اشد كلمة منفرة .. مخيفة .. قاسية .. مرعبة .. هي كلمة الارهاب , تلك المفردة لم تكن جديدة على واقعنا , ولا هي جديدة على التاريخ الاسلامي , فالبعض يعتقد ان محاربة الانبياء والديانات , هي ارهاب فكري وجسدي ....... وفي تاريخ الانسانية , هنالك شواهد عديدة , ربما تركزت بصورة جلية , في العصور الوسطى , ومن ثم تدرجت الى محاكم التفتيش , والحروب العالمية الكبرى وما سبقها وما بينهما ومابعدهما ...... تلك المفردة كانت تمر علينا , بين الحين والاخر , وبفترات متباعدة , بعظها , تحسبها كأن دهرا مضى عليها ,لم يكن مدلولها ذا تأثير كبيرعلى الناس , ولم يشعر المواطنين بالخوف الدائم منها , ولم تكن متداولة بكثافة شعبية واضحة , لم تكن كابوسا لعينا ... يمرعليك , كل لحظة في الصحو والنوم ..... ربما كنا نتذكر بفترات متقطعة ,بعض المنظمات الاجرامية , او التي تميل لاستخدام العنف بأفراط شديد ,مثل منظمات الالوية الحمراء , او منظمة باذر ماينهوف , او منظمات المافيا الصقلية , والمنتشرة بارجاء العالم , كنا نشعر حينها بمقدار القسوة الهائلة , لتلك الجرائم المرعبة ... ونتسأل عن مرض العقليات , التي تدير تلك المنظمات الرهيبة ,لكن تلك الاحداث .... كانت تقع بعيد عنا جغرافيا , فهي تقع في اوربا واليابان ودول اخرى ... وليس لنا بها اي صلة .. كان لدينا شعور , بأن الشعوب المسلمة.. اكثر حصانة .. من تلك الشعوب غير المسلمة ,وان شعوبنا تمتلك مصلا خاص يحميها ... من تلك الافة المدمرة ... مصلا مكثف من القيم الاخلاقية والدينية , ذات الاثر الجميل الموغل في عمق الروح النبيلة , والحامي لها من كل مظاهر التطرف ..ومن سمات القتل المروع , والتشددالمقيت , والعبث اللانساني بحياة البشر , وقيم الاسلام الخالدة , كنا نتوقع ان البعد عن حضارة التكنلوجيا, وعن ميتافزيقيا الفلسفات المادية . هو الذي يجعل ثقافتنا , ذات هوية تحترم الانسان ولاتعبث بوجوده القيمي ... وكان كما يبدو ,كان اعتقادا ساذجا الى حد كبير ............ لم يدر بخلدنا ولو لحظة واحدة ... بأن تلصق تهمة الارهاب بالاسلام , وان اعتى القتلة سيكونون من اتباع الديانة الاسلامية , ولم نكن نتوقع بالمرة .. ان العالم .. نعم كل العالم .. سيخشى المسلمين .. ويصفهم بالارهابيين ..ويبقى يراقب ويرصد جميع تحركات اتباع ديننا ,بل يعد انفاسهم , كونهم مثار شك وخوف ... وانهم قتلة افتراضيا , كما لم يكن في خاطر احد من الناس , بأن تشرع حكوماتنا , قوانيين متشددة جدا , ضد الارهاب والعاملين والمساندين له .. ارهاب العصر .. لايعترف بأحد ابدا .. لا بالقوي ولا بالضعيف .. ولا يعترف بالانسانية ابدا .. ولا يتساهل مع اي دين .. بل يبدأ بتمزيق دينه اولا .. لايعرف طفلا ولا شيخا ولا صبية ...كلهم اعداء له وان لم يكونوا كذلك ........ علينا ان نعترف بعد ما استهين بدم الناس .. واصبح رخيصا لدرجة بشعة .. الى ان نبحث في اصل المشكلة .. نعم اصل المشكلة ... نعم قد يكون الاستبداد السياسي .. والفقر .. والتمييز ... وما الى ذلك ..يؤدي الى افعال تقترب من الفعل الارهابي .. الا ان علينا لانغفل عن سبب مهم جدا .. اننا كنا نتغافل عن مقدار استغلال المؤولين ..... للمساحة الكبيرة والمرنة في النص المقدس .. ومن بين هؤلاء المؤولين...ارتبطوا بايديولجيات سياسية .. اذن ديننا تم استغلالة .. وبات وكانه مصنع لانتاج الارهاب والموت الشاسع .. نعم ثمة وجها في القرأن بات سيدا على كل الوجوه.. ونحن نعلم بأن القرأن حمال اوجه ..
|