ثورة 14 تموز الثورة المظلومة |
مهما كان الخلاف والتناقض في تسميتها . هل هي ثورة ام انقلاب عسكري ؟ ومهما قدم المناصرين والمتخاصمين او المتخالفين عليها , يبقى اثارها واحداثها ويومياتها , تشكل انعطافا حاسما في تاريخ العراق . وليس بانها حولت العراق الملكي الى جمهوري , بل انها سجلت بادرة تاريخية ثورية , تميزت بالطموحات والتطلعات الكبيرة في بناء الوطن على الاسس السليمة , والانحياز دون رجعة فيه , الى الشرائح والفئات الفقيرة والمظلومة , في حقها بالحياة الكريمة , وحق الشعب في الحرية والديموقراطية . رغم كل السلبيات والتجاوزات غير المقصودة , التي حدثت في ايامها الاولى , مثل عمليات السحل والقتل ونهب بيوت مسؤولي النظام الملكي , , وفعلا هذه الخروقات هي احدى سلبيات الثورة , , ولكن الاغلبية الساحقة من الشعب تعترف وتقر , على نزاهة وصدق وحرص قائد الثورة الزعيم ( عبدالكريم قاسم ) في حبه العظيم لشعب والوطن , والاخلاص الثابت في خدمته , واندماجه الانساني بالفئات الفقيرة, وبذلك امتلك العقول والقلوب , بشعبية واسعة لم يشهد لها مثيل , لافي التاريخ العراق القديم , ولا في التاريخ الحديث , ولا في العهد الجديد الحالي المنفصلين عن الشعب كليا , في ابراجهم العاجية , متناسين ومتجاهلين , بانهم جزء من هذا الشعب , لان الفرهود والغنائم والسلطة والشهرة , اعمت بصرهم وبصيرتهم وصاروا عبيد الدولار . بينما الشهيد عبدالكريم قاسم ورفاقه , ظلوا في احلام الشعب الوردية , رغم ان الزعيم الشهيد , لم يكن موفقا في اختيار قادة للنظام الجديد , ورغم انه ارتكب بعض الاخطاء والسلبيات , لانه لم يكن حاسما وقويا ضد اعداء الشعب , وكان متسامحا بشكل غير معقول . او المحافظة على مسيرة الثورة , في تدعيم خطها الوطني المنحاز الى اغلبية الشعب , رغم انها حققت انجازات ومكاسب كبيرة , ارعبت المعسكر المعادي من قوى الاستعمار والدول الاقليمية واذنابهم البعث والقوميين المتطرفين وقوى الرجعية الداخلية من الاقطاع واعوانهم , وكانت الثورة كلما تقدمت بانجاز ومكسب شعبي , كلما زاد الضغط من القوى الحاقدة والتي تتربص الفرصة الملائمة لتنقض كالغربان المتعطشة للدماء , وتم قتلها واغتصابها في انقلاب فاشي ودموي , ارتكبت فيه المجازر الدموية والبشعة من قبل جلاوزة البعث والمتحالفين معهم , وكان في مقدمة الشهداء قائد الثورة ورفاقه الابطال , وبذلك قتلوا حلم الشعب الجميل , في اكمال مسيرة الثورة وتصحيح اخطائها وسلبياتها نحو تحقيق الديموقراطية في العراق , وادخلوا العراق في نفق مظلم واطفأوا شعلة الثورة , ورغم انقلابهم الفاشي وارهابهم الوحشي , ظلت شعلة تموز مضيئة في عقول وقلوب عامة الشعب , ويبقى الشهيد الزعيم ورفاقه مثالا رائعا للنزاهة والاخلاص للوطن , وقدموا درسا ونبراسا لزهد والمسؤولية . والتي غابت وهجرت العراق , , وعوضتنا بصعاليك جدد همهم المال والشهرة , اما الشعب فانه مشطوب من قاموسهم السياسي . رحم الله الشهداء الابرار من كل طوائف الشعب , الذين سقطوا على مذبح الحرية والوطن , ورحم الله الشعب على المصيبة التي حلت به. |