الغلو.. والدين |
مما لاشك فيه أن البدايات الخاطئة غالبا ما تؤدي الى نتائج سلبية، وهذا ما نلاحظه في صعود تيارات إسلامية بصورة سريعة، وتوليها السلطة " مع ما فيها من مزايا الحكم" وبدأت تفرض أفكارها على جميع المكونات؛ الأمر الذي يثير حفيظة الآخرين الذين يخالفونهم بالتوجه الديني أو الفكري. قد يكون فات على الجميع أن الدول الكبرى، خصوصا الدول الغربية وإسرائيل ربما يكون لها يد في كل الذي يحصل من حكم لتيارات إسلامية معروفة التوجهات والإجندات التي تسير على ضوئها، لكي يرفض الشارع العربي حكم الإسلام، كونه لم يقدم للبلدان التي حكم فيها إلا الفرقة والمشاكل والتناحر السياسي، بدون أن ننسى تراجع إقتصادايات تلك الدول وفشل في وضع تخطيط ناجع لمشاكل بلدانهم. وهو هدف حصلوا عليه السؤال الذي يدور في الذهن: هل أن الإسلام يقصي من يختلف معه في الدين؟ لو رجعنا الى بدايات ظهور الدعوة الإسلامية، فإننا سنلاحظ أن المسلمين الأوائل كان بين ظهرانيهم العديد من معتنقي الديانات السماوية الأخرى، ومع هذا لم نقرأ في كتب التاريخ أن المسلمين قد حاصروا أولئك بأفكارهم أو أنهم فرضوا عليهم أن يدخلو في دين الإسلام، كما أن صاحب الرسالة " صلى الله عليه وآله وسلم" أمضى شطرا من بعثته وهو يهيىء المسلمين لكيفية إدارة الدولة، والتعايش مع الآخرين، ولم يصدر عنه يوما أنه أوصى بأن يقوم المسلمون بتهميش غيرهم من بقية الديانات، في الوقت الذي نلحظ أن البعض من لبس عباءة الدين قد أخذ يقصي حتى من هو مسلم لكونه لا يتماشى مع الخط الذي إختطته بعض التيارات الدينية إن الإسلام منظومة حقائق وتعاليم ومبادئ باقية أبد الدهر لا يتعلق وجودها في الزمن بحياة أحد ولا بموته، ولو كان هذا الأحد هو النبي نفسه صلى الله عليه وآله وسلم: حامل الرسالة ومبلغها!!. ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)). آل عمران 144 يعد الإسلام مؤسسة عظمى، تستند الى تعاليم ومبادئ وقيم الإسلام السمحاء، وهناك من يدير المعركة ضد الإسلام ذاته: شرائعه وشعائره. ذلك لأن الإسلام يبني الإنسان بناء على أسس إلهية تبدأ من نكران الذات والعمل للمجموع وتنتهي بأن الثواب يأتي بعد أن يرى الجميع النتائج المرجوة والتي فيها خير الجميع إن هذا الغلو السياسي الذي يربط بين الإسلام وهذه التيارات ربطا مطلقا، بمعنى أن هؤلاء هم الإسلام، وأن الإسلام هو تلك التيارات. هؤلاء كارهون للإسلام نفسه، وهم بغباوتهم هذه يخدمون هذه التيارات برفعها فوق قدرها، ومنحها ما ليس لها من التعظيم والقداسة. إن الإسلام وُجد ليبقى، وهو محفوظ بحفظ الله له ((بل هو قرآنٌ مجيد ، في لوحٍ محفوظ)) البروج 21ـ 22 |