اكثر من فضيحة...

 

 

 

 

 

 

رغم كل الأحوال المتردية في بغداد وأخواتها… منتخب العراق بطلا غير متوج لكأس العالم للشباب في تركيا!
هذا إعجاز في عرف الإعلام الرياضي العالمي… بل أكثر من إعجاز.
ويكفي أن نتمعن في حجم التأثير الذي عكسته أقدامهم البديعة على لسان الصحافة الانجليزية، عبر مانشيت عريض للصحيفة الأعرق في بريطانيا “الاندبندنت” حين كتبت بعد تعادل أسود الرافدين مع منتخب الأسود الثلاثة: (منتخب أطفال الحروب يهزم منتخب إنجلترا الذي يحظى برعاية واهتمام أرقى الأكاديميات الكروية في العالم!). قبل أن يخرج رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ليعتذر عن هذا الوصف الذي أطلقته الصحيفة.
والحقيقة أن العراقيين لم يستاؤوا من هذا الوصف بقدر ما أن اعتذار الحكومة البريطانية جاء كمبادرة استباقية من الشخص الجالس على هرمها كاميرون… فالصحيفة أفردت قصة صحافية مشوقة صاغها الناقد الرياضي البريطاني سام والاس.
ومما جاء في مقال والاس: “بمشاعر الفخر، شباب عراقي قضى شطرا من حياته في الحروب والفوضى الأمنية، إنه جيل من اللاعبين العراقيين الذين طوروا أنفسهم في ظل أصعب الظروف التي مر بها بلدهم، ولم يكن الانجاز أمام إنجلترا الأول من نوعه لأطفال الحروب، بل كان لهم موعد مع الإنجاز الاستثنائي في عدة مناسبات منذ الحرب على العراق عام 2003″.
لا شك أن ما حققه شباب العراق في المونديال، ليس مجرد فضيحة لدول الجوار الثرية المستقرة… بل إنه “أكثر من فضيحة”!

عبد العزيز النهدي: كاتب سعودي