منذ ذلك اليوم الذي اشار به المحتلون الامريكان للغوغاء بان ينهبوا تاريخ العراق بسرقتهم لاثار "بلدهم" صارخين فيهم هيا علي بابا ادخلوا وانهبوا ما تشتهون من متحفه، عرفت بان "العلي بابويه" ان جاز التعبير ستصبح الصفة الوحيدة التي سيتصف بها لصوص المنطقة الخضراء أو المغارة الخضراء لاحقا ولليوم. ولان الطريقة الوحيدة لاستمرار هؤلاء اللصوص بنهب البلد تحتّم عليهم البقاء في المغارة الخضراء والتمتع بامتيازاتها الخرافية والتي لا تخرج عن سرقة المال العام بتاتا، ولان الانتخابات هي الطريقة الوحيدة التي تتيح لهم طيب الاقامة فيها، وليقطعوا الطريق عن تواجد افراد ذوو شرف ووطنية داخل تلك المغارة والذين سيستعينون باكثر من كهرمانة لكشفهم ومحاسبتهم، ولانهم عرفوا خطورة امثالهم (الشرفاء والوطنيون) في مغارات اصغر حجما مثل تلك التي في المحافظات بعد انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة. فأن كبير اللصوص وعصابته اصرّوا ويصرّون على العودة الى القانون السابق للانتخابات الذي مكنّهم من الهيمنة على مقدّرات البلد، اي تبني القائمة المغلقة في عراق متعدد الدوائر واحتساب الاصوات المتبقية للص الاقوى. ضاربين عرض الحائط قرار المحكمة الاتحادية العليا 12 /اتحادية/ 2010 المؤرخ في 14/6/2010 المتضمن عدم دستورية نظام توزيع المقاعد الذي فرضته العصابات الكبيرة في السابق. وكذلك تحذيرات المرجعية الدينية من العودة الى نظام القائمة المغلقة والغاء طريقة سانت ليغو لحساب الاصوات المتبقية وعدم "فرهدتها" من "العلي بابويه". وقبل الاستمرار في المقالة اود ان اذكر المحكمة الاتحادية العليا بان سمعتها ستكون على المحك اذا ما تراجعت عن قرارها السابق تحت ضغظ عصابة كبيرة هددت بعدم الدخول في الانتخابات اذا ما استمر العمل بطريقة سانت ليغو، معتبرة سبب خسارتها لعدد من مقاعدها وانحطاط هيبتها بسبب اعتماد هذه الطريقة وليس الى اخفاقاتها في جميع المجالات منذ ان تولت السلطة لليوم.
صحيح ان في المغارة الخضراء 325 علي بابا ، الا قليلا منهم، وهم في الغالب تحت رحمة اللصوص الكبار، وان هناك لصوصا يفرقون عن لصوص آخرين من حيث المقام والمركز وسنوات الخبرة! وفي مقالتي القصيرة هذه سأتناول تصريحا لأحد "العلي بابويه" دون غيره لانني وغيري الكثير قد تناولوا في مقالات عدة دور البقية في تهيئة الاجواء لسرقة اصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية القادمة المزمع اجرائها مطلع العام المقبل.
لقد صرّح علي بابا "نا" هذا يوم السبت 13/ 7/ 2013 عقب زيارته للسفارة الايرانية في بغداد ان " قانون (سانت ليغو) كان موضع اتفاق، وكان ضعيفاً، وأدّى إلى نتائج غير طيّبة، وغير جيِّدة، وهو نظام قديم مضى عليه أكثر من 100 سنة استُخدِم ليعالج قضايا مُعيِّنة في دول مُنيَت بأمراض سياسية، فهو لا يُواكِب عصرنا، أو لا يُطابِق وضعنا في العراق". وهنا بودي ان اناقش علي بابا هذا حول ما جاء في تصريحه الذي نقلته العديد من وسائل الاعلام العراقية.
السيد علي بابا، بداية اود القول ان "سانت ليغو" هو نظاما او طريقة لحساب الاصوات المتبقية اكتشفه عالم رياضيات فرنسي اسمه "اندريه سانت ليغو" وهي مماثلة لطريقة هونت "د" التي يطالب بعض لصوص عصابتكم اعتمادها في الانتخابات القادمة، والتي تعطي نتائج متشابهة جدا الا انها تفضّل الاحزاب والقوائم الكبيرة مقارنة مع طريقة او نظام سانت ليغو الذي يعتبر اكثر انصافا وعدلا في ايصال ممثلي الشعب الى البرلمان او "المغارة الخضراء من وجهة نظركم". اذن فقولكم بان سانت ليغو هو قانون انتخابي يعتبر خطأ كبير لا يقع فيه الا علي بابا مبتديء وليس علي بابا ذو خبرة مثلكم. اما قولكم من انه نظام "حيرتنا والله بين النظام والقانون" قديم فهو مناف للحقيقة لانها استخدمت في بوليفيا العام 1993 وبولندا العام 2001 وفي الاراضي الفلسطينية عام 2006 وفي النيبال 2008 وفي المملكة المتحدة عام 2011 اثناء تولي حكومة المحافظين والليبراليين الديموقراطيين الاتحادية السلطة كطريقة في انتخابات مجلس اللوردات، وحول قدم النظام فهل الشورى التي طبقت في صدر الاسلام قبل 1400 عام ليس بالقديم مثلا؟ وهل من الممكن تطبيقه في مجتمعنا اليوم حيث الاديان مختلفة والمذاهب مختلقة والقوميات مختلفة علما ان هناك الكثير من المسلمين هم غير مؤمنين وعلمانيين بل وحتى ملحدين!؟ أما قولك من انه يعالج قضايا معينة في دول منيت بامراض سياسية، فانه نكتة تضحك الثكلى يا رجل، فهل هناك بلد بالعالم فيه مشاكل سياسية ك" بلدك"، وهل تتوقع ان المشاكل السياسية في البلدان التي جئنا على ذكرها ممكن مقارنتها مع مشاكل بلدنا التي لا تعد ولا تحصى. أما قولك من انه "غير مواكب للعصر" فانه الكفر بعينه على الرغم من معرفتي المسبقة بمرات زياراتك العديدة لبيت الله الحرام حاجّا ومعتمرا وقائدا للحجيج!!
وعلى الرغم من اختلافي معك بكل ما جئت به الا انني اتفق معك بالرأي حول ضعف نظام "سانت ليغو" ونتائجه غير الطيبة وغير الجيدة، أتعرف لماذا؟ لانه قد يحرمكم بل سيحرمكم من العديد من المقاعد البرلمانية في انتخابات عام 2010 القادمة وسترون في مغارتكم الخضراء افرادا ذوي كرامة يملكون حسّا وطنيا وغيرة على شعبهم ووطنهم. وستشعرون بالخطر وتحسبون الف حساب قبل اية سرقة لثروات هذا الشعب المبتلى بكم لان هناك عيون ستراقبكم ليل نهار كتلك العين التي كانت على المطعم التركي، و تحدق بمغارتكم بغضب لتذكركم بغضب الشعب ان تحرك يوما من لحده الطائفي الذي وضعتموه وبقية الطائفيين اسير ظلمته.
أن الطريقة الامثل لاجراء انتخابات برلمانية عادلة ورفع يد "العلي بابويه" عن المغارة الخضراء تكون بالضغط الشعبي المستمر وبمختلف الطرق القانونية، ليكون فيها العراق دائرة انتخابية واحدة تعتمد على القائمة المفتوحة ليصل من خلالها المستحقين فقط الى قبة البرلمان، مع اعتماد نظام سانت ليغو لحساب الاصوات المتبقية كي لا يسرقها علي بابا كبير.
"قيمة كل امريء ما يحسن" الامام علي "ع".. صدقت يا ابا الحسن.
|