التغيير لاحق بالمالكي فلا يثق بوعود غير قابلة للتنفيذ |
لا تغرنك بلاغة المتقولين نفاقا، يورطونك في الغي، لا مبالٍ بمعاناة شعبك، ولا تظنن في السياسة مبادئ ثابتة؛ فالجميع مع مصالحهم من دون حياء. يا نوري يا مالكي، كرسي رئيس الوزراء، دوار.. مشرع للجميع، مثل كراسي الحلاقين وباصات النقل العام؛ فالتغيير آت، سواء بخطأ منك او صواب؛ لأن التغيير حتمية، يكفلها دستور يفترض بمشرعه، ضمان انسيابية تسليم هادئ وحيوي للسلطة. اصرارك على استلاب حق الدستور بالتداول السلمي للسلطة، من شأنه ان يفتك بالعراق، فالسلطة آفة، اذا نشبت مخالبها في ضلع الدولة، انتشرت كالسرطان في كل اتجاه؛ تفتت بنيتها وتشرد فقرائها وتذل اعزتها وتبيت اهلها اغرابا تحت رحمة الاجلاف، كما حدث في تسعينيات الحصار، حين كرس الطاغية المقبور صدام حسين، العقوبات الدولية، في التنكيل بالشعب العراقي؛ اقتصاصا من انتفاضة آذار 1991. وانت بما تهمل العراق، من دون خدمات، ولا منهج عمل واضح الاولويات، ولاتكف يد اتباعك عن السحت الحرام؛ فانك ذاهب بالشعب الى المبيت في عرى الاجلاف متعلقين. لا يغرنك قولا منمقا يطليه وعاظ السلاطين، فالتغيير آت.. وانت ذاهب، الى محاسبة التاريخ، نظير جرائم (الزركة) و(الحويجة) و(صولة الفرسان) وسوء ادارة دفة الدولة. لا تندفع تبع بلاغة المتقولين نفاقا، يورطونك بغذ السير حثيا، تسدر في الغي، لا مبالٍ بمعاناة شعبك، ولا تظنن ان مهاتفات بايدن وادعاءات قاسم سليماني، مبدئية؛ فلا مبادئ في السياسة ولا ثبات؛ انهم مع مصالحهم من دون حياء. ينتظرون الفائز من الثيران المتناطحة، ليتقدموا منه: نحن اتباعك يا سيدي؛ مثلما يحصل في حرافيش نجيب محفوظ.. وتلك هي السياسة.. لا حياء فيها من الخطأ ولا براءة عند الاعتذار؛ لأنه قابل للتكرار من دون اعتذار، مرة اخرى؛ اذا اقتضت المصلحة ذلك. انهم مع الفائز، وانت خاسر بامتياز، اعتمادا على انتخابات مجالس المحافظات؛ باعتبارها مجسا لم تخطئ نتائجه، وبالونات اختبار الجوع والفقر والفاقة وغياب الخدمات الضرورية لكفاف رمق الحياة، والفساد والتخلف وتقهقر العراق الى حضيض الوجود، في الميادين كافة، عائدا الى قطع ثلثي مسافة السقوط التي دفعنا نظام البعث البائد الى ثلثها. فكن مع شعبك يكن معك، ولا تستعن بالاجنبي عليه، اطع الله وارادة الناس مستقرا في ادارة حلزون السلطة، انه مخادع، لا تستكن اليه، انما اتعظ بمن سبقوك، و... استقم كما امرت. |