تشترك الاحزاب الاسلامية بصفة عامة , بما يخص المرأة , دورها ومكانتها وانسايتها , فيها قصور نظر , اذ تتسم بالرؤية الخاطئة والظالمة والمجحفة وفيها غبن شديد , زائد نظرة الاستخفاف والتصغير , وكثير من الاحيان يلعب عامل التحقير , والانتقاص من شخصيتها , , من ان تلعب دور في الحياة السياسية , وفي النشاطات الجماهيرية , والمساهمات العامة لانهم بصورة عامة يحصرونها بين المطبخ وغرفة النوم . وتشمل هذه النظرات الخاطئة والظالمة , حتى في عراقنا الجديد , رغم ديموقراطيتهم الهشة والمشوهة والعرجاء والكسيحة , رغم محاولاتهم اضفاء صبغة , باعطى دور للمرأة بشكل شكلي ورمزي , لذر الرماد في العيون , في المشاركة في الحياة السياسية وفي تشكيل الوزاري للحكومة , كمثال على ذلك , في تطبيق اسلوب التهميش والاقصاء للمرأة هي السياسة السائدة في المشهد العراقي , والاخوان في مصر لا يختلفون عن هذا الطريق , بل يتطابقون بشكل كامل , فمنذ مجيئهم الى الحكم وهم يطبقون مشروعهم الديني في حصر المرأة داخل البيت , ولكن المرأة المصرية , لم تنصاع الى شروطهم القاسية والظالمة , اذ مزقت هذه الاطر والحواجز , وشاركت وساهمت مع جموع الملايين في اسقاط حكم مرشد الاخوان , ولعبت دور فعال وحيوي في النشاطات الجماهيرية , وفي الاحزاب والحركات السياسية . في منع الاخوان من الاستمرار في ابتلاع الدولة , وصار لها دور مسموع ومؤثر . وتشكيلة الحكومة المصرية , خرجت من الاطار الشكلي والرمزي . كما هو الحال في الحكومة العراقية , . بل جاء التشكيل الوزاري المصري , ليعزز دور المرأة واعطائها حقها المشروع , في المشاركة في بناء الدولة , فقد احتلت ثلاث حقائب وزارية مهمة وحيوية وهي 1 - وزارة الاعلام , الدكتورة درية شرف الدين الكاتبة والناقدة السينمائية ولها جملة من الكتب التي تخص السينما منها ( السياسة وسينما الخمسينيات ) و كتاب ( السياسة والسينما في مصر ) وصاحبة اشهر برنامج سينمائي في التلفزيون المصري بعنوان نادي السينما 2 - وزارة البيئة . الدكتورة ليلى راشد اسكندر : وتعتبر من ابرز العناصر النسوية في نشاطات التي تخص البيئة والتلوث , وتعتبر من الوجوه الدولية المعروفة في هذا الاختصاص وكثرة مشاركتها في المؤتمرات الدولية حول البيئة , ونالت جائزة في ( دافوس ) كما تساهم في هئية التحكيم بجائزة اليونيسكو في مجال محو الامية 3 - وزارة الصحة والسكان . الدكتورة مها زين العابدين . رئيسة الصحة العامة بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة , ولها نشاطات في مجال اختصاصها تطرح فيها نظرتها والافكار والخطط الكفيلة بتطوير الصحة والطب في البلاد وكان من المقرر ان تتولى المرأة المصرية الحقيبة الرابعة , وزارة الثقافة الى الدكتورة ايناس عبدالدايم , لكنها اعتذرت في اللحظات الاخيرة , من دون ان توضح السبب , ويعرف عنها بانها عازفة على الة الفلوت الموسيقية , ورئيسة دار الاوبرا . وكان حكم الاخوان والوزير الاخواني , اطاح بها وابعدها , في الايام الاولى من توليه وزارة الثقافة , مما يذكر بان الدكتورة ايناس عبدالدايم حصلت الماجستير والدكتوراه في العزف على آلة الفلوت من باريس . لكن الاخوان والاحزاب الاسلامية عموما , تعتبر الموسيقى والغناء والمسرح والسينما والفن بجميع اشكاله والتماثيل والنصب , حرام ورجس من اعمال الشيطان , ولا تتلائم مع الشريعة الاسلامية والدين , وكذلك حقدهم وكرهم الشديد للثقافة والفكر الحر , وارهابهم ومطاردتهم للمثقفين ورواد الفكر الاصيل , الذي يتنغم ويعبر عن هموم وتطلعات الشعب . فقد اغتالوا الكاتب والمفكر البارز ( فرج فودة ) وكذلك محاولة اغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ , الحائز على جائزة نوبل في الادب , وذلك طعنه في رقبته , مما جعله عاجز عن ممارسة الكتابة , والقائمة تطول وتترهل بالمحرمات والممنوعات , وهذا يدل على دورهم في التجهيل والتغفيل وسيادة الامية في المجتمع , حتى يسهل عليهم تطبيق مشروعهم الديني بالقوة والاكراه , ان الاخوان ومثل اقرانهم الاحزاب الاسلامية , حينما يجلسون على كرسي الحكم يتصورون بانهم ملكوا المال والعباد , لذا يقعون في خطأ قاتل في قرائتهم المجحفة للواقع السياسي ومزاج الشعب , يعتقدون بغرورهم وعنجيتهم وعنادهم , بان السلطة اصبحت ملكهم الشرعي , والبلاد عقارهم الشخصي والعباد عبيد اذلاء لهم .. وهنا اسجل النبؤة التي كتبها الكاتب والمفكر فرج فودة , الذي اغتالته يد الاجرام والظلام . . سيصرخون ضد الغناء , وسيغني الشعب , سيصرخون ضد الموسيقى , وسيطرب الشعب , سيصرخون ضد التمثيل , وسيحرص على مشاهدته الشعب , سيصرخون ضد الفكر والمفكرين , وسيقرأ لهم الشعب , سيصرخون ضد العلم الحديث , وسيتعلمه ابناء الشعب , سيصرخون ويصرحون , وسيملأون الدنيا صرخا , وسيرتفع اصوات مكبراتهم , وسيفجرون القنابل , وتتفرقع رصاصتهم , وسوف يكونوا في النهاية ضحايا كل ما يفعلون , وسوف يدفعون الثمن غاليا حتى يحتقرهم الجميع , ويرفضهم الجميع , ويطاردهم الجميع.
|