متى يتوقف العنف والفساد يا قادة العراق؟؟ |
في عراق اليوم يسير العنف الدموي , والفساد المالي جنبا الى جنب , بصورة مشتركة وملاصقة , ليجهزا في ضربتهما الماحقة على المواطن . مثلما التفجيرات لم تغيب ولو يوما واحدا من المدن العراقية , فقد اصبحت ظاهرة يومية تعيش مع المواطن ليل نهار , ولكنها شهدت تصاعدا ملحوظا في وتيرة العنف الدموي ,و حسب تقرير بعثة الامم المتحدة في العراق , يشير بان الاشهر الثلاثة الاخيرة , سجلت تصاعدا عمليات العنف الدموي وسقط خلالها ( 2500 ) مواطن بريء , وكالعادة تحذر وتنبه قادة البلاد , الذين في يدهم الحل والربط , من مخاطر الانزلاق الى الحرب الاهلية , ولكن قادة البلاد , اصابوا بمرض صم وبكم والعمى , وانهم مشغولين في مهام وقضايا بعيدة , عن هموم ومشاكل الشعب . فبدلا ان يضعوا ضميرهم في الواجب الوطني , ويحكموا بوجدانهم الحي , في خدمة الشعب واستقراره وتحقيق الحياة الكريمة . فان ضمائرهم ماتت , وبيعت باثمان رخيصة الى الدول الاقليمية والجهات الاجنبية . ونسوا وتناسوا بانهم من طينة هذا البلد , وبحكم مسؤولياتهم يتطلب منهم الحرص والاخلاص والعمل والاصلاح . لقد فشلوا في كل الميادين , إلا في ميدان واحد , اظهروا براعة فائقة يستحقون عليها وسام الجدارة , وهو الفساد المالي والاداري وكثرة ملفات الفساد , وابرز فرسانها وزارة النفط والكهرباء والتجارة , فقد هربوا المليارات الدولارات الى البنوك الخارجية . وزارة النفط تتعاقد مع الشركات بعقود مختلفة , تذهب حصة الاسد الى جيوب ثعابين الفساد . وزارة الكهرباء فحدث ولا حرج تحت رعاية الرجل المؤمن الزاهد , الذي شفط المال والعباد . وتقلد بحق وحقيقة وسام اكبر تمساح فاسد . اما وزارة التجارة فقد لغفت البطاقة التموينية وتلاعبت في مفرداتها وفي توزيعها . واخر تقرير لجنة النزاهة البرلمانية , يتحدث عن نسبة 80% من البطاقة التموينية لا تصل الى المواطن بسبب الفساد المالي والاداري . اي بالقلم العريض بان حصة الفساد 80% وحصة المواطن المنكوب 20% . فمبروك للشعب بدولة الفساد , التي تجاوزت الحدود والمعقول , وهذا ما يفسر تضخم المشاكل بدون ان تجد طريقا للحل , , وقعت علينا الفاجعة والبلوى والمصيبة , بحكومة ضعيفة ومشلولة وهزيلة مصابة بمرض الموت السريري , والتي تعرت وانكشف زيفها , وسقطت ورق التوت عن عورتها , في مقابلة في قناة البغدادية مع زعيم احدى المليشيات المسلحة ( واثق البطاط ) الذي كشف كثير من المستور , والذي يمثل اسفل درجات السقوط الاخلاقي والمهني , ويمثل عار وشنار لحكومة تحترم نفسها وعندها ذرة من الكرامة , ومن احدى المصائب التي تحدث عنها , بان الحكومة طلبت منه , تنظيم واخراج مظاهرة مؤيدة للحكومة وتهتف باسم الحكومة المشلولة بالمجد والتكبير . . مما يذكر بان تقرير بعثة الامم المتحدة ,شخصت منابع العنف الدموي , هو القاعدة ومليشيات المسلحة ( شيعية - سنية ) وانها السبب في تصاعد وتيرة العنف , وبالتالي يكون المواطن البريء هو الذي يدفع ضريبة الدم , واذكاء النزاع الطائفي , الذي سيقود الى الاحتراب والخراب والدمار , ولا يمكن لاي حكومة ان تعمل وتستقر إلا بغلق هذه الابواب الجهنمية . وازاء هذا الوضع المظلم والمأزوم , يتحتم على كل مواطن شريف ذو ضمير حي , ان يحشد الجهود وتجنيد صفوف الشعب , بالمطالبة بحقوق الشعب المشروعة , ومطالبة الحكومة الى الاستجابة الى صوت الشعب . وممارسة اشد وسائل الضغط على قادة البلاد , حتى يعودوا الى رشدهم وصوابهم , وان يكفوا في اللعب بالنار من اجل حرق العراق في سبيل المال والشهرة |