بـاقــر الـزبـيــديّ .. بـرلـمـانـي بـامـتـيــاز

 

هل خطر يوماً في بال أحد ما هو تعريف البرلماني ؟ أو عضو مجلس النواب ؟ نعم فهو معرّف بصورة سطحية أنّه ممثل عن الشعب ؛ أي الباحث عن مصالح الشعب والمراعي له أمام السلطة التشريعية التي هي جزء مهم ورئيسي من منظومة الدولة ، ولا أريد أن أتهم أحداً أو أطلق مداد قلمي في العناء دون مسوغ حقيقي فنسبة كبيرة من نوابنا هم ليس إلا مراعين لمصالحهم الخاصة وليس لمصالح الشعب فسفراتهم المكوكية إلى بلدان العالم من أجل الراحة والاستجمام والبحث عن ملذاتهم الخاصة لا أتصور لا في تصوريّ الخاص ولا تصور أي إنسان أخر أنها تمس أو تتلاقى مع مصلحة الجماهيّر التي أنتخبتهم ، ووسط هذا الكم الهائل من البرلمانيين وجدت شخصاً فيه الصفات الحقيقية التي تصلح أن تكون في البرلمان وهو النائب الذي لم يغب يوماً واحداً منذ أن عقد مجلس النواب جلسته المفتوحة عام 2010 إلى يومنا هذا ، أنّه باقر جبر الزبيديّ ربما يتصور القارئ من الوهلة الأولى أنني أمدح بهذا المقال شخص الزبيديّ لكن هذا ليس مدحاً بقدر ما هو استحقاق وتقيم يحتم عليّ أن أقوله وأجعله قدوة حسنة لكل برلماني يريد أن يعمل بأمانة وإخلاص ، فهذا الرجل خلال الثلاث سنوات قدم نموذجاً رائعاً كان يتوجب على الجميع أن يحتذوا به لأسباب منها أن الزبيديّ لم يكن مواطناً عادياً قبل أن يكون نائباً في البرلمان فشغل عدة مناصب منها وزير الإسكان والأعمار، ووزير الداخلية ، ووزير المالية ورغم كل المناصب التي تقلدها ونجح فيها نجده اليوم برلمانياً ناجحاً مدافع عن حقوق الشعب في مجلس النواب العراقي ورئيس كتلة ناجح وهي كتلة المواطن التي بدأت تحصد ثمار نجاحها وهذا النجاح أرتكز على عدة مقومات منها : الانفتاح على الأخر وإزالة الحواجز والتشنجات التي أخرت العملية السياسية ، أخذ دور المعارضة البناءة التي تقوم الأداء وترصن مفهوم الدولة الديمقراطية ، تقديم شخصيات ذات ثقل اجتماعي وعشائري ممّا سهل على الناس الاختيار دون الاحتكار على الشخصيات الحزبية ، وللعلم أنني لا أنتمي لكتلة المواطن لا من الناحية الإيديولوجية ولا التنظيمية وإنما هذا لا يمنع أنني أكن لهذه الكتلة كل الاحترام وأقيم دورها في الحضور السياسي المميّز والدور الرائد في المعارضة البناءة التقويمية ، وعندما قلت عن الزبيدي لم يكن شخصاً عادياً ؛ أقصد أنه شغل عدة مناصب قيادية ورغم هذا رجع دون منصب إلى قبة الشعب كما تسمى عكس الكثيرين الذين عندما تولوا منصباً ما نأوا بأنفسهم أن يرجعوا يمارسوا دورهم في البرلمان أو مجلس المحافظة ووجدنا الكثير من المحافظين عندما لم تجدد الولاية لهم –استنكفوا- أن يعودوا أعضاء عاديّن في مجالس المحافظات أو يتولوا منصباً اقل وهذه الإشكالية يعيشها الكثير من السياسيين فنجده عندما يتسنم مسؤولية ما لم يستطع أن يخدم الشعب من منصب أدنى وهذا ما جعل الشعب ينفر من السياسيين لأنهم – وللأسف- يأتون على أجل مصالح ضيقة بعيدة عن واقع الناس وهمومهم . إن الإنسان الوطني يستطيع أن يخدم وطنه من كل مكان إذا أراد سواء كان رئيس وزراء أو وزير أو محافظ أو نائب في البرلمان أو عضو مجلس محافظة أو مواطناً عادياً دون منصب رسمي فعمر الوطنية والانتماء ما كانتا مقرونة بمنصب أو مسؤولية وإنما هي إرادة الإنسان في خدمة الإنسان وهذا ما تفرضه جميع الرسائل السماوية والقيم الإنسانية فهنيئاً لمن يخط تاريخاً مشرفاً لنفسه وشعبه .