قاتل (محمد عباس) حرا طليقا |
نشرت وكالات اخبارية محلية مختصة بالشان الرياضي وتحديدا(وكالة الامل سبورت) خبرا صادما بمعنى الكلمة , مفاده اطلاق سراح الملازم (احمد) المسؤول الأول عن قتل مدرب نادي كربلاء الشهيد المغدور(محمد عباس) , وذلك لعلاقة الضابط المتورط بشخصيات سياسية نافذة في الحكومة العراقية وتوسطها لاطلاق سراحة , بحسب الوكالة المذكورة . وهذا ما تم بالفعل , فالجاني فوق الارض حرا , والمجني عليه تحت الثرى غافيا . اي بلد هذا , واي قضاء , فيهما المجرم محصن , والشريف واهن ضعيف , بئسا للحكومة وللقضاء , فالحكومة بلا حكمة , وقضاء بلا عدالة , يا للوقاحة , فدموع اهل ومحبي (محمد عباس) لاتزال تنهمر, ثم ياتي هذا النبأ الصاعق , لكن من يعرف جيدا حكومة العراق وقضاء العراق لايستغرب ولايتعجب , من اخبار كهذه , انها النتيجة الحتمية لامة يقودها اميون وقتلة وسراق وجهلة , حكومة مبحرة في بحار المظالم والمفاسد , رائحة اداؤها الراكد تزكم انفاس الجميع , الا من تعود العيش في المياه الاسنة . عار على القضاء العراقي الذي اصبح مطية بيد النافذين والطارئين , اين القضاء من الاية الكريمة[واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل] هل الحكم العادل يسرح غادر قاتل وجبان انهال ضربا على شخص اعزل لايحمل بين يديه سوى الكرة والصافرة ؟! هل العدالة تقضي باطلاق سراح الارهابيين والسفلة ممن سفكوا الدم العراقي وترحيلهم الى بلدانهم خلسة بحجة تبادل السجناء والموقوفين . كفى استهانة بالارواح البريئة , لقد بلغ السيل الزبى , ووصل الانحطاط الى مديات لاتطاق , قوات الشعب تغتال الشعب , قضاء الشعب يظلم الشعب , حكومة الشعب تمرغ الشعب في اوحال الذل والخذلان , والشعب بين بشاعة هذا الثالوث لايقوى على النهوض, لانه يريد ان يبقى حيا ليس الا . فضيع حتى ما ابتغى . انها الفوضى بابشع صورها , فعندما ياكل السمك الكبير السمك الصغير , وتفرض الحيتان البشرية شريعتها على المستضعفين , تحل المصيبة ويتفشى البلاء , ليسحق الشريف والكفوء والوطني باقدام (البساطيل) , لتهشم هراوات الجهالة العقول المتطلعة والادمغة النيرة التي تطمح الى صناعة مستقبل مشرق يسعد العباد ويستنهض البلاد , لكن هذا الطموح لا يروق لمن تعودوا الغدر بالصديق قبل العدو , والفتك بالقريب قبل البعيد , فقاتل محمد عباس ليس من الفضاء الخارجي او من بلاد الغرب , فهذه البلاد التي يحمل المرحوم جنسيتها طالبت الحكومة العراقية بتقديم توضيحات بشان مقتل مواطنها , ولا نعلم كيف سيكون موقفها ان علمت باطلاق سراح القاتل بعد اقل من ثلاثة اشهر على رتكابه جريمته النكراء , هنا اتساءل , هل ان الحكومة والقضاء وبعد هذا الحدث سوف يعربان عن امتعاضهما او يتهمان التقارير الدولية التي تؤكد ان القضاء العراقي مسيس وتابع للسلطة ,بالتقارير غير الدقيقة والمغرضة ؟؟ قد يكون الجواب , نعم ,فلا غرابة ولاعجب من مواقف حكومة دولة, تعد الاسوأ في العالم . فصبرا يا ال محمد عباس ان الحق يعود ولو بعد حين .. |