رمضان والأمانة !!

 

 

 

 

 

 

الأمانة: الوفاء , الوديعة , وفلان أمين أي وفي لا يتعدى على حق الغير. وأداء الحقوق والمحافظة عليها , فالمسلم يعطي كل حقٍّ حقه. 

والأمانة تكون في العبادة والودائع والعمل والكلام والمسئولية.

وهي الضمير الحي الذي يحفظ الحقوق , ويقوم بالواجبات بإتقان , ومفهوم واسع يشتمل على أية مسؤولية يُناط بها الإنسان , فكل مسؤولية أمانة.

والأمانة قيمة إسلامية سامية , وقد إتصف بها النبي الكريم , فلقّبَ بالصادق الأمين.

 

وفي القرآن الكريم:

 

"يا أيّها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون" الأنفال: 27

 

"والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" المؤمنون:8

 

"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها" النساء: 58

 

"فلْيؤدِّ الذي إئتمن أمانته وليتق الله ربه" البقرة: 283

 

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" الأحزاب:23

 

"إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" الأحزاب: 72

 

ومن الأحاديث النبوية:

 

"أدِّ الأمانة إلى مَن إئتمنك , ولا تخن مَن خانك"

 

"المجالس بالأمانة"

 

"لا إيمان لمن لا أمانة له"

 

ومن أقوال الإمام علي بن أبي طالب:

 

"مَن ضيّع الأمانة , ورضي بالخيانة , فقد تبرأ من الديانة"

 

"أداة الأمانة مفتاح الرزق"

 

ويقول أبو تمام:

 

"وارْعَ الأمانة , والخيانة فاجْتنبْ

                      واعْدلْ ولا تظلم يطيب المكسبُ"

 

الأمانة ليست بالمفهوم الضيق الشائع في مجتمعاتنا , على أنها وديعة تودع عند شخص فيعيدها لصاحبها عند الطلب , وإنما هي أوسع من ذلك بكثير , فالسلطة أمانة , وأي منصب فيها أمانة , على الإنسان المَعني فيه أن يصونه , ويؤديه بصدق وإخلاص ونزاهة وتفاني , لأن ذلك يعني أن الشعب قد إئتمن الحاكم والمسؤول على حاضره ومستقبله , وأودع ثروات الوطن أمانة عنده. 

ولهذا تبدو الأمانة وكأنها تحقيق أقصى درجات التوافق بين الصلاح الذاتي والموضوعي , لتأدية أمانة الحكم.

ترى إذا كانت الأمانة قيمة إسلامية أساسية , ومنصوص عليها في القرآن الكريم والأحاديث النبوية , فلماذا يعمّ الفساد والظلم والفشل في بلداننا؟!!