوع (Seabee) المخصصة لنقل القطع البحرية الكبيرة, والتي تمتلك القدرة على الغطس الجزئي في الماء تحت السفن الصغيرة المراد رفعها, ومن ثم الانطلاق بها بسرعات عالية خارج حدود المنطقة المشبوهة, وهل يصعب على قراصنة الباسيفيك شراء أو استئجار إحدى تلك السفن العملاقة لتحميل السفينة (آمورسكايا) في غضون ساعة واحدة, ومن ثم الاستحواذ على شحنتها الذهبية بمنتهى البساطة وبأعصاب باردة, ومن دون أن يلفتوا انتباه السلطات الروسية الغارقة في بحار الفودكا الدافئة. .
|