الدمار القادم في المنطقة العربية

 

يبدو ان الوضع المتأزم في عموم دول الربيع العربي سوف يطل على المنطقة العربية برمتها لأن شعوب بعضها بدأت تنقلب على كل المفاهيم التي جاءت بثلة من الاسلاميين المتشددين الى حكم دولهم ما دفع البعض الى الخروج بمظاهرات ضخمة أطاحت على الاقل بأحد رموز المتشددين الاسلامييين وهو الرئيس المصري محمد مرسي وفي المقابل فإن التحشيد الجماهيري الذي تقوم به الحركات السلفية المتشددة يدفع بالتوازن المجتمعي في عموم المنطقة العربية الى حافة الانهيار والدخول في صراعات دموية لا نهاية لها سوى انها ستعمل على تدمير النسيج الاجتماعي لعموم دول الربيع العربي والمستفيد الوحيد في هذه الزوبعة هو النموذج الصهيوني الذي يحاول بشتى الطرق ابعاد كل المزعجات السياسية والامنية والجغرافية لهم وذلك عبر ادواتهم التي يحاولون العبث بها من امثال متشددي القاعدة والتنظيمات المسلحة التابعة لها عبر الفكر التكفيري الذي يخفي الكثير من المذابح الدموية بين المسلمين انفسهم وهذا الامر اصبح واضحا وجليا من خلال موجات الموت التي تقوم بها تلك التنظيمات المسلحة بسياراتها المفخخة وعملياتها الارهابية وقطع رؤوس الاشهاد في اغلب دول المنطقة ولابد ان نقر بأن الحملة مستعرة اكثر وتوقع القتل تنكيلا في دول معينة بذاتها وعلى فصيل معين من المسلمين في المنطقة الجغرافية الممتدة من العراق الى ضفاف المتوسط ، وما تلك العمليات الاجرامية التي نشهدها اليوم في العديد من المناطق وخصوصا في العراق الا شاهدا حيا على الحملة المسعورة التي تمارسها تلك التنظيمات الارهابية التكفيرية لتستعر الحرب الطائفية في المحور الممتد من ايران الى لبنان وهذا بالتأكيد تقف خلفه بعض دول الخليج لادارة الملف الاسرائيلي وفقا لما تم رسمه بالاعداد المسبق وهذا الامر اصبح مفهوما على ارض الواقع طبقا لما وصلت اليه الاوضاع على الاراضي السورية وعمليات التحالف الاستراتيجي بين المجاميع الارهابية التي تحاول ان تقوم على تشكيل نواة لدولة او امارة اسلامية كما يسمونها في المنطقة الشمالية المحاذية لتركيا حتى تكون سكينا في خاصرة الوطن العربي كله باعتبار ان حركات التمرد التي يقودها الشباب العربي المتطلع الى الحرية بدأت تغزو شوارع بلدان الربيع العربي واصبحت امرا واقعا لتغيير الوجوه السلفية التي صادرت حقوقهم فبدأت في مصر واليوم في تونس ومن المؤكد ستقوم بذلك في ليبيا وكذلك ما نلاحظه من رفض واسع لهم على الاراضي السورية الذي تتوج بتلك المعارك بين الجيش الحر وتنظيم النصرة وتوابعه على ارض بعض مناطق سوريا .

انا هنا لا اكتب مقالا تحليليا وانما هي هواجس عشتها وانا في العراق طيلة الاسابيع الماضية فوجدت ان هناك من يهيء الارضية لتلك الصراعات الدموية بوجود امراء الحرب الذين لا يجدون مساحة جغرافية لاعمالهم الاجرامية الا من خلال تلك الفتن الطائفية وهذا الامر مع الاسف على مستوى اناس يتقلدون مناصب في الدولة العراقية او انه يتمتع بصفته السياسية ومتحدثا باسم الجماهير التي يطحنها كل يوم لتكون جثثا هامدة يعبد بها الطريق للوصول الى غاياته السياسية.  

عندما تريد الحكومة ان تعمل على صيانة الدولة وحماية مؤسساتها المتنوعة نجد ان هناك من يجنّد نفسه للخراب وهذا بحد ذاته عبارة عن ازدواجية في التعاطي مع السياسة على الاساس المنطقي الصحيح لعلومها وكذلك هي الخيانة العظمى لأبناء جلدته من شعبه ولا بد من وضع الحدود لمثل هؤلاء وان كانت القساوة معهم هي الحل الامثل لانهم لا يتوانون ابدا في اهدار دماء الابرياء وسيندفعون باتجاه العمل على ترسيخ مشاريعهم الدموية كلما سنحت لهم الفرصة،، وأتألم كثيرا عندما اسمع ديدن الحرب الدموية الاهلية على السنتهم وهم يتبادلون اطراف الحديث داخل أقبية ممالكهم وأوكارهم المرعبة .

اننا اليوم وفي عراقنا الحبيب نتقلب وسط هذا الموج الحارق لبلدان التغيير العربي الذي اتجه وللاسف الى ان يكون تحت سيطرة المتشددين التكفيريين  ومن يدعمهم من قبل دول صغيرة لا تكاد ان تكون ظاهرة على جغرافيا وطننا العربي لذلك هي تتكئ على تلك الزوابع والمشاكل والخلافات الدينية من اجل بروزها كدولة وليست شبه دولة،، فهل يفهم العقلاء من اهلنا في العراق ليقفوا بوجه كل تلك المخططات المحدقة بنا ويضعوا نصب اعينهم روح وسلامة الوطن وان لا ينصتوا الى أصوات بعض السياسيين الشاذة التي يتسلقون بها لينزوا على المناصب