وقتي يتغصن شجرة مورقة ، متفرعة ، لضجر متكور ، كمحيط مقلوب على رأسه ينزف أخر قطرته . أحدق في خيول ميتة لتوا لا زالت تتشبث ببقايا صهيلها .. لفرسان نبلاء أقاموا كرنفالا طقسيا لانتحار جماعي ليموتوا رقصا وحشيا حتى النزف الأخير ، خيبة من انحطاط عصرهم .. هنا في هذه الأطراف المحكومة بلعنة الهلاك لا شيء ينمو غير أدغال اليأس وهي تنمو عالية ، نضرة ، دوما ، حيث جماجم موتى تستحيل كؤوسا لقتلة ساديين يحتسون دماء خصومهم المذهبيين نبيذا معتقا.. ثمة بقرة مقدسة تمتطي كوكبا جانحا نحو الفضاء مع كتب و أدعية ، هدية لأرباب معتكفين مع أباريق نبيذهم وغانياتهم المقدسات .. في أثناء ذلك عبثا أهرول منطلقا فتلاحقني أرامل مجاهدات ناقمات و مزنرات بناسفات .. تباغتني في أحلامي رعود ذات مخالب طيور عقاب بأجنحة من لهيب مشتعل بركانا .. ولكن مع ذلك .....: فها هي ثمة صبية مذبوحة بتهمة فقدان عذريتها تستحيل غزالة ، وهي تعدو في برية صرختها عندما يكشف طبيب التشريح بأنها لا زالت عذراء بغشاوتين .. و ثمة شحاذ محمّر الخدين من دم العراق يشترى قصرا لإمبراطورة مفلسة . و مشهد قتلة بهيئة مهرجين و أصحاب إيمان مسنن بأنياب تماسيح ومن هواة بحث عن جنة عبر جسور شاهقة من جماجم يهيمنون على المشهد برمته .. لا شيء جديد في هذه البلدة التي يلتهمها أبناؤها المسعورون هوسا بمناظر جثث نازفة و ممزقة .. حيث الشفاه " المؤمنة " لا تكل ولا تكف عن ذكر اسم الله صبحا و عشية تعظيما و تكبيرا !!.. فالأمور شائكة هنا و ملتبسة دوما .. حيث المنطق يمتطي مقلوبا حمار اللامعقول ماضيا باتجاه المهزلة للضحك موتا ..
|