حرب الجنابر في الأفق |
الجنابر ، Champers ، لا أعلم من اصطلح تلك التسمية على السقائف والبسطات الحديدية المنتشر في أغلب مناطق بغداد وفي أسواقها الرئيسية المهمة ، والتي تعتبر اليوم من أهم وسائل الرزق لمن تقطعت بهم الأسباب بحثاً عن وظيفة تؤمن لهم قوت يومهم وعيالهم .. الكثير من العراقيين ، شيباً وشباناً من كلا الجنسين وجدوا في تلك الجنابر مستقبلهم ومستقبل ابناءهم ، على الرغم من عشوائيتها وكونها تجربة ، غير حضارية ، قد فرضتها علينا الظروف التي مر بها العراق ولازال ؛ إلا أنها أمر مفروض وعلى الدوائر والمؤسسات الحكومية التي تطالب اليوم برفعها على أنها تجاوزات القبول بها شاءت أم أبت .ليس من السهل أن يعمل المواطن مثل هذا العمل فظروفه قاسية جداً وقد تنوب صاحب الجنبر الخسائر ولكننا علينا أن نتسائل : هل وفرنا لهذا المواطن فرصة عمل تقدم له ما يقدمه له هذا الجنبر ؟ هل كلفت الحكومة نفسها في البحث عن تنظيم تلك الأسواق وفق رؤية حديثة لواقع تلك الأسواق ؟، كما ينظمها العالم ، أي هل وفرنا لهم مساحات خاصة وأكشاك على مستوى محدد من النظام لنبعدهم على مناطق الواجهة الحضارية للعاصمة ؟ لاتوجد حتى اللحظة إجابة واضحة عن تلك التساؤلات والسبب هو العجز في الرؤيا أو الخلل في التطبيق .تزخر الفضائيات بشكاوى كثير من أصحاب تلك البسطات من فقراء الوطن ومناشداتهم الكبيرة للإبقاء على مصادر الرزق تلك بعيداً عن مزايدات الرفع والصولات التي تقوم بها الجهات المختصة .. فبربكم أين يذهب هؤلاء العراقيون .. بل أين تذهب عوائلهم ؟ هل من الممكن أن يتلقفهم الإرهاب والعصابات الإجرامية مع ماسيحملونه في صدورهم من غيض ضد من قطع رزقهم ؟ .نعم أنها تسبب إرباكاً كبيراً ، فعلى سبيل المثال الجميع يتخيل سوق الشورجة قبل وجود الصناديق الحديدية ، الجنابر ، وكيف أصبح اليوم عبارة عن مياسم ضيقة مزدحمة خانقة تعاني من خطورة حدوث التماسات الكهربائية التي تطال المنطقة بين الحين والآخر ، والجميع يتذكر أيضاً السوق العربي كيف كان قبل أن تغزوه تلك الجنابر وكيف كان عبارة عن سوقاً رحبة مفتوحة لا كحاله اليوم الذي لا يمكن وصفه وهو يقع في قلب المدينة .. كذلك اسواق الكاظمية وبغداد الجديدة وكل أحياء بغداد جميعها تعاني من قصور الرؤيا في هذا المجال .. إلا إن ذلك لا يعني أن يتم إعلان الحرب عليها بلا حلول .. علينا أن نوفق اليوم لإيجاد الحل العملي الصحيح وإعادة التحضر المفقود الى أسواقنا وإجراء مسح شامل لكافة مرافقها ، حيث نعتقد أن أهم إجراء قبل إزالتها ؛ أن يتم تهيئة أرض قريبة من مواقع الأسواق الكبيرة لتبنى بها ألأكشاك الحديثة مزودة بكافة مستلزمات السلامة ومعدات الحريق والتهوية والمجاري وغير من الخدمات التي نراها متوفرة بشكل كبير وحضاري في دول الجوار مع العلم أن العراق قد سبقهم في هذا المجال .علينا أن لانعلن الحرب عليهم بتلك الهجمات التي تقوم بها أمانة العاصمة في العديد من أحياء بغداد ، وعلى "خادم بغداد" أن ينظر في البدائل التي من الممكن أن يوفرها لأبناء محافظته قبل أن تباشر الأمانة بذلك .. وليعلم الجميع أن قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق .. حمى الله العراق وشعبه.
|