نبذة عن تأريخ إدارة الكرد للموصل

 

 

 

 

 

 

 أدى فوز قائمة التأخي والتعايش الكردية بانتخابات مجلس محافظة نينوى الى ان يتخبط العنصريون المتنفذون من العرب السنة وليس كلهم خبط عشواء، ويطلقوا اقوالا لامسؤولة عارية عن الادلة والاسانيد حول احقية تولي العرب لمنصب المحافظ، كقولهم ان عدم توحد القوائم العربية بوجه الكردية يفضي الى تقسيم المحافظة، نانسين انه سبق للكرد يوم كانوا يحوزون على 31 مقعداً من مجموع 41 مقعداً في مجلسها، من غير ان يحصل تفنيت لوحدتها، ومما قالوه، ان على الكرد مراعاة(عروبة) المحافظة ويسلموا منصب المحافظ الى عربي، من غير اي يأخذوا بعين الاعتبار تولي كردي لرئاسة الجمهورية العراقية واخر لحقيبة وزارة الخارجية، وكأن منصب المحافظ اهم من رئاسة الجمهورية. ان ما اطلقوه مرده الجهل بالتأريخ أو تجاهله، فبعد الاحتلال العثماني للعراق 1516-1918 ومراعاة العثمانيين لخصوصية الموصل الكردستانية، فقد تولى الكردي (بدربك) حكم الموصل بعد أن كان حاكماً على إمارة بوتان الكردية ومن بعده تناوب حكام كرد على حكم الموصل نحو 100 عام وهم: 

( محمد بك، حاجي بك، حسين بك داسني الايزيدي،ميرزا بك داسني، احمد بك شمس الدين ثم ابن اخيه، حسين باشا جانبولاط، حسن باشا..) ولكن بسبب مقاومة الكرد للدولة العثمانية ، راح العثمانيون يبحثون عن بدائل لهم واختاروا عبدالجليل اغا الذي كان اقرب الى سياساتهم و ينتمي بدوره الي اسرة كردية حكمت الموصل من 1726 – الى 1834 اي ما يقارب ال108 عاماً. وفي اطار تلك الخصوصية فان العثمانيين فوضوا رجل الدين الكردي الملا أدريس البدليسي تقسيم ولاية الموصل من الناحية الادارية، يكفي أن نعلم ان الكرد حكموا الموصل بالنيابة 208 عاماً من مجموع 402 سنة من الحكم العثماني لها. وبعد إنهيار الدولة العثمانية، فان المحافظين التاليه اسماؤهم من الكرد ترأسوا محافظه (متصرفية الموصل):

 1- جعفر العسكري2- تحسين علي بك 3-عمر نظمي بك 4-عبدالمجيد البعقوبي (ترأسها مرتين)5- مصطفى البعقوبي 6- سعيد قزاز اضافة الى 3 وكلاء شغلوا منصب وكيل المتصرف: 1- ماجد بك مصطفى 2- عبدالمجيد البرواري 3- روبيتيان جاف. عدا منصب المحافظ ووكيله، فقد لعب الكرد دوراً ملموساً في ادارة الدوائر الهامة مثل مديرية معارف الموصل التي تولاها محمد امين زكي الدزه يى وغرفة تجارة الموصل التي اسسها وتولاها والد عدنان واسامة جلميران، وتولى رئاسة بلدية الموصل ولفترات موظفون كرد.

مما تقدم، فقد تقدم العثمانيون والعهد الملكي في الانفتاح على الكرد على العرب السنة الحاليين عليهم وإذا اراد  الموصليون وأهل نينوى عامة ان ترتقى محافظتهم الى مستوى اخواتها: اربيل و السليمانية ودهوك في مجال العمران والبناء والتحضر فما عليهم الا ضم محافظتهم الى حكومة الاقليم بعد ان اثبتت تجربة 92 سنة من حكم السنة للمحافظات العراقية قبل 2003 فشل هؤلاء في توفير الحياة الحرة الكريمة لمواطنيهم.

ان الذي يجب مراعاته هو الخصوصية الكردستانية للموصل ومحافظة نينوى وليس العكس. وكم كنا نتمنى ان يؤثر تولي الملون الافريقي ذو الجذر الاسلامي باراك اوباما رئاسة اقوى دولة في العالم على تخفيف النزعات العنصرية لدى بعضهم من العرب السنة دع جانبا اناطة منصب محافظ الموصل الى عربي موصلي من قبل قائمة التأخي والتعايش الكردستانية في حين  ان قائمة المحافظ المذكور الحدباء الوطنية عندما فازت بأنتخابات مجلس محافظة نينوى عام 2009  فقد حرمت القائمة الكردستانية لأكثر من سنتين من اي منصب سيادي في مجلس المحافظة . لا للعنصرية نعم للتأخي العربي الكردي.