ما عليكم بالطائفيين.. انطلاقا من القول (انصر اخاك ظالما او مظلوم)

 

نرى اليوم العديد من العراقيين - وتحديدا في البيئات الدينية والعشائرية - يتبعون هذه القاعدة الظالمة , وقسم اخر يعمل على تكريسها في النفوس والعقول , فالشيعي الساخط من الاداء الحكومي الفاشل قد يجابه بمعارضة المتعصبين من ابناء طائفته بحجة (الحكومة من جماعتنه) , فيما يواجه السني الغاضب من انانية الاحزاب السنية الزجر والتنبيه بذريعة(هذولة جماعتنه) . ان ثقافة (جماعتنة) تعد اليوم من اخطر الثقافات على افراد المجتمع , ومن الظواهر التي تنثر بذور التعصب الاعمى , وتسقيها بماء الحقد والعداء , وترجح كفة الباطل على الحق , الشر على الخير , وهذا الامر لاينطبق على الجهالة فحسب وانما ينسحب على من يدعي التثقف والثقافة , الكارثة حينما تصادف امرء حلو اللسان وعلى دراية باصول الكتابة والكلام , فيتبين انه مصاب بحمى التعصب , وما ان يجد الفرصة سانحة او يستفز او يثار تراه ينفث سمومه ويكشر عن انيابه , فتبدأ غدة الكره والبغضاء الكامنة في جسده بالافراز . الثقافة الجمعية او روح الجماعة غالبا ما تكون منبعا للقوة , والسكة التي تسير عليها عجلة التغيير , هذا ان وضفت لغايات لصالح رفاه البشر وسعادته , لكن احيانا قد تحول الى مصدرا للخراب والدمار , لاسيما ان تبنت مفاهيم وبرامج ترسخ الفرقة والتضاد والتصارع , لا اعرف من اين جئنا بضرورة نصرة الاخ الظالم على حساب الحق والعدل ؟ هل من الانصاف ان نؤازر الشخصية الباغية التي تفتك بالانسان وتصادر حقوقه البشرية ؟ هل هكذا علمتنا الاخلاق والشرائع السماوية ؟ لماذا لانأخذ بالقول( من اعان ظالما سلطه الله عليه) , فكم من معينين للظالمين كانوا اول من لسعوا بنيران الظلم والطغيان , والشواهد التاريخية كثيرة بل والحياة تمنح يوميا دروسا وعبر مجانية لمصير هؤلاء واسيادهم من الطواغيت المتجبرين . الحكمة تقول(عندما يخاف الناس من حكومتهم فهناك استبداد , وعندما تخاف الحكومة من الناس فهناك حرية) , فلا اعتقد ان ثمة عاقل في الدنيا يفضل الاستبداد على الحرية , لكن في العراق العجب العجاب , فمع هذا الفساد الحكومي وسرقات وحماقات المسؤولين , وما نتج عنهما من فوضى القت بالشيعي والسني وبقية الطوائف والاديان في براكين الارهاب والقتل والبؤس والحرمان , نرى الحين طيف من هذه الطائفة ينهى عن تحرك جمهورها - تحديدا الفئات الشابة - للمطالبة بابسط متطلبات العيش كالكهرباء مثلا , فالشاب الجنوبي اليوم يكتوي هو واسرته بحرارة الشمس الجنوبية اللاهبة , وسئم من الوعود الكاذبة لزعماء الطاقة الكهربائية ممن زعموا تصدير التيار المكهرب الى دول الجوار نتيجة فائض الانتاج , فيما نسمع عن محاولات جهات يسري التمييز الطائقي بعروقها , تنهى ذلك الشاب عن التظاهر للمطالبة بالكهرباء والخدمات الاساسية , من خلال اقناعه بتصورات ومسميات مظللة تبقيه تحت وطأة العوز والحرمان , وتبقى هي في النعيم . والحال ينطبق على رجالات الطائفة الاخرى , من المغرر بهم والمستفيدين , الذين يسعون الى حقن العقول بمواد التعنصر والتطرف والاكراه , كي لايقبرون ويتلاشون بعدما اتضح زيفهم وبطلان ادعاءاتهم . حتى البعض من اتباع الديانة المسيحية يستشري فيهم مرض التمييز الديني , فقد سمعت مؤخرا من احد الاشخاص ان مسيحية طلبت من ابنها عدم دخول البيت مع صديقه المسلم , ان فايروسات مرض التمييز والمميزين(الياء مشددة) كمرض الايدز سهل الانتقال سريع العدوى , ويفتك بالجسد البشري , ويصعب علاجه , لكن اسلم الوسائل لتلافيه هي ,, الوقاية منه.