الوزير الذي خذل اهله ! |
مثله ، مثل معظم العراقيين ، كان فقيرًا . ومثله مثل بعض العراقيين ، نسى فقيره وتنكر للفقراء بمجرد ان صار وزيراً . وما كان تياره الذي اختاره لهذا الموقع الخدمي يريد ان يسعده بالسلطة والمال ، بل كان يريد منه ان يخدم الفقراء العراقيين بالتاكيد . تسلم الوزارة التي تعنى بشؤون المحرومين والمسحوقين بعد ان كان الوزير الذي سبقه قد أهداها للصوص والفاسدين فعاثوا فيها فسادا . ولم يكن الذي سبقه فاسدا ، بل مهملا لواجباته ، وغير مكترث بالفقراء . وكان اختياره من قبل تياره لهذا المنصب له مغزاه ، فالجهة التي اختارته كانت تريد ان ينصف الفقراء ويخلصهم من الإذلال الذي عاملهم به مسؤولو الوزارة السابقين . وحين جاء الى موقعه الرفيع هذا تأملنا منه خيرا، لكن الرجل لم يكن عند حسن ظن الفقراء والمعدمين والارامل والمطلقات والمعوقين . فالحال ظل على ما هو عليه ، ولم يحرك معاليه ساكنا . فمنذ ثلاث سنوات . وما يزال العاجز لا يحصل على راتبه من دون رشوة ! والمعدم لا يقدر على ذلك، فيظل على حاله مشتكيا الى الله من ظلم المسؤولين في الوزارة الذين لم يردعهم الوزير ، وصار يتعامل معهم ، كما كان يفعل سابقه، من عدم اكتراث ازاء تصرفاتهم واعتدائهم على كرامات الناس ! فهل يدري الوزير بان المرأة العراقية ان كانت ارملة او مطلقة تتعرض الى ابتزاز وهذا الابتزاز مفهوم ومعروف. وقد ضجت وسائل الاعلام بحالات لا حصر لها من حالات الابتزاز بالنسبة للنساء المطلقات والارامل . وكذلك لم يحصل الاطفال الايتام والمعوقين على حقوقهم في المال العام . مع انه – اي المال – قد خصص لينقذهم من العيش الذليل، فما زال الاف من الايتام وغيرهم من الأطفال العراق يتسولون، وقد اعترفت الوزارة باستحالة معالجة هذه الظاهرة . لان المسؤولين في الوزارة إياها هم سبب تفشي التسول ، ولانهم لا يعطون كل ذي حق حقه، بل يعطون المخصصات الى من لا يستحق. ومن بين موظفي الوزارة من يحصل على رواتب الفقراء ومنح المحتاجين في حين انه يلتقي راتباً شهرياً محترماً من الدولة ! انا لا اشكك هنا بنزاهة الوزير ، ولكن اهماله لمصالح الفقراء وعدم متابعته للفاسدين وتماهله في عقابهم ، جعل الأمر لا يطاق، ولم يلحظ الفقراء اي تغيير للاحسن عند انتقال ادارة الوزارة من (شيخ راضي) إلى (أخر) وكأن الأول ما زال يمارس مهامه ! اتوجه بالرجاء الى من عرفنا عنه المواقف المنصفة والجادة ، بان ينصف الفقراء من ظلم الوزير الحالي . فالرجل لا يحس بهموم الفقراء او معاناتهم ! وهم ينتظرون الرحمة من الله اولا ومن السماحة ثانيا . |