خورماتو المعالجة لاتأتي بارتكاب الاخطاء

 

المعالجة لايمكن ان تاتي بارتكاب الاخطاء، وهذا ما ينطبق على الكثير من تصريحات السياسيين في الظروف الحساسة التي تمر بالبلد، خروقات امنية تتكرر يوميا والثمن الضحايا من العراقيين الابرياء، وفي ظرف اسبوعين يكون عدد الضحايا 330 عراقيا وهي نسبة مرتفعة جدا قياسا الى كل المعايير والخطط الامنية التي يتم الاعلان عنها بين فترة واخرى. خورماتو لاتختلف عن المدن العراقية الاخرى التي تتعرض الى عمليات ارهابية بين فترة واخرى، ومعالجة هذا الخلل الامني لاياتي عبر البيانات ولا في الخطابات الارتجالية لمن لايعرفون في الخطط الامنية شيئا، فتاتي الوعود دون تحقيقها ،خورماتو يعيش فيها الكرد والعرب والتركمان وفيها الشيعة وفيها السنة، والاعمال الارهابية لاتفرق وهي تحصد ارواح العراقيين من كل الطوائف، الانفعالية والتعصب لاتنسجم مع فن الممكنات لان في ذلك خسارة اكثر من الفائدة. بعد العمليات الارهابية التي استهدفت خورماتو وبعد فشل اللجنة الحكومية التي تشكلت من تحقيق اهداف زيارتها مؤخرا الى خورماتو خرج البعض من الاخوة التركمان في تصريحات اعلامية انفعالية تتهم الكرد بتحمل المسؤولية في الخروقات الامنية لعدم موافقتهم على مجيء قوات اتحادية الى خورماتو ،الكرد لم يمانعوا مجيء القوات وانما يطالبون بتنفيذ الاتفاقيات الامنية التي حصلت لخصوصية المدينة وشمولها بالمادة 140 الدستورية، البعض من الاخوة التركمان تغلب الانفعالية على خطابهم الاعلامي الذي يضلل الراي العام، وعلى ضوء اتهامهم للكرد هل بامكانهم الاجابة على التساؤل الذي مفاده، ان كان الكرد سبب تعرض المدينة للاعمال الارهابية لمنعهم دخول القوات الاتحادية اليها، فمن المسؤول عن التفجيرات الارهابية التي تستهدف البصرة والناصرية وبغداد وكربلاء وديالى وصلاح الدين والموصل والحلة والديوانية والكوت، هل الكرد منعوا تواجد قوات في هذه المحافظات؟ الاجابة حتما ستضع الانفعاليين في خطابهم الاعلامي من الاخوة التركمان في موقف حرج جدا. على الاخوة التركمان دراسة الخروقات بتروي واستعراض الامور على حقيقتها، وماذا عن عمليات شرق دجلة التي وزعت قطعاتها ضمن الرقعة الجغرافية التي فيها خورماتو وهي تمسك الارض وحشدت كل اسلحتها في الاحداث الماضية التي كادت ان تتجه الى مواجهة بين قوات حرس الاقليم والقوات الاتحادية، اين هذه القوات من احداث خورماتو ولماذا لايوجه الاخوة التركمان انتقاداتهم لهذه القوة العسكرية؟ عند الخلط بين الملف الامني والملف السياسي تأتي نتائج عكسية، والظروف الاستثنائية التي مرت بالعراق اثبتت هذه الحقيقة، مازال هناك جهل حقيقي في الخلط بين الملفين السياسي والامني ،وهذا من الاسباب الرئيسة لتفاقم المشكلات الامنية في البلاد. الملف الامني يمر بمنعطفات خطيرة في هذه المرحلة، والارتفاع غير المسبوق في اعداد الضحايا رسالة واضحة لجميع العراقيين، والتحذيرات من الحرب الاهلية نتيجة هذا الارتفاع واقعة لامحال، وخورماتو لايختلف عن اي جزء اخر من العراق الذي يستباح دماء ابنائه يوميا، الحلول الامنية لاتاتي بالاتهامات الانفعالية وانما بالدعوة المخلصة للحوار لتجاوز الخلافات اولا ومن ثم وضع الحلول لعدم تفاقم الوضع الامني، الارهاب يستهدف كل العراقيين ومحاولات القول بانه يستهدف مكونا دون اخر فهذا هراء عند النظر الى المشهد الحالي.