حوار مع الكلمات... في وصف الساسة

 

كنت عائدا الى المنزل وقد ارهقني الزحام الشديد والسيطرات المنتشرة كالعادة في كل شارع وزقاق من عاصمتنا ولا اعلم هل يصح ان اصفها بالحبيبة لانني احنق عليها في بعض الاحيان وبهذا اكون منافقا  امتدحها امامكم والعنها في خلوتي،  كانت حرارة الشمس الحارقة قد تجاوزت ال 45 درجة مئوية  تذيبني كما تذوب الشمعة عند الاحتراق واحسست حينها انني لست بشراً كباقي البشر المنتشرون في مختلف بقاع الارض وما يغضبني حقا اننا و ككائنات نعيش في هذا البلد يطلق علينا تسمية بشرا الا اننا لانتمتع بما يتمتع به البشر الحقيقيون ولاكون دقيقا في طرحي اقول اننا بشر (بالاسم فقط) فتطلق علينا هذه التسمية ولكننا لانحمل صفاتها وعلى سبيل المثال هنالك مسلم ولاكنه لايحمل من اخلاق الاسلام ودينه وتعاليمة شيئا فهو مسلم (بالاسم فقط) وهكذا دواليك بالنسبة للبشر هنا فنحن بشرا دون ان نتمتع بشئ مما يتمتع به البشر الحقيقيون الذين يعيشون على سطح الكرة الارضية , وبعد ساعات طوال قضيت في صراع مع الشارع والحر والزحام والسائقون وصلت اخيراً كنت اريد ان انفس عن غضبي في كتابة شئ ما وهنا تبدأ القصة في حواري مع الكلمات الكثيرة التي تقطن مكتبي , كنت عازما على ان يكون في ما اكتب بعض السادة وهم ( ارهاب .. محاصصة .. فساد ... بعثي.... وطن) لشرح السبب الحقيقي وراء مايجري في هذه الامة وهم الساسة فدار هذا الحوار بيني وبين الكلمات التي ترفض وتابى ان تكون وصفا" للساسة....... 
ماذا أكتب ؟ لا اقدر مسك الكلمات ؟ تتمرد تهرب رافضة توصيف بحور الظلمات .... هيا انتي ... ماذا عنك .... لاتركضي ... تباً لاتبتعدي ماذا اكتب ؟ فوضيع تمضي عن قلمي وسفيه تقفز عن سطري وعميل يرعبها ورقي تعتذر جميع  الكلمات حتى من خلقت منهن تجسيداً لضمير مات .... وترى ماذا عنكم انتم (أرهاب .. محاصصة ... فساد) ... اين انتم ؟ عذرا سيدي لن نشترك في ماتكتب ؟ ماذا ؟ ماذا يجري ولما انتم تحت المكتب ؟ خذ وانضر ما فعل الساسة .... (الكاتب) ماهذا ؟ صدقك عينيك ولاتفزع ضرف تهديد ورصاصة .. ولماذا انتم بالذات من بين جميع الكلمات , تختلقون مشاكل دوما.... ارهاب اضربت مدينة ,,, محاصصة قسمتي وزارة ,,,, وفساداً تسرق كالعادة ..اعترف بضربي لمدينة فأنا تعلم (أرهاب) لكني لا ارضى ابداً مظلوما ان يسجن شاب ... لايعلم ماهذي الحالة  فيفصل وصفي لفعاله ,,,(محاصصة) وانا  حصصت كثير ومررت بكل النشالة لكني لم اصدف بشرا يوما كقيادتك زباله ,,,, (فساد)وانا اتجرد من وصفي ان كان يخصص ياربي لضعيف يسعى لعياله ويفر بعيد عن عاري حيتان وبكل سفالة...  
(الكاتب)حسنا حسنا ساصيغ بمعاونة البعث مقاله؟ ضحكوا السادة بصوت عالي ماذا تفعل ؟ بعثي قد شد رحاله  مصطحباً في الليل بغاله حملها تهم وجرائم نفذها القائد وعياله  ...
(الكاتب)لا اعرف ماصنع الساسة منذ سقط القائد واولاده .... هل نال موطننا سيادة ؟  هل حقا بات بحصتنا مكيال اثنين زيادة ؟ هل حقا استثمرنا النفط ونعيش قليلا بسعادة ؟
لاتحزن ياوطني يوما  ستعود وستنهض دوما ستكون قويا كالعادة في اقرب رحيل للقادة  وسنطرد قسريا معهم الفاظا ليست معتادة عربي منها  كردي سني شيعي والبعض زيادة .. وسنطرد من اقسم يوما نسهر في راحتكم دوماً .... أين ستسهر ؟ .... من ستضاجع ؟ اتكلفك السهرة دفتر ؟ بالامس وزيرا في حفلة يطرب فرحا مرحا ويضم الراقصة الاغبر .... واليوم محافظ في بلدي قد جعل المشهد يتكرر....
الله اكبر ... الله اكبر...
لاتمضي هرباً ياقارئ ....فهنالك افواج طوارئ ... وانا لا انوي التفجير في شعب بالقيد اسير .... التفجير ؟ احببت الكلمة ... سافجر افكار الساسة واجرف سوق النخاسة ليدوس الشعب عليها بمداسه ... كي نطوي عقدا من عمراً قضي في رعب وعلاسة ...
(الكاتب) يحاور (وطن)

 من اول اخطاء الساسة  يتفاخر بأسم عشيرته معتقدا ان يكبر راسه ... ائتيت ممثل لعشيرة ام شعباً يحتاج حراسه ...بعد تعدي الخطاء الاول عبود يفكر بفراسة... لما لا انشق لوحدي لاكون في منصب رئاسة .... هذه الساسة تربض على صدر الشعب وتقطع انفاسه.....هذه الساسة لاتعرف مواطنها يوما الا في حاجتها الماسة ..هذه الساسة تفجير قتل تهجير وعلاسة ...