تغيير المسار من الطبيعي الى الإستثنائي . حينما نتكلم عن انجازات أقامت على ارض الدولة العراقية نجدها اشبه بالسلعة المنتهية الصلاحية . يعني انجازات وقتية انية . تنتهي في غضون ليلة وضحاها . من يمتلك السيادة يتكلم من مصدر قوة وتهديد . ومن يمتلك حزب يتكلم بلغة الوعود . ومن يمتلك سلطة يتكلم بلغة التسقيط . ومن لم يمتلك شي يتكلم عن قوت يومه . ومن يمتلكون اصوات يسخرونها للتملق . ومن يمتلك يدين يستخدمها للتصفيق والتطبيل . بلدي اشبه بسوق تباع فيه السلع المستهلكة التي لاتفيد ولا تزيد ولاتغني . الألوهية اصبحت نبرة لكل من هب ودب . كما اعلم ان الاحمق المطاع قائد في زمن الجاهلية صاحب السيف القاطع واللسان الاذع وعقله متحجر . يطرب فرحا حيمنا يخاصم يشهر بخلق الله ولاتأخذه في نفسه لومة لائم . ونرجع الى حاضرنا نجد كم من احمق مطاع وكم من مسيلمة تسلق الى منبر التظليل والانحراف . السائحون المتوافدون بكثر منهم من يتاجر بالبشر ومنهم من يشتري ضمائر نائمة ليوقضها ويسخرها لما يشتهي . في سوق هرج الكل يعرض بضاعته يدلل بها كما يرغب المقابل . اصحاب المحال من الذين يعرضون مااقتنوا يلمعون بأصواتهم وزينون بضائعهم يستقطبون المتبضع . هذه كلها مفندات لمن سلف ومن تلف . اعتقد انها مرسخه منذ زمن وهي عادتا تكون في عملية بناء الدولة حتى تستقر على اجساد المغدورين . في عالمي العجيب ارى الكل يكذب من الحاكم الى الوزير الى الحاجب الى مختار الحي الى كل من جعل انتمائه منافي لوطنيته . كذب كذب كذب طوال اليوم وحينما يتوقف الكذب اعلم ان الصلاة قد حانت . هذه تسما بناء دولة لكن تحت سياسة غاشمة . لماذا سمي العراق بأرض السواد ؟ هل لكثرة الخيرات ام لكثرة المصائب السود ؟ بإعتقادي ان الخيار الثاني هو الصحيح انا قلتها وسأقولها انني لست من المتشائمين لكن ماسمعته من العرافاات والمنجمين هو مارأيته وشاهدته امامي . يقولون المدعين ان لكل زمان سلطان ودولة وفي زمانكم مئة سلطان ومئة دولة . ولكل جهة لها حكومة غير متعاقبة حيث لها شعب ولها دور في مسك زمام الامور في زمن فقدنا زمام امرنا المبتغى . وهذا ماجعل الامر يتجلى امامي حيث اخرسني من المطالبة بإيقاظ . العقول اصبحت عاجز عن قرع جرس التنبيه . اذا تكلمت يتهموني بالارهاب واذا طالبت يقولون بعثي مندس . واذا رفعت صوتي يقولون مواطن تافه مأجور . وحرف الجر اصبح شبح يقتادنا الى طريق الهاوية . لاأشك بأن الشعب العراقي من اطيب ماخلق الله من قوم . ياامن تقاسمون لقمه عيشكم مع كل من يطرق بابكم .وتصفحون عمن يسيئ لكم . طيبتكم وصفت بحد السذاجه والافراط بعزة النفس والغنى عن كل مافي دنياكم . اليوم وانا اشاهد التلفاز رأيت امرأة عراقية تعيش مع اولادها على ركام من النفايات . تتقوت من الفضلات في الطمر الصحي حينما قال لها المذيع كيف تعيشون قالت الحمدلله انا لااطلب شيء من الحكومة تعني انها عاجزة عن تقديم كل مايحتاجه المواطن . وقالت بعبارة عراقية تجسد الام المضحية الشريفة . ( اني تعودت على هذي العيشة لكن اخاف ان جهالي يعيشون لما يموتون بين المزابل ) وانا بدوري انبه كل مسؤول يدعي انه خادم للشعب ان يراعي الله في هذه الامانة التي يحملها أو التي تصدى لها . اصحاب القرار الغير صائب نعلم اننا نباع في سوق النخاسين في سوق هرج تحت مزايدات رخيصة لكن تذكروا اننا اصحاب الحق والارض وهذه دعوة لكل فرد يحمل هوية عراقية وبطاقة تمونية . انتبهوا من الانجراف وراء السياسيين لأن انتم اداة تستخدمون أينما تقتضي مصالحهم ...
|