إياكم ثم إياكم أن تتحدثوا عن الليوث وحكيمهم لأنّهم لم يقصّروا !!

 

ماذا قدمتم لهم لتأتوا اليوم وتلومونهم وتطالبون بمحاسبتهم ؟! ** هذا أفضل انجاز يتحقق للكرة العراقية التي يعلم الجميع كيف استعدت وبأي إمكانيات !! ** الخلل ليس بالمواهب أو المدربين المحليين وإنما بالعاملين في الحقل الإداري ! ** حكيم شاكر لازلت تستحث رتبة (الفريق) شاء من شاء وأبى من أبى !! ** أمامنا موقعة أخرى أمام غانا ويمكن لنا أن نرتقي لمرتبة أفضل كتب / طلال العامري كثر المتفائلون الذين كانوا يرغبون بحصد لقب كأس العالم لفئة الشباب المقامة بطولته في بلاد العم (عثمان) جد السيد (أتاتورك) ورغم أننا نبارك لهم ذلك التفاؤل ، إلا أننا وبذات الوقت نتمنى عليهم أن لا ينقلبوا على هذا الجيل الذي ظهر من وسط (الركام) والكل يعرف ما يعانيه البلد والرياضة العراقية بصورة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص .. شباب تحمّلوا المسؤولية بمعيّة مدربهم الأب والأخ والصديق ، تحملوا ما لم يقدر على تحمّله غيرهم من اللاعبين الذين يمثّلون دولاً (عظمى) في المجال الكروي (عالمياً) ، فريق ذهب إلى تركيا وهو لم يتوفر له أبسط مقوّمات الإعداد ومع ذلك (صال وجال) وحقق ما يعجز عن تحقيقه المستحيل والمحال وليقف على عتبة التصنيف بين أربعة منتخبات ، تمثل أوربا (فرنسا) وأفريقيا (غانا) وأمريكا الجنوبية (أورغواي) وآسيا (العراق) ، تبارت الفرق وكان لابد من خاسر ورابح ، فاتجهت فرنسا إلى أحد مقاعد طرفي النهائي على حساب الفريق الغاني وكاد يلحق بالفرنسيين منتخبنا الوطني ، لكنه تعثّر ورغم عدم سقوطه ، إلا أن ركلات الحظ (خذلته) وباركت للفريق الأورغوياني وهذا هو حال كرة القدم ، لابد من وجود خاسر ورابح في هذه الأدوار .. خسرنا وكانت الخسارة بشرفٍ بعد رحلةٍ امتدت إلى أكثر من (120) دقيقة وهي المرّة الثالثة التي تحدث معنا ، مما يعني استنزافاً واضحاً لقدرات اللاعبين وكوادرهم التدريبية والفنية والطبية والإدارية ، ناهيكم عن عملية السفر من مدينة إلى أخرى والتي تؤثّر على حالات الاستشفاء ، لاستعادة المستوى واللياقة والجاهزية ومع كل الذي ذكرناه ، كان (الأولاد) الرجال ، عند حسن الظن بهم ، كونهم لم يكونوا ذلك الصيد السهل أمام أحد أعرق الفرق العالمية وهو (الأورغواي) ، حامل لقب كأس العالم للمتقدّمين لمرتين !.. ماذا كنّا نريد من منتخب الحكيم ؟!. إجابات المنصفين تقول ، ليس أكثر مما تحقق لنا ، لأن هؤلاء الشباب ، تصارعوا مع المستحيل و(الظروف) المحيطة بهم وانتصروا في أغلب مواقعهم وكادوا يحققون الإعجاز أيضاً ، لكن الحظ ويا له من (حظٍ) عاثر !.. بدأ مشوار الليوث ، عندما حجزوا الترتيب الثاني في مسابقة (الأمم9 الآسيوية وأيضاً بركلات الحظ (أفلت) منهم اللقب الآسيوي ، تحاملوا على أنفسهم مع مدربهم الذي (بح) صوته وهو يطالب أن يهتموا به وبفريقه .. لكنه لم يجد الأذن الصاغية للطلبات المشروعة !!.. رحل الفريق وهناك في أنطاليا ، أخبر الجميع أنّه كبير الطموح وهو لن يرضى بلعب دور (الكومبارس) ، بل سجّل حضوره ليكون بين الأبطال !!.. لم يثق أحد بالقدرات العراقية وما أعدّه المدرب حكيم شاكر وحتى بعد التعادل مع الإنكليز (مبتكري) الكرة الحديثة ، بثنائية لكل فريق ، كان الخوف بادياً على محيّا الجميع ومن دون استثناءات ، مع تصريحات لحكيم شاكر ، يكشف من خلالها أنّه سيمضي أبعد مما يتوقعه له أحداً !.. التعادل بطعم الفوز مع الإنكليز ، فتح الباب لكتيبة الحكيم لتبطش بالفريق المصري بهدفين لهدف ومن ثم الفريق التشيلي ، لتكون صدارة المجموعة عراقية وبامتياز وبرصيد (7) نقاط من فوزين وتعادل وليظهر أمامنا في الضفة الأخرى الفريق البارغوياني الذي ، يعلم عنه الجميع أنّه صعب المراس .. وقبل الحكيم وأولاده التحدي وكانت الموقعة التي ما أحلاها من (موقعة) ، تم تتويجها ، بفوزٍ عراقيٍ لافتٍ ، دفع المراقبين ، لكي يعيدوا حساباتهم من جديد ويضعوا المنتخب العراقي بين المرشحين ، ليس للدخول في مربع الذهب وإنما إلى الوقوف كأحد طرفي النهائي ، ثلاثة أهداف إلى هدفين كانت نتيجة كافية لتبايع الليوث إلى دور الثمانية وهناك كان بانتظاره غريمه (الآسيوي) الفريق الكوري الجنوبي (المطلوب) ثأراً ولقباً !!.. نفض الرجل ما علق بثوب (المعركة) التي خاضوها مع ممثل أمريكا الجنوبية ورغم الجراح والإصابات والمنع لبعض اللاعبين ، تم تجاوز المنتخب الكوري والتمثيل (بجثّته) كروياً ، بعد أخذ الثأر منه .. كانت المباراة صعبة جداً وهي الثانية التي تصل إلى لعب شوطين إضافيين وما يعنيه ذلك من عملية استنزاف للاعبي فريقنا .. تقدمنا وعادلوا وعدنا للتقدم وعادلوا وأيضاً تقدمنا ولم نحافظ على التقدم ، ليكون الهدف بنيران صديقة هو من قادنا إلى لعب ركلات الحظ التي ضحكت للحكيم شاكر و(الأولاد) وليكون العراق على موعدٍ مع اللعب في مربع الذهب في واحدة من النتائج التي لم يستطع أي فريقٍ عراقي من الوصول إليها !!.. تحمّل العراق أعباءً كثيرة ، كونه أصبح الممثل العربي والآسيوي الوحيد الذي تحمّل المسؤولية وكاد يفلح في إكمال المهمة ، لكنه اصطدم بجدارٍ صلب وصعب المراس وهو منتخب الأورغواي ن الذي كان في طريقه للخسارة ، لولا الهفوة التي كانت قد مرّت على خط دفاعنا ن وليأتي هدف تعديلهم ، بعد أن كان علي عدنان أفضل لاعب عراقي للمستقبل القريب وهو من خيرة لاعبي البطولة ، قد أعلن التقدم بهدفٍ ولا أجمل وعلى طريقة الأمريكيين الجنوبيين ، عندما أرسل لهم (موزه) استقرت في سقف المرمى ولتقبّل الشباك وتزرع الفرحة التي كانت ستكون عارمة ، لو أن المشهد انتهى بهدف (عدنان) الذي تحامل مع محمد حميد على جراحهما وأكملا المباراة وهما غير مباليان بالألم الذي كان يأخذ منهما مأخذه ، ليستحقا عبارة (شفتو لاعب بالملاعب يلعب وإيده إعلى جرحه هذا لاعبنا العراقي من المآسي جاب فرحه) وأيضاً (الأسد يمشي على جرحه وما يبيّن بيه جريح وهذا طبعك يالعراقي وما يصح إلا الصحيح) .. دماء تنزف وعطاء يتزايد .. لتصل المباراة إلى الوقتين الإضافيين وينتهيان أيضاً !!.. ركلات الحظ ، لم تبتسم لنا ، رغم البداية الرائعة للحارس الأفضل في البطولة محمد حميد ، الذي تحامل على كل الآلام ورد أول الكرات ، لكن القصة لم تنته كما اشتهينا ، لأن علي فائز وسيف سلمان وبعد الجهد الذي تم بذله ، فقدا التركيز ولينتقل الأورغواي إلى مباراة الختام ، فيما كان نصيب الكرة العراقية ، هو اللعب على المركزين الثالث والرابع .. ربما يعتقد البعض أن ما وصلنا إليه ، قد تبخّر ، فنخبره ، إنّه الانجاز الأفضل لكرة العراق للشباب عبر تاريخها ويجب أن نفتخر بعطاء من سيصبحون نجوماً في قابل الأيام ، الذين يجب التفكير برعايتهم من قبل كل الجهات وعلى رأسها الحكومية ، لأنّ كرة القدم تعني لنا الشيء الكثير ورأيتم ذلك بأنفسكم !!.. نعم خسرنا (قرعة) الحظ (الترجيحية) ولكننا كسبنا جيلاً ، لا يعادله جيل وهذا أكبر مكسب تحقق لهؤلاء الأبطال ومدربهم ، الذي نتمنى أن لا نجد من يحمّله مسؤولية الخسارة وغيرها من الأمور ، لكنّه ومنتخبه (أدوا) ما عليهم وأكثر ولولاهم ، لما عشنا أياماً من الفرح ، التي جاءتنا بفضلهم ، هم ، عليه نأمل أن لا نجد من يقسو على الحكيم الذي يستحق رتبة (فريق) ، مع أننا نعلم أنّه لغاية اليوم لم يحمل رتبة اللواء التي وعد بها !!.. ليكن التركيز على مباراتنا أمام المنتخب الغاني والذي نراه من خيرة فرق البطولة ونفرح بالذي كتب لنا بعقل الحكيم وأقدام الليوث ... لأن هؤلاء رفعت الرهبة من قلوبهم ، كونهم جميعاً قارعوا خيرة لاعبي العالم ممن يلعبون في خيرة الدوريات العالمية وهم لم يخرجوا من أرض الوطن أو دورينا الذي لا يكاد يرتقي إلى مستوى أي دوري على صعيد دول الجوار وليس العالم !!.. ترى ماذا نريد أكثر من الذي تحقق ؟ الجواب يجب أن يحمل الإنصاف وإلا سنكون (جاحدين) وهو ما لا يجب أن يكون ... قبل أن تلفظ بطولة كأس العالم في تركيا أنفاسها الأخيرة ، ها نحن نتوجّه بالشكر والتقدير لحكيم الكرة العراقية (حكيم شاكر) ونجومنا (نجومه) محمد حميد وعلي عدنان وعلي فائز ومحمد جبار رباط ومصطفى ناظم ومهدي كامل وسيف سلمان وعلي قاسم وهمام طارق ومحمد شوكان وفرحان شكور ومهند عبد الرحمن وضرغام إسماعيل وسعد ناطق وإيهاب طالب وجواد كاظم حنتوش وعمار عبد الحسين وبقية النجوم ومن خلفهم كل الكوادر التي عملت بجدٍ وإخلاص من أجل الفرحة التي كنّا عليها وسنبقى نتغنّى بها في المستقبل ... تحية للأبطال الذين يستحقون التكريم ، لنّهم لم يقصّروا وبشهادة كل المنصفين ويكفيهم أنّهم كانوا ليوثا جريحة (لعقت) ما عليها وسارت في دروب التحدي التي سقطت فيها منتخبات لدول ما أن نشير إليها ، حتى نقف احتراماً لتاريخها الكروي .. نحن خسرنا مع الفريق الذي أخرج الأسبان والكل يعرف من هم الأسبان !.. إياكم أن تستخفوا بالقدرات الوطنية ويكفي أنّها تعمل بأقل الأجور وتأتينا بأفضل النتائج والإنجازات .. دمتم أخيار العراق وإن شاء الله لنا عودة ....