أصدر المفكر العراقي فائق الشيخ علي مؤخرا كتابا بعنوان "الخطاب المسلح حقوق وواجبات ومهام ابناء المؤسسة المسلحة في العراق الجديد". ويتضمن الكتاب أطروحات مهمة فرضت نفسها في تاريخ المؤسسة العراقية منذ خروجها لحيز الوجود، بالاضافة الى التفاتات ذات مستوى عال من الاهمية استطاع الكاتب من خلالها استقطاب اهتمام القارئ عبر كشف الغطاء عن قصة التأسيس الحقيقية ونوعية العلاقة التي تربط المؤسسة العسكرية بالسلطة من جهة وبالمجتمع من جهة أخرى. كما أشر الكاتب والاعلامي الشيخ علي، على فصلين مهمين أدرج فيهما واجبات وحقوق أفراد المؤسسة العسكرية، بالاضافة الى مسألة حقوق القوات المسلحة التي غفل عنها الجميع إن لم نقل انعدم التفكير فيها نهائيا، حيث قال عنهم أنهم أصبحوا في نظر الحكومات العربية مجرد "مشاريع استشهاد". وللتقرب أكثر من النفس الانساني الذي استعرناه من بين صفحات الكتاب، عرجنا على عدة فقرات مهمة نذكر منها قول الكاتب" على القوات المسلحة أن تنظر إلى شعبها نطرة احترام واكبار وتقدير عال مستذكرة دوماً تضحياته ضد الدكتاتورية والتسلط والظلم... لم تعد مهمة القوات المسلحة قتال أتباع ديانة أو قومية أو طائفة أو عشيرة أو حزب لتقضي عليهم... لأنه حينما يتحرك أتباع ديانة أو قومية أو طائفة أو عشيرة أو حزب ضد السلطة، لا شك أن وراء تحركهم مطالب". هذا فيما لم يغفل المفكر فائق علي عن جانب الواجبات التي يجب على كل رجل عسكري ان يضعها نصب اعينه حيث قال ""عليّ أن أذكّره (أي الضابط) بأنّ العسكرية ليست هي الطريق للزعامة السياسية، وأنه ما دام في الخدمة فلا يفكر بها مطلقاً، بل إنّ باستطاعة المسلح أن يكون قائداً عسكرياً أو زعيماً أمنياً، فيما لو ساهم بحماية بلده وشعبه من إي اعتداء يمكن أن يتعرض له، فيما لو جنّبه أي إيذاء يمكن أن يصيبه". وفي هذه النقطة يتساءل الكاتب "هل هناك زعامة أو قيادة أرقى وأشرف من هذه الزعامة والقيادة؟!" نترك السؤال مفتوحا فالجواب في ظل الاوضاع التي يعرفها العراق اليوم قد ياتي أو قد لا ياتي |