الساكت عن الخراب.. غراب..!

 

لم يعد خافيا أن هناك خرابا كبيرا في جميع مفاصل حياتنا، ومعظم هذا الخراب لسنا مسؤولين عنه، بل أن من وليناهم أمورنا وبعناوين شتى كانوا معاول التخريب وباقي أدواته..

وبالحقيقة فإن الخراب أكبر من موصوفة الخراب، ولأن في قاموس الكلمات ليس من كلمة أكبر من الخراب ، ما زلنا جادين في البحث عن توصيف أكبر من الخراب، ومن شرور بلايا المصائب والرزايا أن تكون عاجزا عن وصف ما أنت فيه من حال...

وليس في وسعنا إجتزاء أمثلة عما آل اليه الحال، ليس لقلة المثال ولكن لإستشراءه فبات الإختيار صعبا في أيها نتحدث وعنها نشكو....!.. فعن أي ميلة حال أتحدث ؟!..أعن الأمن المفقود؟؟..أم عن إستمراء المسؤولين لعبة الكذب في موضوع الكهرباء مثلا؟!..أعن البطاقة التموينية التي صارت نسيا منسيا؟...أم عن عجز أمانة بغداد عن إصلاح شارع ؟..أعن إنتشار السكن العشوائي وإنشطاره الأميبي، حتى تحولت مدننا الى عشوائيات تجاور عشوائيات، في دلالة على عجز الدولة عن إيجاد حل لهذه المشكلة التي باتت واقعا معاشا؟! أم عن الإجراء العجيب الذي عاقبت بموجبه الدولة مالكي السيارات التي تحمل أرقام المنافيست دون سواهم، بمنعهم من السير في شوارع بغداد إلا بين يوم ويوم وعلى طريقة الزوجي والفردي لأرقام السيارات!..وحينما تبحث عن الأسباب يأتيك الجواب العبقري بأن دواعي الأمن ومكافحة الأرهاب فرضت هذا الأجراء، وكأن الإرهاب يحمل أرقام منافيست فقط !!..أو أنه لا يمكنه أن يتحرك أيضا على طريقة الزوجي والفردي..!..

عن ماذا سادتي تقترحون أن نسكت لا أن نتكلم..!

هل فيكم سادتي من يستطيع أن يكبح جماح نفسه، ويمنعها من الشكوى إذا تجاوز الأذى الواقع عليها حد التحمل ؟!

هل فيكم من يمنع نفسه من أن تجأر الى السماء شكوى وأنينا، وهو يرى أن ليس بإمكانه أن يصنع شيئا غير ذلك، وهو يرى كرامته تداس بإجراءات وممارسات مسؤولين جهلة، لا يعرفون أين يضعون أقدامهم، فوضعوها على جباهنا.. أيصح أن نسكت أو نصمت، وهل حقا أن الصمت فضيلة..؟..

لا أعتقد أن الصمت فضيلة، فالصمت سيفاقم سوء حالنا ويزيد من علقم مرارتنا، بل سنوصم بالجبن إذا صمتنا، وسيلحقنا العار إذا سكتنا، وسيكون ثمة خلل في تديننا أذا أغمضنا عيوننا..ومثلما الساكت عن الحق شيطان أخرس، فإن الساكت عن الخراب غراب أسود ..!

كلام قبل السلام: سنتغير وسيتغير الحال لكن إذا رحلت الغربان..!

 

سلام..