الزعيم عبد الكريم وحبه للعراق والعراقيين

 

لا شك ان العراقيين جميعا اجمعوا على حب عبد الكريم قاسم  احبه كل العراقيون عربا وكردا وتركمان وبقية  الاقليات احبه المسلمون وغير المسلمين احبه السنة والشيعة وخاصة الفقراء والضعفاء والشرفاء واهل الصدق والامانة في كل مكان من العراق في الجبل وفي السهل وفي الصحراء

مجده الاصدقاء والاعداء

يقول وزير العدل السابق مصطفى علي

 ان عقيدة عبد الكريم قاسم وطنية صرفة  عراقية صرفة كان يعبد الشعب العراقي بعد الله

واضاف ان عبد الكريم قاسم جاء بثورة عظيمة ولكن جاء بفنائها معها جاء بعبد السلام عارف

وقال احد اعدائه  الذين   أجرتهم القوى المعادية للعراق وهو علي صالح السعدي

 ان عبد الكريم قاسم زعيم وطني تقدمي جرئ

 فكان عبد الكريم قاسم احب العراقيين وعاش من اجلهم ومعهم  وفي خدمتهم تجاهل رغباته الذاتية وتنكر لمصالحه الشخصية عاش للعراقيين جميعا لم يفكر في بناء بيت او جمع مال او حتى عائلة

كان كل هدفه ان يبني لكل عراقي بيت تتوفر كل وسائل الراحة  التامة والكاملة كان يشعر بالحزن والالم عندما يرى صرائف الطين التي تحيط ببغداد وكان يطلق عليها قبور ويقول لا اشعر بالراحة الا اذا ازيلت هذه القبور

قال احد المرافقين للزعيم  كنا في رحلة تفقدية في ضواحي بغداد فنظرت الى وجه الزعيم فكان حزين متألم فقلت  مالي اراك مهموم حزين مهموم

فقال الزعيم كيف لا اكون كذلك وانا ارى هذه القبور

فاستغربت وقلت له اين هذه القبور

فقال اليس هذه الصرائف قبور

 فما شيده وما اقامه الزعيم في فترة حكمه التي دامت اربع سنوات اكثر ما شيده الحكام الذين سبقوه والذين جاؤوا بعده منذ تأسيس العراق وحتى الان

المعروف ان اكثر من 85 بالمائة من العراقيين كانوا لا يملكون شبرا واحد في العراق لكن بعد الثورة اصبح اكثر من 60 بالمائة يملكون بيوت متوفرة فيها وسائل الراحة

فكان يوزع المساكن على الفقراء في الاسكان والزعفرانية والطوبجي تقدمت احدى شقيقاته بطلب لانها لا تملك دارا فقال لها 

انظري الى هؤلاء وكان يشير الى صرائف العاصمة فاذا حصل كل هؤلاء على دور سأمنحك دارا وقال لها 

اذهبي الى دائرة الطابو واسألي هل يملك عبد الكريم دارا بأسمه فاذا قالوا نعم

اطلبي منهم ان يسجلوها باسمك

لم يملك بيتا كان يسكن في بيت مؤجرا

لم يعثر له على رصيد في البيت او في المصرف

كان يدفع اجور الكهرباء والماء والتلفون باتنظام

لم يطمع في بيت او قصر او سيارة

الحاكم الوحيد الذي احبه كل العراقيين فكل طائفة في العراق ادعت انه منها فكان اذا صلى يصلي في غرفة كي لا يعرف احد دينه او مذهبه

كان الزعيم لا يملك غير دار متواضعة تبرع بها للدولة كان رحمه الله مشغول بهموم الشعب بمتاعب الشعب بمعانات الشعب بطموحات الشعب واماله فكان مع الناس   في الليل والنهار يأكل ويلبس ويسكن ابسط ما يأكله يلبسه يسكنه ابسط الناس كان يقول اذا نمت في اليوم ثلاث ساعات اشعر باني قصرت بحق الشعب والوطن

حقا ايها الانسان  انك وحدك الذي اتبعت   نهج الامام  الامام علي وسرت على طريقه فعلا انت وحدك الذي اسميك من انصاره من شيعته وكل هؤلاء  الذين يتبجحون بحب الامام علي الحقيقة انهم الاعداء الحقيقيون انهم القتلة  اللصوص

انهم مجرد تجار جعلوا من الامام علي وسيلة  تضلل الناس وتخدعهم من اجل سرقتهم وجعلهم مطية للوصول الى اهدافهم المسيئة للامام علي والمعادية لنهجه ومبادئه وقيمه الانسانية النبيلة

من زهد عبد الكريم قاسم ونزاهته جاء مسئول الرواتب في وزارة الدفاع ومعه مبلغا كبيرا من المال وقدمه الى الزعيم

استغرب الزعيم من كبر المبلغ

فقال مسئول الرواتب سيدي هذا راتبك مال شهر

فهذا راتبك لكونك امر لواء ال 19

وهذا راتبك لكونك وزير دفاع

وهذا لكونك قائد للقوات المسلحة

وهذا لكونك عضو مجلس السيادة

وهذا لكونك رئيس للجمهورية

فقال الزعيم خذها واعطني اقلها

 لانك صادق لانك مخلص لانك انسان لان الشعب العراقي معك وانت مع الشعب العراقي فهذا يعني ان الشعب العراقي وضع نفسه على الطريق الصحيح وبدأت شمسه تشرق لتبدد ظلام وظلم المنطقة

لهذا تجمعت قوى الظلام والظلم في المنطقة وتوحدت وقررت القضاء على الزعيم على الشعب العراقي على شمس العراق التي اشرقت في السماء 

وكانت المؤامرة وكان الغدر وكانت الجريمة  يقول فؤاد الركابي  من قادة البعث

ان الجهات الاستعمارية كانت تفكر بقتل عبد الكريم   حزب البعث المجموعات القومية السفارة البريطانية ايتام العهد المباد المخابرات المركزية الامريكية اضافة الى العوائل المحتلة للخليج والجزيرة مثل ال سعود ال صباح

واخيرا اتفقت هذه الجهات وخططت لاغتيال عبد الكريم وذبح الشعب العراقي وكان يوم 8 شباط 1963 الاسود المظلم فدخل العراق في بحر من الظلام

احتار المجرمون في دفن جثة عبد الكريم قاسم  يريدون ان يمحوا اثره  وذكره

لا يدرون هؤلاء المجرمون ان قلوب الملايين هي القبر

فكل الذين وقفوا ضده وحاربوه  كان مصيرهم مزبلة الحياة كأي زبالة وقذارة

اما عبد الكريم قاسم فانه قمر يزداد تألقا بمرور الازمان  وحبه تتوارثه الاجيال من جيل الى جيل.