طوزخورماتو مثال للعراق المنكوب |
خضم هذه التقاطعات والأتهامات المتبادلة تحترق ارض العراق كل يوم , ولاتوجد في الأفق معالم وملامح لحلول ومعالجات واقعية وعملية تكفل وضع حد لنزيف الدماء ، ومن الصعب التكهن بالمستقبل والأجراءات التي تثمر عن نتائج ومعطيات ايجابية، تنعكس على ارض الواقع ويلمسها المواطن الذي دفع ضريبة الخلافات السياسية , قضاء طوزخورماتو التابع لصلاح الدين ، تعرض لثلاث وعشرين عملية ارهابية بسيارات مفخخة خلال الأعوام الستة الماضية خلفت اكثر من ثلاثة الاف شهيد وجريح , وقياس عدد السكان والمساحة وعدد العمليات الارهابية والخسائر الناجمة ، يتضح أن هذه المدينة هي الأكثر تعرضا للهجمات التفجيرية والمسلحة من بين مدن العراق ، وقد تزايد معدل العمليات التي ضربت المدينة , بحيث لم يعد يمر شهر إلا ويفجع أهالي القضاء بسقوط عدد من الضحايا في هذه العمليات، انفجارات لم تستثني الأسواق والحسينيات و وسط حشد من المشيعين الضحايا من سقطوا بفعل عمليات سابقة، وتكرار حصول تفجيرات في المدينة، وتفجيرات مزدوجة منها ما استهدف حسينية النور وسط القضاء، ليوقع 50 ضحية وجريح و الخسائر المادية في الحسينية والمنازل المجاورة ,و من بين الأهداف نائب رئيس الجبهة التركمانية ومعاون محافظ صلاح اللذين قضيا في التفجير , قضاء طوزخورماتو الذي يتألف من اربع وحدات ادارية (نواحي) ، وهي (آمرلى – بسطاملي – سليمان بك – قادر كرم) من المدن ذات الأغلبية التركمانية قومياً، والشيعية مذهبياً، وكانت حتى بداية عام 1976 تابعة لمحافظة كركوك، وفي 29 \1\ 1976 ألحقت بمحافظة صلاح الدين بموجب مرسوم جمهوري، بعد تحويل الاخيرة من قضاء الى محافظة , طبيعة الهوية القومية والمذهبية للمدينة، وموقعها الجغرافي، جعلها عرضة للاستهداف أكثر من غيرها، وتوالي استهداف التركمان الشيعة يأتي محاولة لتهجيرهم من مناطقهم ولتأجيج الفتنة الطائفية في العراق،دون وجود التحقيقات التي تكشف للشعب أسباب الأستهداف,الحكومة العراقية اعتبرت أواخر الشهر الماضي، عقب وقوع التفجير ما قبل الأخير، أن قضاء طوزخورماتو (منطقة منكوبة)، و شكلت لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني وعضوية عدد من الوزراء لمتابعة تداعيات الأوضاع هناك، والوقوف على أسباب ومكامن الخلل، ومنح القضاء أولوية في توفير الخدمات، وإعداد البنية التحتية لها تمهيداً لتحويلها إلى محافظة،
|