سالفة عاثر

 

هاي بطفولتي ، جنت كلش فضولي ، أسأل عل النغل يا هو أبوه . فد يوم دا أمشي بالشارع ، افتر ضايج ، وصلت يم المزبلة مال الفرع ، گلت خل أدور بلكي ألگه دعابل ، شي يفيدني . 
دا أبحوش وأشوف لك جاهل ملفوف بگماط ونايم ، زغير كلش جنه جريدي ، باوعت منّاه منّاه ، ماكو أحد ، لزمته من خده وگلتله ـ أغو ..أغو ..فتح عيونه ، ردت أضحكه علمود ما يخاف مني ، گلتله ـ ديييييي . رأسن هو ضحك . 
كتله ـ هلو شلونك ؟ گللي ـ زين ، بس نومتي مو مريحه . گتله ـ أنته جاهل من صحيح لو لعّابه ؟ گللي ـ آني جاهل من صدك ، أمي ذبتني البارحة بالليل هنا . 
گتله ـ ليش ذبتك ؟ 
گللي والدمعة بعينه ـ لأن آني نغل . 
النوب شلته وخليته بحضني وسألته ـ أبوك منو ؟ 
گللي ـ ما أدري ، بس أعرف أمي ، جنت ببطنها ، النوب جابتني يم وحده جده ، وبجت هواي ، النوب بالليل أجتي هي وأختها وذبتني هنا ، باستني وذبتني وگلتلي ـ وداعت الله ، أنت وربك ، بلكي يلگاك واحد ابن حلال ويربيك . 
لمن خلص حجيه ، شفت دموعه تصب ، وجهه صار أحمر وگام يناشغ . 
آني هم بجيت وگمت أمسح دموعه وگتله ـ هسه شلون ..وين أوديك ؟ 
گلي ـ ما أدري ..بكيفك . إذا تريد عوفني هنا وخليني آني وربي . 
گتله ـ لا ..راح أخذك لام غايب ، ما عدها جهال ، وأخليها تربيك . 
النوب شلته ووديته لام غايب ، جيراننه ، وفرحت هواي وسمته ـ عاثر . 
سألتها ـ عود ليش سميتيه عاثر ؟ 
گلتلي وهي تبجي ـ لان حظه عاثر ! 
عاثر كبر وصار مهندس ، آني الوحيد اللي أدري بيه نغل . 
آني وأم غايب ندري بيه نغل . 
سنة 2006 ، انكتل عاثر 
لگوه بالمزبله نفسها اللي لگيته بيها !