في الذكرى 54 على مجزرة كركوك.. الاعتذار من التركمان

 

ليس سهلا وصف ايام مجزرة كركوك الأليمة والتي حدثت يوم 14 تموز عام 1959 للتركمان لان الذي جرى هو وصمة عار في جبين من ارتكبوا هذه الجريمة و اليوم تمر على هذه الذكرى 54 سنة والتركمان لا يستطيعون نسيان هذه المجزرة لانهم شعب مسالم لا يؤمنون سوى بالحوار وحب الآخرين.
الكثير منا يعتقدون بأن النفط هو السبب الرئيسي لحدوث هذه الجريمة والاحتواء على كركوك ونفطها يتم من خلال تصفية التركمان لذا فأن التركمان من اهم الأسباب التي حافظت على عدم انفصال كركوك عن جسدها الام الوطن العراقي وهذا ما يجب علينا نحن التركمان ان نفتخر به دائما وبأننا العنصر  المحافظ على النسيج العراقي وان استهداف هذا المكون هو استهداف للنسيج العراقي واللحمة العراقية التي تأثرت كثير بما يحدث ألان وان سلسلة الاستهدفات التي تحدث ضد الشعب العراقي بشكل عام والشعب التركماني بشكل خاص انما هو عملية لمحاولة إتمام المؤامرة التي حيكت في الظلام ضد الشعوب التي اختارت العيش بسلام مع الاخرين.
لكن التاريخ قد اثبت بأن محاولات القتل والتهجير والتهميش والإقصاء لا تستطيع ان تمحو الشعوب او تنسف وجودها من على جغرافية الوطن بل على العكس فأن الشعوب التي تعرضت الى اساليب التطهير العرقي مازالت من اقوى الشعوب المدافعة عن حقوقها الشرعية بل أصبحت اقوى بكثير من الموقع الذي كانت عليه ومن منظورنا المتواضع فأن مجزرة كركوك البشعة هي نقطة تحول مهمة في تاريخ التركمان السياسي وهي نقطة إدراك التركمان بأن هنالك مؤامرات تحاك ضدهم ويجب الانتباه إليها وهذا ما جعل التركمان يحافظون على وجودهم وعراقتهم.
اليوم ما يرتكب ضد التركمان لو ارتكب ضد الشعوب الاخرى لما بقوا بهذه القوة التي نحن عليها اليوم وهذا بفضل عقيدة الحق التي تربى عليها هذا الشعب.
حقيقة نحن من الأجيال الذين لم نرى ولم نعيش مجريات مجزرة كركوك بعينه لكن أباءنا ومن من حولنا هم الذي حكوا لنا إحداثها والتي تركت في قلوبنا السؤال الذي يقول ما السبب الذي أدى إلى ارتكاب من ارتكب هذه الجريمة التي هي بمثابة وصمة عار في تاريخ الإنسانية جمعاء.
اذا كانت هنالك جهة يجب ان تعتذر من التركمان هي الحكومة والبرلمان رغم ان النظام الحالي ليس له اية ذنب فيما حدث للتركمان لكن على الحكومة والبرلمان الاعتذار من الشعب العراقي بشكل عام والشعب التركماني بشكل خاص عبر اصدار قانون خاص من قبل البرلمان وتحويلها الى الحكومة لكي توافق عليه لكي نثبت للعالم بأن النظام الحاكم في العراق قد تغير نظرته الى الشعب العراقي.