فقدان الطبقة الوسطى في العراق

 

في بداية انتشار الأفكار السياسية المختلفة في هذا القرن تم تقسيم المجتمع إلى ثلاث طبقات لا غير و هي الطبقة الثرية التي تمثل أصحاب رؤوس الأموال و رؤوساء الشركات العملاقة و الطبقة الوسطى و التي تمثل الموظفين و العاملين أما الطبقة الفقيرة المعدمة فهي تمثل بعض أصحاب المهن و الحرف البسيطة أو الذين لا يعملون بتاتا و عندما تم تأسيس الأنظمة الاقتصادية الحديثة تم إقرار هذه الطبقات الثلاث و التعامل معها على أنها أمر مهم و واقعي و أن أردنا الآن تصنيف المجتمع العراقي فأن الطبقة الوسطى قد تلاشت تماما و بقت طبقتين في المجتمع و هي الطبقة الثرية و الطبقة الفقيرة المعدمة و أن كنا نريد أن نكون صادقين فأن في مرحلة النظام السابق كان أغلب أبناء الشعب هم من الطبقة الوسطى بينما الآن هذه المعادلة قد اختلفت و هذا يعود لعدة أسباب و أهم هذه الأسباب هي أعداد العاطلين  عن العمل المخيف حيث أن جزء كبير من أبناء شعبنا يعاني من البطالة أو أن دخله لا يكاد يكفيه إلا لفترة قصيرة و منذ سقوط النظام السابق و حتى يومنا هذا و كل الحلول التي قدمت لحل هذه المشكلة كانت غير مجدية أو لم تستوعب عدد العاطلين و كذلك تقليل كمية مواد الحصة التموينية أو فقدانها في أغلب المحافظات فهذا الأمر يعتبر كإطلاق رصاصة الرحمة على راس الطبقة الوسطى فلقد أثبتت عدة دراسات إحصائية بأن أكثر من سبعين بالمائة من الشعب العراقي يستفيد من مواد الحصة التموينية و هي المصدر الرئيسي و الأهم لغذائه و لقد حذر عدد هائل من خبرائنا من المساس بمواد الحصة التموينية لما تشكله من أهمية عند العائلة العراقية و لكن من دون فائدة و كل هذا  بسبب الفساد المستشري عند بعض موزعي الحصة التموينية و حالة التخبط التي تعيشه وزارة التجارة حيث أنهم يحرمون المواطن من بقية المواد و يتحججون بأنهم لم يحصلوا على كل مواد الحصة و الطبقة الوسطى وقعت بين صراع الموزعين و وزارة التجارة و كذلك ارتفاع و فقدان المشتقات النفطية حيث يعاني المواطن من ارتفاع المشتقات النفطية حيث قررت وزارة النفط رفع أسعار المشتقات و ذلك لدعم الاقتصاد و تغطية نفقات أخرى كدفع رواتب الموظفين و لم يتوقف الأمر عند هذه الحد بل أن فقدان المشتقات النفطية و شحتها خلق سوقا سوداء لهذه المشتقات و كما هو معلوم فأن السوق السوداء هو سوق ليس فيه أي معايير تطبق فيه و لهذا ارتفعت المشتقات النفطية أضعاف مضاعفة و تم تزويد المواطن بمشتقات نفطية مغشوشة فبسبب هذه الأسباب الثلاث طحنت الطبقة الوسطى و تدنى مستواها حتى نزلت لمستوى الطبقة الفقيرة المعدمة.