أول الغيث.. عدس |
أثلج صدري، قرار السيد رئيس مجلس الوزراء بمنح العراقيين نصف كيلو عدس ضمن مفردات البطاقة التموينية، احتفاء بشهر رمضان المبارك. لم أنظر الى مكرمة دولته من زاوية وزن العدس الممنوح للشعب كما فعل زملاء (مغرضون) يهدفون لزعزعة حكومتنا الرشيدة التي تسير من تطور الى آخر خلال زمن قياسي لم تشهده أية حكومة في العالم. ولم أنظر الى مكرمة دولته من زاوية إهانة الشعب عبر رمي الفتات اليه وهو يعيش أيام شهر المحبة والتسامح كما حاول البعض تسويق المكرمة في محاولة لتفريغها من محتواها الكبير. بل نظرت اليها من زاوية أن دولته يعيش هموم الشعب وآلامه واحتياجاته، الى درجة أن دولته يعلم علم اليقين إن الطبق المفضل على مائدة الشعب الرمضانية هو شوربة العدس، وحاجة الفرد العراقي من هذه المادة التي تتسيد موائد الافطار هي نصف كيلو بالتمام والكمال. وعلى هذا الاساس رحت أحاور الزملاء والاصدقاء والأعداء الذين (يدعّون) أن دولته وأركان حكومته يعيشون في برج عالي خلف أسوار المنطقة الخضراء، بعيدا عن هموم ومشاغل الشعب. قلت للاصدقاء والزملاء وللأعداء أيضا، أن أول الغيث عدس، وأن طريق الالف مكرمة يبدأ بخطوة النصف كيلو عدس. لذلك، قلت لهؤلاء، دعونا نمنح دولته فرصة، ولنقم بحملة جماهيرية وإعلامية كما يملي علينا واجبنا الوطني والمهني من أجل التمديد لدولته بولاية ثالثة، لانني على ثقة أن دولته سيملأ العراق (عدسًا)، وسيضيف الى البطاقة التموينية مفردات مهمة أخرى كالماش والبرغل و(الشامية)، ولا أستبعد على الاطلاق أن يُدخل الكافيار الروسي ضمن صفقة الأسلحة المبرمة بين الجانبين العراقي والروسي من أجل إضفاء الرفاهية على مفردات البطاقة التموينية، وهذا الأمر سيحتاج حتما الى عودة الدكتور الرياضي علي الدباغ عودة ميمونة، ليثبت صحة تهم الفساد الموجهة اليه على هامش هذه الصفقة، وحينها سيصبح نائبا لرئيس الجمهورية، أو نائبا لرئيس مجلس الوزراء، وذلك حسب المبالغ التي تقاضاها كعمولات من أجل إقناع دولته بتوقيع عقد الصفقة. وسيعزز هذه الرفاهية، إرتفاع سعر برميل النفط في البورصة الدولية، وحفاظ انتاج النفط العراقي على خطه المتصاعد، وكذلك تصديرالعراق للكهرباء نهاية العام الحالي وفقا للبشرى التي زفها للعراقيين نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الدكتور المؤمن حسين الشهرستاني. الأربعاء الماضي، كان غرّة شهر رمضان الكريم، وموائد الصائمين كانت خالية من العدس الذي وعد به دولته. وهرع الناس في اليوم الثاني لشراء العدس من الاسواق التي شهدت زيادة ملحوظه في سعره تعاطفا من التجار أو نكاية منهم بدولته. المهم في الأمر، أن الاتصالات انهالت عليّ من الاصدقاء والزملاء والاعداء بحجة التهنئة بمقدم شهر الخير، لكنها حملت قدرا من الشماتة نتيجة موقفي من مكرمة دولته جعلني أخجل من نفسي، واتخذت قرارا بالتواري عن الأنظار طيلة أيام شهر رمضان عسى أن ينسى أو يتناسى الأصدقاء والزملاء والأعداء موقفي ومحاججاتي بعد انقضاء الشهر و(عساها بحظ وبخت دولته). دولة رئيس مجلس الوزراء: لقد خذلتني أمام الزملاء والأصدقاء والأعداء، كعادتك حين تخذل شعبك من خلال الوعود التي لم تحقق منها شيئا. وفي هذه الأيام المفترجة لم أجد سوى أن أحاورك من منطلق ديني يتماشى مع أجواء الشهر الفضيل، وبصراحة لم أجد سوى حديثين رائعين ينطبق عليك أحدهما، أما حديث الرسول العظيم الذي يحدد إحدى علامات المنافق بانه إذا وعد أخلف، أو قول الامام علي ابن أبي طالب الذي يختصر فيه فلسفة الرغبة والقدرة وهو، لا رأي لمن لا يطاع. فأيهما أنت؟. في الحالين، فأن منزلق العدس قد وضعك على بداية الطريق نحو الهاوية التي أودت بالرئيس المصري المنتخب من الشعب والمخلوع من ذات الشعب نتيجة نكثه بوعوده وأخطائه التي تراكمت.. |