بغداد – خلط نوري المالكي المغرم بإثارة الأزمات حوله، أوراق الأزمة العراقية متجها نحو التصعيد والوصول بالبلاد للحرب القومية بين العرب والأكراد، بعد أن فشلت في عام 2006 مخططات بريطانيا وأمريكا لإشعال حرب طائفية في البلاد. بتوجيه أتهامات متعددة لكل المتحالفين والمشاركين له في عمليات تدمير وسرقة البلد، في وقت يتجه أياد علاوي لزيارة أربيل للقاء رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني وورئيس الجمهورية جلال الطالباني، مع إحتمالية أنضمام رئيس حزب التيار الصدري مقتدى الصدر اليهم، والبدء بمساعي جادة لحل الرئاسات الثلاث في البلاد (الجمهورية، والوزراء، والبرلمان) بعد حصولهم على ضوء أخضر بريطاني.
وهدد المالكي الساعين لحجب الثقة عنه بـ"إجراءات غير مسبوقة"، متهما لجنة النزاهة النيابية بدفع ملايين الدولارات للتغطية على الفساد في قضية البنك المركزي. كما أكد أنه هو من أوصل الطالباني لمنصبه وأن التحالف اليوم مع الأكراد معناه معاداة السنة وباقي المكونات الأخرى في البلاد، على حد تعبير المالكي.
من جانبه رد الطالباني بعد ساعات قليلة على كلام المالكي مؤكدا على اهمية التحالف بين المكونات العراقية، مشددا على أن التحالف الشيعي الكردي هو تحالف بين الأكراد والعرب وبين الشيعة والسنة.
وشهدت العلاقات بين اربيل وبغداد توترات شديدة بعد اعلان الحكومة تشكيل قيادة عمليات دجلة في المناطق المتنازع عليها في كركوك وديالى وصلاح الدين ورفض القيادة الكردية ومجلس محافظة كركوك هذه الخطوة.
وسبق ذلك ازمة سياسية تواصلت منذ مدة ليست بالقصيرة ادت الى مطالبة قوى سياسية فاعلة بسحب الثقة عن المالكي، ثم تراجع البعض عن ذلك المطلب بعد حصول المالكي على دعم من بريطانيا وأمريكا للبقاء في الحكم، ما ادى الى تواصل المأزق السياسي من دون حل.
في غضون ذلك أكدت مصادر مقربة من القائمة العراقية أن أياد علاوي سيصل قريبا لأربيل حاملا معه خطة لسحب الثقة عن الرئاسات الثلاث مدعومة من قبل بريطانيا والولايات المتحدة وبعض الدول العربية المحيطة بالعراق، وأنه حصل على ملف سلمته أجهزة مخابرات دولة جارة للعراق تتضمن المبررات التي سيقدمها علاوي للبارزاني والطالباني والصدر لإقناعهم بخطوته هذه.
ويرى مراقبون ومحللون سياسيون عراقيون أنه وعلى الرغم من تحكم بريطانيا والولايات المتحدة بالمشهد السياسي العراقي وتحريك الموجودين في الساحة السياسية بأيدي بريطانية وأمريكية وإيرانية، إلا أن بريطانيا وأمريكا تعطي فسحة من تحرك الشخصيات السياسية العراقية من أجل إثارة الشارع العراقي وإشعال حدة الأزمات بينهم بما يحقق لها مكاسب سياسية وأقتصادية تسعى لها وتعمل عليها.
وأشار المراقبون أن المالكي لم يعد يكتفي بإثارة الأزمات في كل الإتجهات وكل صغير وكبير في البلاد، وهو في طريقه حاليا لتجريب التصعيد والصراع العسكرية بين العرب والأكراد، وهو تطور جديد وخطير في المشهد العراقي ومكسب مهم في حال حصول لبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران الذين يتحكمون بالمشهد السياسي العراقي بكل مفاصله.