عبد الكريم قاسم رجل النزاهة في زمن يفتقر إلى النزاهة

 

عبد الكريم قاسم محمد بكر كاظم عبود عبد الله من مواليد لواء بغداد 21/12/1914 ناحية الكرادة الشرقية – محلة العلوية رقم المسكن 22/39 المهنة أو الحرفة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة – الحالة العلمية / كلية الاركان، هذا ما كتبه مدير النفوس العام ( شمس الدين الخطيب الموسوي ) بتأريخ 20/8/ 1961 في دفتر النفوس، معززاً بعبارة : ( تيمناً بسعود طالعه ) عن الزعيم الامين اللواء الركن عبد الكريم قاسم، والذي وجهت اليه جمعية بناء المساكن التعاونية المحدودة للعسكريين والموظفين لمنتسبي الجيش العراقي وتحت عنوان : الى المساهم الرقم ( 1230 ) اللواء الركن ........ صاحب الدار رقم (1) تتحدث فيه عن النواقص الموجودة في الدار وعن تشكيل لجنة لاكمالها مرفق معها قوائم تشير الى تسديد فواتير الماء كاملة من قبل المساهم رئيس الوزراء . بعد جريمة أستوديو الأذاعة أستولى البعث على الدار وخصصها لشخص آخر ولم يحصل أي من ورثته على تعويض عنها، ولم يعثر على أموال في بيته، أو في اي بنك محلي، او دولي للمرحوم عبد الكريم باستثناء 1250 فلساً، وجدت في ملابسه لحظة أعدامه الظالمة . أما بالنسبة لجده الخامس ( عبد الله ) الذي تعمدت الوصول اليه في سرد نسب الشهيد الحي فهناك قصة بينه وبين السلطان العثماني وصلت الى عبد الكريم قاسم بعد ثورة 14/ تموز وهي : كان عبد الله يزور مدينة كربلاء المقدسة في القرون الماضية، وصادف ان جاء السلطان العثماني لزيارة المرقد الشريف، وللتبرك بتربة الامام الحسين طلباً لشفاء أبنته المريضة، وعند وجوده في المدينة المقدسة لاحظ عدم وجود ماء فيها، فاستفسر عن السبب فقيل: أن النهر الرئيسي بعيد من هنا لأن الأنهار السابقة قد أندرست بسبب غرين نهر الفرات، ومنها نهر العلقمي الذي أستشهد على ضفافه ابا الفضل العباس . فأمر السلطان بفتح نهر وقال للناس المتجمهرة: من يجيد القراءة والكتابة فرفع عبد الله يده فعينه السلطان مشرفاً على متابعة أعمال الكري وضبط الحسابات وعند الانتهاء من العمل أخذ عبد الله تأييداً من الوالي العثماني بفتح نهر الحسينية وذهب الى الاستانة، فأستقبله السلطان وأقطعه أرضاً من الحسينية وحتى الصويرة ولكن أحفاده لم يستمروا برعاية الارض بل تركوها . وحسبما نقل عن المهندس طالب حامد قاسم فأن والده ذهب الى أسطنبول وجلب سند الملكية وأقام دعوى ضد نوري سعيد أضافة لوظيفته لاسترداد الارض، وكاد القرار ان يصدر لصالح المشتكي عندما حدثت ثورة 14 تموز، وكان الشهيد عبد الكريم على علم بالقصة وبأعتباره أحد الورثة طلب الأضبارة وكتب عليها ( تعاد الارض لأصحابها الفلاحين لأنها أٌخذت منهم من دون وجه حق ) وأغلقت الدعوى . هذا هو عبد الكريم قاسم وهذه شمائلة فماذا ترك لنا ساسة اليوم غير أخبار مخزية تتناقلها الصحافة وذوي المعرفة عن الأراضي والقصور والاطيان والأموال التي فاضت منها بنوك العالم، التي يكنزوها من أموال الشعب وفقراءة في وقت يسلب فيه هؤلاء حقوق ودماء وارواح العراقيين بعدم مبالاتهم ونهمهم . فأين هذه النزاهة من تلك النزاهة ؟؟؟؟؟ .