يا سادة الكهرباء.. لاتحتاجون إلى تخدير اعصاب مخدرة |
محوّلة الكهرباء في الحي الذي أسكن أصيبت بعطل منذ أيام.. بعد عدة جلسات في المحكمة اضطرت الوزارة إلى سحب الدعوى حين أيقنت من بطلانها. ويومها اتصلت بي الوزارة لتبلغني أنهم من الممكن أن يسحبوا الدعوى شرط اعتذار الجريدة.. ضحكت ورددت على المتصل بالقول: لو سحبتم الدعوى، فسنمعن بالكتابة ضدكم، لن نعتذر.. في اليوم التالي اتصل بي الوزير وطلب إجراء حوار صحفي، مؤكداً أنه سيكون بمنتهى الشفافية مع الجريدة لتسأل بما تريد.. وافقت وقررت أن أجري الحوار بنفسي. بعد يومين ذهبت للوزير وكانت وفي جعبتي معلومات وخبرات وكثير من تساؤلات جمعتها من محنتي مع الكهرباء ومما تفضل به عليَّ ثلاثة خبراء وطنيين أثق بنزاهتهم وكفاءتهم من العاملين في وزارة الكهرباء نفسها ومن متقاعديها. استغرق الحوار بحدود ثلاث ساعات كان في اثنائها الوزير منزعجاً ومحاولاً السيطرة ما أمكن على أعصابه، بحيث لم يكلف نفسه وطاقم خدمته الكبير تقديم كوب شاي أو قدح ماء لي ولزميلين كانا معي. المهم في هذا الحوار أن الوزير وعد بأن عام 2011 سيكون عاماً لـ(كهرباء 24 ساعة)، ضحكت وقلت له: اخترت عام 2011 لأنه سيكون بعد انتخابات مقبلة، وبعد الانتخابات لن اتمكن، يا سيدي، من مقابلتك حيث سيكون وزير آخر هنا بدلاً عنك، وسيعدني هو الآخر بنهاية عام 2014، بعد انتخابات أخرى لتجهيز الشعب بكهرباء كافية وتزيد على الحاجة. الوزير كريم وحيد أقيل عام 2010، بعد تظاهرات البصرة، وكانت والكهرباء بوضع أسوأ.. والآن وبعد وعود فلكية أطلقها العالم النووي حسين الشهرستاني، فقد جرت إزاحة الشهرستاني عن ملف الكهرباء، ولا أدري حقاً ما إذا كنا مع بداية جديدة لإصلاح حال الكهرباء.. لكن وفي ذلك الحوار مع الوزير وحيد، سألته: يا معالي الوزير، في البلد الآن إرهاب وعنف ومن الصعب تجهيز محطات توليد الطاقة، لماذا لا ننشغل بالمرحلتين التاليتين وهما نقل الطاقة وتوزيعها بحيث حين نتمكن من توليد طاقة كافية للمستهلكين نكون قد جهزنا قبلها شبكة نقل وتوزيع قادرة على تحمل هذه الطاقة وايصالها للمستهلكين؟ مع هذا السؤال، ومع سؤال آخر عمن يتحمل مسؤولية هدر الملايين في مشروع التجهيز بعشرة أمبير الذي ولد ميتاً، نظر الوزير إلى ساعته موضحاً التزامه بموعد ومؤكداً استعداده لفرصة أخرى للقاء، وقبل معادرتي سألني: هل كنت تعمل في الكهرباء؟ لم أعمل في الكهرباء، لكن كنت أتحسب، بخلاف ما كان عليه الوزير ووزارته، لتحطم المحولة القديمة في الحي الذي أسكن والتي أخرجت من الخدمة هذه الأيام، في تموز، حيث نحيا الآن بلا كهرباء وطنية. |