اوامر تقضي بمنع اهالي التنومة من التوجه لمكان الاعتصام، البصرة تشتعل احتجاجا على الكهرباء، ومظاهرات لاهبة تنتظر باقي المحافظات








العراق تايمز / يعاني العراق اجمالا نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ أزيد من ثلاثة وعشرون سنة فيما ازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد العام 2003، في بغداد وباقي المحافظات الاخرى، بسبب تقادم اغلب المحطات الكهربائية بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الماضية، حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى أكثر من  عشرين ساعة يوميا.

وتشكل محافظة البصرة مفارقة عجيبة حيث تعد هذه المدينة القلب النابض للعراق لما تكتنفه من ثروات نفطية هائلة، الا ان ذلك لم يشفع لها في تجاوز ازمة الكهرباء، وهو ما دفع بالعديد الى تنظيم تظاهرات سلمية، من المحتمل ان تتحول الى مسيرات عارمة تجوب عموم العراق.

وكان قد تظاهر ليلة امس بعد الافطار العشرات من البصريين امام مبنى ديوان المحافظة تنديدا بتري واقع التيار الكهربائي.

التظاهرة شارك فيها عدد من افراد المجتمع المدني، فيما هدد وجهاء العشائر في المحافظة بالخروج في تظاهرات أكبر مطالبينبالاستقرار على برمجة ثابتة وواضحة للتشغيل.

الوضع لم يمر دون مفاجآت حيث أكد محافظ البصرة ماجد النصراوي على امتلاكه ملفات فساد تخص مشاريع الكهرباء وعد باحالتها على هيئة النزاهة.

وقد تحول وضع التيار الكهربائي في محافظة البصرة  من سيء الى أسوأ  خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة المتزامنة مع أيام الشهر الفضيل وهو الحال الذي دعى الى الخروج بتظاهرة كبيرة في المحافظة في حالة اذا لم تتم الاستجابة لمطالب المتظاهرين التي تطمح في استقرار برمجة القطع والتشغيل.

محافظ البصرة عزا سبب مشكلة الكهرباء الى عدم وجود شركات رصينة ومتخصصة في مجال الطاقة الكهربائية، مشيرا الى وجود شركات متلكئة في انجاز مشاريع الطاقة الكهربائية ضمن السقف الزمني المرسوم لها.

ومن جانبه حمل  النائب عن محافظة البصرة، وعضو لجنة النفط والطاقة النيابية، عدي عواد  في تصريحات اعلامية المسؤولية للحكومة المركزية برئاسة نوري المالكي، وفشلها في ادارة ملف الطاقة الكهربائية، مضيفا أنه من الضروري وضع برمجة القطع والتشغيل خاصة للمناطق ذات الكثافة السكانية في المحافظة، بغية حل الأزمة وتجنب الصدامات في الشارع بسبب الكهرباء، مشيرا الى عدم وجود استراتيجية واضحة في هذا القطاع.

وتبقى وعود وزارة الكهرباء في مهب الريح  لانها تعهدها بتحسين إمدادات الطاقة بالبلاد خلال المدة المقبلة لاسيما خلال شهر رمضان، وقالت أن إنتاجها سيرتفع قريباً إلى 11 ألف ميغاواط، الا انها لم تفي بوعدها، وهو ما عمق هوة الثقة بينها وبين المواطن العراقي.

فيما أكد  نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، في اكثر من موضع أنه ليس اهلا للمسؤولية ولا اهلا للثقة الى ان ذهب البعض في وصفه بالكذاب المحترف، كونه جدد في 3 من حزيران 2013 تأكيده على انتهاء أزمة الطاقة الكهربائية نهاية العام 2013 الحالي، فيما أشار إلى أن وزارة الكهرباء ستدخل محطات جديدة للخدمة خلال المدة المقبلة لكن الامر لم يعدو ان يكون مجرد تصريحات للدعاية الاعلامية.

وكان فيسبوكيون عراقيون قد رشحوا المسؤول عن ملف النفط والطاقة، حسين الشهرستاني، لموسوعة غينيس للارقام القياسية، عن فئة الوعود الكاذبة، بعد اطلاقة وعدا للمرة السادسة بتحسن الكهرباء في العراق.

وقال ناشطون شباب على صفحات موقع التواصل الاجتماعي" الفيسبوك" ردا على وعود الشهرستاني الاخيره بتحسن الكهرباء ان " الشهرستاني يلعب دورا "قذرا جدا" في الاستخفاف بمشاعر العراقيين، والضحك عليهم، وانه لايشعر بالخجل من اطلاق وعود اكبر من حجمه حسب وصفهم".

وتعليقا على مظاهرات البصرة حذرت عضو لجنة النفط والطاقة النيابية سوزان السعد من نشوب أزمة شعبية قد تنطلق شرارتها من محافظة البصرة بسبب تردي التيار الكهربائي تزامنا مع حرارة فصل الصيف وقدوم شهر رمضان.

وقالت في بيان "ان هناك غضبا جماهيريا في عموم المحافظات بسبب تدهور واقع الكهرباء وقلة ساعات التزويد مقابل ساعات القطع، إذ تعتزم شرائح واسعة من الأهالي الخروج في تظاهرات وسط مخاوف من تطور الأمور الى صدامات وفوضى شبيهة بما حصل سابقا في محافظة البصرة سابقا وعدد من المحافظات".

وأضافت النائب عن كتلة الفضيلة "ان المواطن العراقي لايريد تشكيل خلية أزمة أو لجان أو عقد اجتماعات أو استضافة وزير أو غيرها، بل بات ينظر الى هذه الأمور على أنها محاولة لإلهائه أو إسكاته، في حين ان كل ما يريده هو تزويده بالكهرباء أسوة بأفقر دول العالم التي لانفط فيها ولا موارد طبيعية، فهل بإمكان بعض المسؤولين ان يتحملوا حرارة الصيف دون كهرباء كما يتحملها المواطن؟ "، مشيرة الى "ان تدهور قطاع الكهرباء يرافقه عدم عدالة في توزيع التيار الكهربائي من منطقة الى اخرى، مما ولّد حالة من الاستياء الشديد لدى المواطن".

وتابعت "ان من السهل على جهات عديدة تسييس ملف الكهرباء واستغلاله الى ابعد الحدود وتحويله الى تهديد حقيقي للأمن الوطني في العراق، من خلال الركوب على مطالب الجماهير الغاضبة وتحويل سخطهم من وزارة الكهرباء الى الحكومة". 

جدير بالذكر أن قوات الشرطة بمحافظة البصرة قد تلقت اوامر من بغداد تقضي بمنع اهالي التنومة من التوجه لمركز المحافظة البصرة من اجل مشاركة باقي المتظاهرين في الاعتصام، خشية تحول الامور الى ما لا ترغبه الحكومة المركزية.